نظم العشرات من نشطاء محافظة مارب، أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء أشهروا خلالها ما أسموها ب«القضية الماربية». ورفع أبناء مارب شعارات تستنكر استمرار «نهب الثروات وتشويه صورة أهالي مارب في الإعلام»، مطالبين بتطبيق الدستور وتفعيل دور القانون وترشيد الحُكم المحلي.
دعا القائمون على الوقفة إلى «وقف الأساليب التي كانت تتعامل بها الحكومات المتعاقبة على مر تاريخ اليمن، والتي تتجاهل دوماً مطالب مارب المشروعة».
وقالوا في بيان وزّع عقب الوقفة وحصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه إنه «نتيجة لاستشعارنا بضرورة تغيير الواقع الذي عانينا منه طويلاً نتيجة للمشاكل التي خلفتها الأنظمة السابقة، فقد قمنا نحن أبناء مارب بهذه الوقفة لإشهار القضية الماربية وإظهارها للعلن، كون محافظة مارب من المحافظات الأكثر جوداً بالخيرات للوطن والأكثر عُرضةً للظلم، فقد أوجبت علينا ظروف المرحلة الجديدة إبراز مشاكلنا للرأي العام».
وأشار أحمد الزايدي، أحد منظمي الوقفة، إلى ضرورة إنصاف أبناء مارب، «وقضيتنا هي قضية حقوقية وإنسانية بالدرجة الأولى". داعياً أبناء مارب أنفسهم إلى "التضامن مع قضيتهم، لأنها تمثل قضية وطن».
ودعت الناشطة ياسمين القاضي إلى «تصعيد القضية حتى يتجاوب النظام معنا». وأضافت «أن هذا التحرك يختلف عن التحركات السابقة، وكان الناس ينظرون إلى ثورة التغيير باعتبارها ملاذهم الأخير، لكن –للأسف- لم يطرأ أي شيء على موضوع إدارة البلاد». مؤكدة على «أننا لسنا حراس منشآت عند أحد، نحن أصحاب قضية، وهناك بداية شرارة لثورة شعبية على المستوى المحلي قادمة من محافظة مارب».
«أثبت الماربيون اليوم أنهم أكثر تحضراً وأقلّ الناس عدوانية ولديهم ثقافة القبول بالآخر، لكن الحكومة إلى يومنا هذا ما تزال تتعامل معنا بذات الأساليب التقليدية القديمة» - تقول ريم بحيبح.
وتضيف ل«المصدر أونلاين»: «الضربات التي تتلقاها مارب بحُجة مطاردة المخرّبين والإرهابيين هي جزء من مخطط يُراد منه إسكات الناس عن المطالبة بحقوقهم وجعل مارب مسرحاً، كما كانت في السابق، لمثل هذه الحرب الغاشمة التي راح ضحيتها عشرات المواطنين الآمنين إلى جانب ترويع النساء والأطفال وما يتبع ذلك من مشاكل نفسية».
ولم تقتصر الوقفة على أبناء مارب، فقد تضامن معهم الكثيرون وهتفوا معهم لصالح قضيتهم.
محمد بادي من المحويت قال ل«المصدر أونلاين»: «جئت متضامناً»، يعتقد بأن لدى الماربيين قضية عادلة وبنسبة 90% لأنهم محرومون من الخدمات ويعانون من عدم وجود الكهرباء رغم أن الأبراج تمر من فوق بيوتهم، ويتعرّض أطفالهم للأضرار الصحية نتيجة مخلفات النفط والغاز والضغط العالي لكابلات الكهرباء.
الصحفية أميرة العراسي قالت ل«المصدر أونلاين» إنها جاءت تتضامن مع أهل مارب وأنها مهتمة بالقضية، كون أهل مارب جزء من هذا الشعب وأرضهم أرض الثروات، وكل البلد تعتمد على ثروة مارب ولا بُد من الاعتراف بذلك.
من جانبه، قال أسامة الصالحي «كنا ننظر إلى أهل مارب باعتبارهم قتلة ومخربين وإرهابيين، لكن الصورة أثناء الثورة الشعبية تغيّرت، وعرفنا شبابا ماربيين أكثر استعداداً من غيرهم للقبول بالسلمية والمدنية».
وأشاد الصالحي بهذا الحراك الشبابي الماربي قائلا: إنه «سيفتح الباب أمام أبناء القبائل الأخرى للتعبير عن حقوقهم بهذه الطريقة الحضارية والسلمية بدل اللجوء إلى العنف والقوّة».
يذكر أن هناك مصفوفة قضايا قُدّمت في بيان تُلي أثناء الوقفة ومن بينها غياب التنمية الشاملة عن المحافظة وتدمير الأرض والإنسان نتيجة انبعاث الغازات السامة والملوّثة الناتجة عن عمليات استخراج النفط والغاز، والإقصاء المتعمد لأبناء مارب في التمثيل بصنع القرار السياسي، الحملات الإعلامية الشرسة لتشويه صورة أبناء مارب لدى الرأي العام المحلي والدولي، استمرار حرمان مديريات محافظة مارب من الطاقة الكهربائية رغم وجود المحطة الغازية فيها، الأساليب والممارسات الوحشية والهمجية تجاه السكان المدنيين بحجة ملاحقة المطلوبين أمنياً، واستخدام مارب مسرحا لتصفية الحسابات السياسية وتنفيذ أجندات خاصة، بالإضافة إلى سياسة التجهيل المتعمد ضد أبناء مارب.
الجدير ذكره أن وقفة نفذت أمام مبنى محافظة مارب بالتزامن مع وقفة رئاسة الوزراء كجزء من هذا الحراك الشبابي.