أوردت صحيفة «المصدر» اليومية الصادرة اليوم الخميس تفاصيل جديدة عن تمرد قام به جنود في اللواء 29 المعروف بلواء العمالقة في محافظة عمران شمال اليمن أمس الأربعاء، وأدى إلى هروب قائده. وقالت الصحيفة ان مئات من جنود اللواء الواقع ضمن محور سفيان العسكري «انتفضوا» على قائدهم العميد حفظ الله السدمي الذي عينه الرئيس عبدربه منصور هادي في منصبه هذا في ابريل الماضي، خلفاً للواء الركن علي بن علي الجائفي، الذي انتقل بقرار جمهوري لقيادة المنطقة العسكرية الشرقية.
ويعد هذا أول تمرد عسكري على قائد عينه الرئيس هادي منذ توليه السلطة في فبراير العام الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في اللجنة العسكرية قوله إن الرئيس أمر بتشكيل لجنة عسكرية من اللجنة ووزارة الدفاع، وانه تم بالفعل تشكيلها لمعالجة القضية في هذا اللواء العسكري.
ونقلت عن مصادر داخل اللواء ان جنوداً وضباطاً من اللواء احتجوا ظهر أمس ورددوا هتافات «ارحل ارحل»، كما أطلقوا أعيرة نارية بكثافة في الهواء تعبيراً عن ابتهاجهم بعد خروج العميد السدمي من مقر قيادة اللواء في الجبل الأسود.
وأضافت ان السدمي التجأ إلى كتيبة المدرعات التابعة للواء والتي تتموضع على مسافة نحو كيلومترين من مقر القيادة، إلا ان موجة الغضب لحقته الى هناك، مضيفة أن جنوداً اقتحموا المكان وأطلقوا النار في الهواء ورددوا هتافات مناهضة للقائد الذي احتمى داخل مخبأ صغير يطلق عليه الجنود «دشمة»، ورفض ان يغادر المكان إلا بعد تغيير قادة كتائب اللواء «حيث يعتقد السدمي ضلوعهم في الانتفاضة ضده، أو بسبب فسادهم ثار الأفراد عليه». حسب مصادر الصحيفة.
مصدر داخل اللواء: قتيلان وجريح جراء حادث اصطدام سيارة عسكرية مسرعة بهنجر وأشارت إلى ان السدمي بقي محاصراً داخل «الدشمة» رافضا المغادرة حتى ساعة متأخرة من عصر أمس، وتم اخراجه بتدخلات عليا من قائد محور سفيان العميد حميد القشيبي وتواصلات وزارة الدفاع هاتفياً، أفضت الى وعود بتغيير القائد وبتغيير قادة جدد للكتائب.
ونفت مصادر عسكرية من داخل اللواء - حسب الصحيفة- نشوب أية اشتباكات بين «الأفراد المنتفضين ضد القائد أو الداعمين له».
ونقلت عن أحد المصادر الذي فضل عدم ذكر اسمه القول «كان هناك ناس واقفين (مؤيدين) مع القائد لكن التحقوا بالانتفاضة في الأخير عندما كبرت وتعاظمت الأمور، لم يشتبك الجنود ببعضهم البعض أبدا لأن هناك أناس عُقّال داخل الضباط والجنود وبالنهاية هم زملاء، لا أحد يجرؤ على قتل زميله».
لكن المصدر ذاته أكد سقوط قتيلين وجريح من أفراد اللواء «أثناء حالة الارباك التي سادت لحظة اندلاع الانتفاضة، لكن ليس بالرصاص وإنما بحادث اصطدام سيارة عسكرية مسرعة بهنجر كبير بقوة، ما أدى الى مقتل سائق الطقم والجندي الذي كان الى جواره وجرح جندي ثالث».
وقالت الصحيفة ان العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310، وهو أيضاً قائد محور سفيان، وصل إلى مقر قيادة لواء العمالقة، اللواء 29 ميكا مساء أمس آتيا من عمران، وتمكن من دخول مقر قيادة اللواء.
وبحسب صحيفة «المصدر»، يتألف محور سفيان العسكري من أربعة ألوية عسكرية أكبرها اللواء 29 ميكا (العمالقة). وكان العميد حفظ الله السدمي، نائبا لقائد المحور القشيبي، ويقود لواء العمالقة الذي يملك عتاداً عسكرياً ضخماً منتشرة في تباب وجبال ومواقع في حرف سفيان، ومركزه: في الجبل الأسود الذي يعد أحد اهم موقع يشرف على طريق صعدة عمران.
ونقلت الصحيفة اليومية معلومات أولية عن اسباب التمرد، وقالت ان جنديا بدأ بإعلان التمرد في وجه القائد السدمي «بعد أن رفض إعفاءه من ثمن بندقية كان باعها الجندي أيام الجايفي، وهي عهدة لديه، وأن القائد السابق أعفاه خطيا من ثمنها نظرا لظروف، لكن القائد الجديد (السدمي) رفض تنفيذ أمر الجايفي، وأصر على ان يسدد الجندي نصف القيمة ويعفى من النصف الآخر فقط، وأن الجندي الذي حاول مرارا لدى السدمي، التجأ الى زملائه، الذين يشكون من أوضاع معيشية تردت وتدهورت بعد ذهاب الجايفي، فانتفضوا الواحد تلو الآخر وتضامنوا مع زميلهم فتحولت المطالب الحقوقية الى انتفاضة تطورت الى طرد لقائد اللواء ومحاصرته قرابة 5 ساعات داخل إحدى الغرف».
وقال مسؤول في اللجنة العسكرية لصحيفة «المصدر» انه لا توجد حتى مساء الاربعاء (امس)، معلومات متكاملة حول ما حدث في معسكر «العمالقة» بعمران «ولكن بكل تأكيد شكلت اللجنة العسكرية بالاشتراك مع وزارة الدفاع لجنة خاصة (مشتركة) لمعالجة هذه القضية وفق توجيهات الرئيس». ولم يدلِ المسؤول بمعلومات تفصيلية عن اعضاءها وطبيعة عملها.
وأضاف المسؤول: «ما حدث تكرار لما يحدث في بعض المعسكرات، ولكن اللجنة العسكرية العليا تقوم بتشكيل لجان لدراسة مثل هذه الحالات المتمثلة بأسباب طرد قائد المعسكر ووضع الحلول لها حيث شهدت الايام الماضية انتفاضة ضد العميد الركن محمد خليل قائد اللواء 314 حماية رئاسية وتم تبديله بقائد جديد».
وقال المصدر العسكري «مثل هذه الاعمال باتت روتينية ويسهل حلها بسرعة من قبل وزارة الدفاع»، ولم يستبعد وجود عناصر تدفع باتجاه هذه المشاكل، «لكن اعتقد ان الحلول ستكون سريعة»، كما قال.
ونقلت الصحيفة ان قائد محور سفيان العميد حميد القشيبي عقد اجتماعاً مطولاً داخل قيادة اللواء ضم قادة الكتائب، وحضره أركان اللواء ورئيس العمليات، وأن الأوضاع أخذت تهدأ شيئاً فشيئاً، لكن الأجواء داخل اللواء لا تزال متوترة «واذا لم يتمكن قائد المحور من التوصل الى حل يرضي الأفراد ويعيد الوضع الى ما كان عليه فإن لجنة عسكرية قد تصل من صنعاء»، ولم يستبعد مصدر داخل اللواء أن تلجأ وزارة الدفاع الى العميد علي بن علي الجائفي «ترسله الى هذا اللواء لحل المشكلة معهم».
وأفاد مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع الذي يقوده القشيبي في عمران، ان السدمي كان على ارتباط وثيق بقائد المحور (القشيبي)، وأنه السدمي رفض ان يغادر «إلا بأمر من القشيبي الذي اتصل به في الأخير بعد ان تطور الأمر الى مستوى خطير خوفاً على حياته، قائلا له: (دبر نفسك وامشي)». وقد غادر العميد السدمي حرف سفيان على متن سيارة مدنية أقلته من على الخط الرئيسي باتجاه صنعاء وأن القشيبي تحركت عندئذ من عمران بعدد من الأطقم العسكرية الى حرف سفيان والتقى على طريقه في خمر بالقائد المطرود حفظ الله السدمي، الذي واصل طريقه نحو صنعاء.