يعتبر شكري بن صالح بلعيد زعيم التيار الوطني الماركسي الشيوعي، الذي تأسس في سبعينات القرن العشرين، من أبرز المعارضين للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وللنظام الحاكم حالياً بقيادة حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي، وكان يعتبرها "حكومة الالتفاف على الثورة". ولهذا السياسي والمحامي الذي اغتيل بإطلاق النار عليه أمام منزله الأربعاء، امتداد شعبي واسع في تونس وخصوصاً في الجامعات التونسية.
وشكري بلعيد، المولود عام 1964، قيادي بارز في الجبهة الشعبية، وهي ائتلاف لأحزاب يسارية راديكالية، وعرف بمعارضته الشديدة للحكومة التي تقودها حركة النهضة.
تأسست الجبهة الشعبية عام 2012، وأصبحت وفقاً لاستطلاعات الرأي ثالث قوة سياسية في تونس بعد حركة النهضة وحزب "نداء تونس"، الذي يقوده الباجي قائد السبسي.
وبلعيد عضو سابق في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، وكان عُرف بنضاله ضمن الحركة الطلابية، عندما كان ناطقاً باسم الفصيل السياسي الطلابي "الوطنيون الديمقراطيون" في الجامعة .
خلال دراسته الجامعية، تعرض الناشط الطلابي بلعيد إلى مضايقات عديدة وزج به في سجن رجيم معتوق في ثمانينات القرن الماضي، إبان حكم الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، خلال هجوم على الجامعة.
لم يحظ تيار "الوطنيون الديمقراطيون" بالاعتراف القانوني والمساهمة السياسية خلال عهدي بورقيبة وبن علي، فاضطر للبقاء في أروقة الجامعات والمعاهد الدراسية والحركة النقابية والعمالية، قبل أن يصبح حزباً سياسياً في عهد رئيس الوزراء التونسي السبسي في مارس 2011.
وتمثل الفكرة السياسية لحركة "الوطنيون الديمقراطيون" فكر الطبقة العاملة في تونس ومصالحها وعرفت بدفاعها عن العمال والشغيلة وصغار الفلاحين وفئات الشعب المضطهدة.
وتتبنى الحركة الاشتراكية العلمية نظرية لتغيير الواقع، مرتكزة على الجدل المادي والتاريخي منهجاً لفهمه وتحليله. وتقول الحركة إنها تستفيد من تجارب الشعوب وما راكمته الإنسانية التقدمية من تجارب وأفكار وقيم أساسها الحرية والتقدم، وإنها تسعى إلى أن تكون وتبقى جزءاً من الشعب وطبقته العاملة.