بدأت أمس الأربعاء في مدينة عدن أولى فعاليات برنامج «ديوان الحوار» -الذي تنظمه منظمة رقيب لحقوق الإنسان وبرعاية رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة- بورشة عمل تهدف لمناقشة القضية الجنوبية من وجهة نظر النخب الجنوبية بشتى أطيافها. وفي افتتاحية الورشة القى رئيس منظمة رقيب عبدالله الشليف كلمة رحب فيها بالحاضرين، منوها الى ان انعقاد الورشة يأتي في ظروف بالغة التعقيد في اليمن عموما وفي عدن بشكل خاص.
وأضاف ان «الحوار الذي نقصده ليس مجرد الاستماع إلى وجهات النظر والسماح بالتعبير عنها فقط، بل أن الحقيقة هي ابعد من ذلك وهي الاعتراف بشرعية الآخر والاعتراف بحقه بالرأي والتعبير والمشاركة الحقيقية الفاعلة المتساوية في جميع مقدرات ومكتسبات وقرارات ومصائر الوطن، لا منة من أحد ولا إحسانا أو تنازل وإنما حقا أصيلا طبيعيا وشرعيا لا يحق لأحد مصادرته أو تهميشه أو تخوينه أو تكفيره أو إقصائه أو إلغائه مهما كان تناقضه مع توجهات الآخرين».
وقال الشليف ان ما يميز برنامج «ديوان الحوار» أنه «سيناقش القضية الجنوبية وقضية صعدة من خلال جهات نظر متعددة، فالقضية الجنوبية ستناقش في ورشة عمل أولى في عدن من وجهة نظر النخب الجنوبية، يليها ورشة عمل ثانية في صنعاء من خلال وجهة نظر النخب الشمالية، ثم يتم اختيار مجموعة من الورشتين لمناقشة القضية في ورشة عمل مشتركة ثالثة حتى يمكن الخروج برؤى حول القضية»، مضيفا أن المشاركين سيكونون من عدة فئات كالسياسيين والإعلاميين والأكاديميين والشباب وممثلي منظمات المجتمع المدني ومن كافة الأطياف السياسية المختلفة.
وقد استهلت الورشة بجلسة عن قواعد الحوار وآداب المتحاورين، ثم بدأ المحور الاول بمناقشة تعريف القضية الجنوبية حيث تم تقسيم المشاركين الى ثلاث مجموعات قدمت كل مجموعه رؤيتها حول تعريف القضية الجنوبية.
حيث رأت المجموعة التي يرأسها العميد ناصر الطويل الأمين العام لجمعية المتقاعدين العسكريين انها «قضية سياسية وحقوقية وتاريخية بامتياز استفحلت بسبب تقويض مشروع الوحدة وما نتج عنها من تدمير لمقومات الجنوب بعد حرب 94م».
فيما رأى اخرون انها «قضية نتجت عن الالتفاف على اتفاقية الوحدة الموقعة عام 90 التي قامت على قاعدة الشراكة بين الشمال والجنوب وبرزت بعد حرب صيف 94 بإقصاء الجنوب دولة وشعبا من موقع الشراكة والسلطة» حسب تعبيرهم، أما الفريق الثالث فيرى«انها قضية سياسية وحقوقية وهي قضية ارض وشعب وكرامه وعلى صله قوية بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والامنية».
وستناقش الورشة التي تستمر لمدة يومين في عدن عدة محاور اليوم الخميس اسبابها ومحتواها وجذورها وطرق حلها والضمانات الكفيلة بعدم تكرار تلك المشكلة.