في الوقت الذي أكدت مصادر إعلامية إصلاحية حملة اعتقالات واسعة طالت مايزيد عن 1300 من تلاميذ واتباع وأقارب المرجع الايراني الراحل آية الله حسين منتظري في مختلف المدن الإيرانية، تحدثت زوجة الصحفي المعروف ماشاء الله شمس الواعظين، عن مصيره المجهول منذ اعتقاله في أعقاب أحداث عاشوراء الدامية بمعية مجموعة من النشطاء السياسيين والثقافيين. ومن جانبها أصدرت الحملة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان في ايران بيانا الأحد 3-1-2010 حذرت فيه من ضغوط يمارسها رجال دين محافظين على السلطة القضائية لتنفيذ اعدامات جماعية بحق المعتقلين على شاكلة تلك التي تلت ثورة عام 1979.
وكان موقع إصلاحي نشر أمس السبت تقريرا كشف فيه عن شن السلطات الإيرانية حملة إعتقالات واسعة في صفوف مؤيدي واتباع وأقارب المرجع الراحل آية الله حسين علي منتظري الذي كان بمثابة الأب الروحي للحركة الإصلاحية.
وأشار الموقع بأنه في أعقاب وفاة منتظري وإثر المشاركة المليونية للجماهير في تشييع جثمانه بمدينة قم ونتيجة لحضور مراسم التأبين التي اقيمت بهذه المناسبة في مختلف المدن الايرانية، ألقت قوى الأمن القبض على 600 شخص في مدينة اصفهان و200 شخص في مدينة نجف آباد و500 شخص في العاصمة طهران وبذلك يبلغ عدد المعتقلين 1300 شخصا.
وكشف التقرير عن أسماء لشخصيات صحفية وسياسية معروفة بين المعتقلين أشهرهم، سيد محمد طاهري نجل المرجع آية الله طاهري، والكاتب الصحفي مصطفى ايزدي والناشط السياسي محمود دردكشان والمدرس مرتضى اميري جرقويه والناشط الحقوقي المعروف عماد الدين باقي والإصلاحي المعروف أحمد قابل.
وأكد التقرير بأنه لا توجد معلومات دقيقة حول أماكن الاحتفاظ بالمعتقلين كما لا تتوفر معلومات عن ظروف اعتقالهم.
أنباء عن "إعدامات قريبة"
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة أنباء "جهان" الإيرانية القريبة من المحافظين بأنه سيتم قريبا محاكمة وإعدام عدد من المعتقلين الذين القي القبض عليهم في أحداث يوم عاشوراء الدامي وذلك بتهمة "محاربة الله ورسوله".
وقبل ذلك أصدرت وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية بيانا اتهمت بعض المعتقلين بالانتماء لمنظمة "مجاهدي خلق" المحظورة و تنظيمات ماركسية، كما نسبت مقتل ابن أخت زعيم المعارضة مير حسين موسوي إلى "مجاهدي خلق" دون أن تبرر مصلحة هذه المنظمة في القيام بذلك.
ويؤكد القانون الإيراني أن الأشخاص والمجموعات التي تخطط لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية أو تقدم على توفير الأسلحة والمتفجرات لهذا الغرض وأيضا أولئك الذين يزودون عن سابق تصميم تلك المجموعات والأشخاص بالإمكانات المالية والأدوات والأسلحة، تشملهم العقوبة المحددة "للمحاربة والفساد في الأرض" وهي الإعدام.
وعبر هادي قائمي المتحدث باسم الحملة الدولية للدفاع عن حقوق الانسان عن قلقه البالغ تجاه ما اعتبره ضغوط غير عادية تتعرض لها السلطة القضائية بهذا الشأن من جهة وشن وسائل الإعلام الحكومية حملة دعائية لخلق الأجواء المناسبة للإعدامات من جهة أخرى.
مصير مجهول
من جهة أخرى، وفي مقابلة مع موقع "روز اون لاين" تحدثت السيدة فريبا عباس قلي عن المصير المجهول لزوجها الصحفي المعروف ماشاء الله شمس الواعظين وقالت إن السلطات الأمنية والقضائية لم تقدم اي مبررات لاعتقاله، موضحة أن الجهة الحكومية التي القت القبض عليه مجهولة.
وذكرت السيدة فريبا في هذه المقابلة أن السلطات الامنية كانت قد حذرت شمس الواعظين مرتين بخصوص إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية فأكتفى هو بالمقابلة مع وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية.
يذكر أن شمس الواعظين الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة كان لمرات عديدة ضيف قناة العربية لتحليل القضايا السياسية المتعلقة بوطنه إيران وتتسم تحليلاته بالموضوعية والحرفية بعيدا عن التطرف والاعتبارات الشخصية تجاه اي جهة من اطراف الصراع الداخلي في ايران.