لقد فقدنا خلال الأيام الماضية رجلاً من أغلى الرجال حيث كان هذا الرجل رجل قمة في أخلاقه وإدارته وصبره وبعد نظره .. كان عظيماً في تواضعه وصلباً في مرونته وعميقاً في بساطته جاء من أوساط هذا الشعب الطيب الوفي الأصيل فكان رائداً في طيبته ووفائه وأصالته، ولا شك للحظة أن هذه الأمة ستظل تفاجأ الجميع من بين أوساطها بشخصيات في مثل مستوى هذه الشخصية العظيمة التي فاجأت اليمانيين في سنواتهم الأخيرة. إن فيصل بن شملان الذي ودّع دنيانا إلى مستقره الدائم عند مليك مقتدر قد أيقظ فينا معاني كثيرة ولعل من أهمها أن الوطنية ليست وساماً ولا ميدالية تمنح وإنما هي حب هذا الوطن والعمل من أجله من الموقع الذي أنت فيه، كذلك علمنا ابن شملان أن هذه الأرض من أدناها إلى أقصاها ملك اليمانيين أجمع فطاف جميع أرجائها ينشر أفكاره ورؤاه. علم بن شملان اليمانيين وغيرهم أنه إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيله فيغرسها، وهكذا كان دأبه حتى لحظات مرضه الأخيرة بالرغم من أنه رجل سبعيني السنوات. علمنا بن شملان أن هتافات الآلاف والملايين لا تسمن ولا تغني من جوع .. إذا لم يكن عندك ما تؤمن به وما تعمله لأجلهم. علمنا بن شملان أن الفكر والحكمة والعقل والإرادة والمال والثروة والنجاح والظهور لا معنى له إذا لم يكن من أجل وطنك وأمتك ونصرة دينك. اللهم تقبله في الصالحين وأسكنه عليين وأخلف علينا بخير يا رب العالمين.