وصف رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أن اليمن برحيل المناضل القاضي عبد السلام صبره فقدت علما وطنيا كبيرا ورائدا من رواد النضال الأوائل وصانعا من صناع الثورة. وقال الأخ رئيس الوزراء في الفعالية التأبينية لأربعينية فقيد الوطن المناضل الكبير القاضي عبد السلام محمد صبره والتي أقيمت اليوم بصنعاء " إن الفقيد الكبير بما كان يتمتع به من شعبية واسعة واحترام كبير في كل الأوساط، وبالرغم من أدواره الكبيرة فقد كان يتحلى بالتواضع الجم لدرجة انه لم يكن يتحدث عن نفسه بقدر ما كان يتحدث عن أدوار الأخرين من رفاق دربه". ولفت إلى ما حظي به الفقيد الراحل من ثقة مختلف الأطراف والقوى ما أهله لحل الخلافات بينها، وإطفاء الحرائق كلما اقتضت الضرورة ذلك.. مشيرا إلى ما قام به من نشر الروح الثورية بين أفراد أسرته وأقاربه والعديد من أفراد جيله والجيل الذي يليه، وكان له الدور البارز في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار في شمال الوطن سابقا. وقال " وبعد قيام ثورة سبتمبر تولى العديد من المناصب الهامة، لكن تلك المناصب لم تزد من قدره ذلك لأنه اكبر منها بحكم ما كان لديه من مكانة مرموقة بحكم أدواره النضالية الكبيرة". وأوضح الأخ باسندوة أن هذا الرجل الكبير سيبقى خالدا في ذاكرة تاريخنا الوطني بما قدم من تضحيات جسام وما قام به من أدوار كبيرة قبل الثورة وبعدها، وكان يجمع بين الثقافة الواسعة والحكمة والبساطة في حياته. وتطرق رئيس الوزراء إلى الذكريات التي جمعته بالمناضل القاضي عبد السلام صبره وجلساتهم الكثيرة ونزولاتهم الميدانية معا، وما تبادلاه من تدارس لقضايا الوطن وما يمكن عمله لتحقيق طموحات أبناء الشعب اليمني في رؤية وطننا آمنا ومستقرا ومتطورا ومزدهرا، يعيش فيه الجميع بحب ووئام وخير وسلام.. مبينا أن الفقيد الراحل لم يكن ليرضى عما يحدث في الوطن الآن من خلافات وتمزق وكان يريد أن يتوحد الجميع وبذل كل الجهود من اجل ذلك. وقال" في اللحظة التي تزداد فيها الحاجة إلى الرجال الرواد المناضلين العظماء ليكونوا عونا لوطنهم، خطف القدر واحدا من رجال الشجاعة والحكمة وقادة الحركة الثورية والوطنية، إنه الأخ العزيز والوالد الفقيد المناضل/ عبد السلام صبره". وابتهل الأخ باسندوة في ختام كلمته إلى الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد الراحل بالرحمة والرضوان وان ينزله منازل الأبرار والصديقين انه سميع مجيب. من جانبه أشار اللواء علي عبدالله السلال إلى أن الاحتفال بأربعينية الوالد القاضي العلامة عبد السلام محمد صبرة بحضور حشد كبير يمثل تعبيراً صادقاً عن المشاعر الوطنية والأحاسيس الفياضة التي يكنها الحاضرين لهذا الرجل الوطني المخلص لشعبة والوفي لقضيته ووطنه. منوهاً بأن الفقيد كان من طلائع المشاركين في الثورة الدستورية عام1948م. واستعرض السلال الأدوار النضالية والبطولية التي قدمها فقيد الوطن الثائر العملاق والقاضي الشجاع والمناضل الجسور مع رفاقه من الضباط الأحرار للدفاع عن الثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر وصولاً إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 من مايو المجيد. لافتا إلى أنه من حسن حظ الفقيد أن ختم حياته النضالية الطويلة بمشاركته في الحدث العظيم المتمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م. وطالب السلال بضرورة إطلاق اسم الفقيد عبدالسلام صبرة على احد شوارع العاصمة وفي قاعة من قاعات العلم والمعرفة في الجامعات اليمنية الكثيرة والكبيرة وذلك رداً للجميل واعترافاً بدوره النضالي الكبير. بدوره استعرض رئيس المركز الوطني للوثائق القاضي علي أبو الرجال سيرة حيات الفقيد التي بدئها في معلامة الأبهر ومكتب بئر العزب، وانتقاله إلى مكتب الفليحي ثم الجامع الكبير، وتقلده عدد من المناصب الإدارية والأدوار النضالية التي ارتبطت في مقارعة فلول الإمامة وتأسيسه حركة المعارضة السياسية. وقال أبو الرجال:" إن الوالد المناضل عبد السلام صبرة كان يعتبر النافذة التي يطل منها المناضلون على تاريخ الحركة الوطنية التي كان واحداً من ابرز رجالاتها المخلصين، ومثل بصلابته وصموده المثل العظيم للمناضل الوطني الجسور وهمزة الوصل بين قيادة حزب الأحرار والحركة الوطنية في الداخل” . فيما أشار صالح عبدالله عبدالسلام صبرة في كلمته عن أسرة الفقيد إلى الحزن العميق الذي خلفه فقدان هذا العلم البارز والهامة الوطنية والأب التربوي فقيد الوطن المناضل الجسور عبد السلام صبرة والذي كان يفوح ويجود بحب الوطن دون أية منة أو تفضل مصحوب بكلل. وعبر باسم أسرة آل صبرة عن الشكر الجزيل لكل من شارك وساهم في إعداد هذه المناسبة وفي مقدمتهم مصلح وسعد عبدالله عبد السلام صبرة، وكذا الشكر والامتنان لمن قدم العزاء والمواساة لأسرة الفقيد في فقيد الوطن عبد السلام صبرة. تخلل الاحتفال الذي حضره المستشار السياسي لرئيس الجمهورية عبد الكريم الإرياني وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى، وعدد من مناضلي الثورة اليمنية وأصدقاء ومحبي الفقيد، قصيدتا قدمها محمد ابراهيم، وأمين قاسم المشرقي بعنوان رثاء السعادة الخالدة نالت الاستحسان، فيما تم توزيع كتاب السعادة الخالدة، السيرة الذاتية التي تتحدث عن ابرز المحطات والأدوار النضالية والشواهد التاريخية للفقيد صبرة.