شهدت مدن في جنوب اليمن، صباح اليوم السبت، عصياناً تنديداً بالأحداث الدامية التي وقعت أول أمس الخميس في مدينة عدن، وراح ضحيتها مالا يقل عن أربعة قتلى وأكثر من 40 جريحاً. وشل الإضراب الحركة التجارية في مدينة عدن منذ الصباح استجابة لدعوة فصائل في الحراك الجنوبي.
وقال شهود إن عشرات من عناصر الحراك قطعوا طرقات المدينة وأشعلوا إطارات مستعملة منذ الصباح الباكر ومنعوا المركبات من السير.
وقالت مصادر محلية إن كثيراً من المحال التجارية في مديريات مختلفة بعدن أغلقت أبوابها، كما لم يتمكن كثير من الموظفين من الذهاب إلى أعمالهم بعد قطع الطرقات.
وأضافت المصادر ان أصوات إطلاق رصاص تُسمع من حين لآخر في مناطق متفرقة من المدينة، خصوصاً خور مكسر والمنصورة، فيما يبدو أنها محاولة أمنية لفتح الطرقات.
وقال مسؤول محلي إن من وصفهم ب«عناصر الحراك المسلح» جابوا شوارع مدينة عدن منذ الصباح وفرضوا الإضراب «بقوة السلاح» كما أخرجوا الطلاب من المدارس ومنعوا الموظفين من الوصول إلى وظائفهم.
لكن شاباً من أنصار الحراك كان يقف عند نقطة نصبوها في خط التسعين قال إن هذا الاضراب جاء لأن «الأمن قتل وجرح» زملائهم في الحراك وسط المنصورة يوم الخميس.
وكان فصيل الحراك الجنوبي التابع لنائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض هو من دعا للإضراب.
وتتهم السلطات اليمنية البيض، الذي يقيم في بيروت، بالعمل على زعزعة الاستقرار في اليمن، كما وضع مجلس الأمن الدولي اسمه ضمن معرقلي التسوية السياسية في البلاد.
وشهدت مدينة المكلا، وهي ثاني أكبر مدينة في جنوب اليمن، عصياناً مدنياً، حيث قطعت عناصر من الحراك الطرقات وأشعلت إطارات مستعملة، حسبما ذكرته مصادر محلية.
كما هاجم عناصر الحراك مقار لحزب التجمع اليمني للإصلاح وأحرقوا بعض محتوياتها.
وقالت مصادر محلية إن مدينة الضالع شهدت هي الأخرى مشاركة جزئية في الإضراب، كما شهدت أجزاء من منطقة الحبيلين بمحافظة لحج استجابة لدعوة الحراك للعصيان المدني.