أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن رحيله لن يؤدي إلى حل للأزمة التي تعيشها بلاده منذ عامين، وقال: "السوابق في ليبيا واليمن ومصر تشهد على هذا". وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة (صنداي تايمز) نشرتها الأحد: "لا يفكر أي شخص وطني في الحياة خارج بلده، وأنا في هذا مثلي مثل أي سوري وطني"، وأضاف: "من الهراء أن يفكر أحد في أن الصراع سببه الرئيس ومستقبله.. هذا أمر عبث، والسوابق في ليبيا واليمن ومصر تشهد على هذا". وقال: "لن نناقش مسائل سورية داخلية مع أجانب.. شؤوننا نبحثها مع السوريين فقط.. نعم نسمع لنصائح أصدقائنا ولكن الأمر في النهاية متروك للسوريين في اتخاذ القرار". وأضاف أنه بالنسبة للأزمة الداخلية "فلا أحد من خارج سورية يمكنه حل الأزمة السورية.. السورييون فقط هم الذي يستطيعون أن يقولوا للرئيس ابق أو ارحل". وأضاف أنه "إذا رغم أحد فعليا في مساعدة سورية ووقف العنف فعليه الذهاب إلى تركيا ومقابلة (رئيس الوزراء رجب طيب) أردوغان ومطالبته بوقف تهريب الإرهابيين وتقديم السلاح والدعم اللوجيستي للإرهابيين في سورية .. يمكنه الذهاب إلى السعودية ومطالبتها بوقف تمويل الإرهابيين". وأشار إلى عدم وجود اتصالات بين سورية وبريطانيا منذ زمن طويل، وقال: "بريطانيا تلعب دورا غير بناء في المنطقة منذ عقود والبعض يقول منذ قرون .. الحكومة الحالية ضحلة وغير ناضجة.. لا يمكننا أن نتوقع منهم دورا وهم عازمون على تسليح المعارضة ويقدمون الدعم العسكري للإرهابيين.. هذا غير منطقي. هذه الحكومة ساذجة وعليها التحرك بمسؤولية أكثر وبدون هذا لا يمكن أن نتوقع ممن يشعل النار أن يطفئها". وكانت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أبدت تأييدها زيادة المساعدات إلى المقاتلين المعارضين للرئيس الاسد، كما ايدت رفع الحظر الاوروبي المفروض على إرسال اسلحة إلى سوريا بهدف التمكن من ارسال معدات عسكرية الى المعارضة. وقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في منتصف شباط/ فبراير تمديد العقوبات المفروضة على سوريا والسماح بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة ولكنهم رفضوا رفع الحظر على الاسلحة. وطالب الأسد كل من يريد وقف العنف في سوريا ان يضغط على تركيا وقطر والسعودية "للتوقف عن تزويد الارهابيين بالمال والسلاح"، مؤكدا ان هذا هو مفتاح وقف العنف في سوريا. وقال الرئيس السوري "اذا كان أحد يريد بصدق واشدد على كلمة بصدق، ان يساهد سوريا وان يساعد في وقف العنف في بلدنا يمكنه القيام بامر واحد هو الذهاب الى تركيا والجلوس مع (رئيس وزرائها رجب طيب) أردوغان وان يقول له: توقف عن تهريب الارهابيين إلى سوريا، توقف على ارسال الاسلحة وتأمين الدعم اللوجستي لاولئك الارهابيين". واضاف ان من يريد وقف العنف في سوريا يمكنه ايضا "ان يذهب إلى قطر والسعودية ويقول لهما توقفا عن تمويل الارهابيين في سوريا". وجدد الأسد رفضه التنحي وقال ردا على سؤال عن الدعوة إلى التنحي التي وجهها اليه وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري "رسالتي ليست فقط لكيري بل لاي شخص يريد التحدث بشأن الازمة السوري وهي ان السوريين وحدهم هم من يمكن لهم ان يقولوا للرئيس ابق أو ارحل، تعال او اذهب، ولا احد غيرهم". وتابع "اقول هذا بوضوح كي لا يضيع الاخرون وقتهم ولكي يعرفوا على ماذا يركزون". واضافة الى قطر وتركيا والسعودية اتهم الاسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بانها "تدعم الارهاب في سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكريا او سياسيا"، بحسب مقتطفات من المقابلة نشرت ترجمتها بالعربية وكالة الانباء السورية سانا. وجدد الرئيس السوري تحذيره من تداعيات "اللعب بخط التماس" السوري على "سائر أنحاء الشرق الأوسط". وقال "لقد قلت مرارا ان سوريا هي بمثابة خط تماس جغرافيا وسياسيا، واجتماعيا، وأيديولوجيا، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الاوسط"، مشددا على ان "القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديدا وخطرا ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها".