أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نشرت أمس الأحد استعداده للتفاوض مع المعارضين "الذين يسلمون سلاحهم" حول إنهاء الأزمة في بلاده، مؤكدا أن تنحيه عن السلطة لا يحل الأزمة. كما اتهم الأسد الحكومة البريطانية بالسعي إلى "تسليح الإرهابيين" في بلاده، في المقابلة التي بثت الصحيفة شريط فيديو لها على موقعها على الإنترنت. وقال الأسد: "نحن مستعدون للتفاوض مع أي كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم"، مضيفاً: "يمكننا بدء حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا إقامة حوار مع الإرهابيين". وردا على سؤال حول الدعوات الموجهة إليه من الغرب للتنحي عن السلطة، أكد أن تنحيه عن السلطة لا يحل الأزمة. وقال: "لو كان هذا صحيحا، من شأن رحيلي أن يضع حدا للقتال، ومن الواضح أن هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر". وأضاف: "لا يمكن لأي إنسان وطني أن يفكر بالعيش خارج وطنه. أنا كسائر المواطنين السوريين". وتابع: "إن السوريين وحدهم هم من يمكن لهم أن يقولوا للرئيس ابق أو ارحل، تعال أو اذهب، ولا أحد غيرهم"، مضيفاً: "أقول هذا بوضوح كي لا يضيع الآخرون وقتهم ولكي يعرفوا على ماذا يركزون". وعن دور بريطانيا، قال الأسد للصحيفة الأسبوعية "كيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين أنهم يريدون إرسال معدات عسكرية إلى الإرهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين". وأضاف في المقابلة التي أجريت معه قبل أيام: "بصراحة لقد اشتهرت بريطانيا بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود والبعض يقول منذ قرون، أنا أتحدث عن الانطباع السائد في منطقتنا". وأكد الرئيس السوري أن "المشكلة مع هذه الحكومة، هي أن خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة العدوانية"، متهما الحكومة البريطانية بأنها "تتصرف بطريقة ساذجة ومشوشة وغير واقعية". وأضاف: "إذا أرادوا أن يلعبوا دورا فعليهم تغيير هذا والتصرف بطريقة أكثر عقلانية ومسؤولية وإلى أن يحصل ذلك فنحن لا نتوقع من مشعل حرائق أن يكون رجل إطفاء". وكانت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أبدت تأييدها لزيادة المساعدات إلى المقاتلين المعارضين للرئيس الأسد، كما أيدت رفع الحظر الأوروبي المفروض على إرسال أسلحة إلى سوريا بهدف التمكن من إرسال معدات عسكرية إلى المعارضة. وقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في منتصف شباط/فبراير تمديد العقوبات المفروضة على سوريا والسماح بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة ولكنهم رفضوا رفع الحظر على الأسلحة. وأكد الأسد أن الاتصالات مقطوعة بين دمشق ولندن منذ وقت طويل، متهما بريطانيا بالافتقار إلى الصدقية ما لا يؤهلها للقيام بأي دور في حل الأزمة السورية. وقال: "إذا أردت التحدث عن دور، لا يمكن فصل الدور عن الصدقية ولا يمكن فصل الصدقية عن تاريخ هذا البلد". كذلك طالب الأسد كل من يريد وقف العنف في سوريا أن يضغط على تركياوقطر والسعودية "للتوقف عن تزويد الإرهابيين بالمال والسلاح"، مؤكدا أن هذا هو مفتاح وقف العنف في سوريا. وقال الرئيس السوري "إذا كان أحد يريد بصدق، وأشدد على كلمة بصدق، أن يساند سوريا وأن يساعد في وقف العنف في بلدنا يمكنه القيام بأمر واحد هو الذهاب إلى تركيا والجلوس مع (رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان) وأن يقول له: توقف عن تهريب الإرهابيين إلى سوريا، توقف على إرسال الأسلحة وتأمين الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين". وأضاف أن من يريد وقف العنف في سوريا يمكنه أيضاً "أن يذهب إلى قطر والسعودية ويقول لهما توقفا عن تمويل الإرهابيين في سوريا". وإضافة إلى قطروتركيا والسعودية اتهم الأسد فرنساوبريطانيا والولايات المتحدة بأنها "تدعم الإرهاب في سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكريا أو سياسيا"، بحسب مقتطفات من المقابلة نشرت ترجمتها بالعربية وكالة الأنباء السورية سانا. وجدد الرئيس السوري تحذيره من تداعيات "اللعب بخط التماس" السوري على "سائر أنحاء الشرق الأوسط". وقال: "لقد قلت مرارا إن سوريا هي بمثابة خط تماس جغرافيا وسياسيا، واجتماعيا، وأيديولوجيا، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الأوسط"، مشددا على أن "القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديدا وخطرا ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها". *وكالات