خبر ظريف وغريب نشر قبل أسابيع؛ فقد قام سعوديان وسبعة يمنيين في الهند بسرقة كلب حراسة بوليسي يدعى «إسكوبي»! وفي الأمثال العربية يقولون: إن سرقت فاسرق جمل.. وهؤلاء سرقوا كلبا وليس معزة أو بقرة.. الأمر الذي يصيب القراء بالحيرة إن كانوا غير عرب، وبالخجل إن كانوا من بني يعرب! في الخبر أيضا معلومة غريبة أن الشرطة الهندية عندما داهمت منزل اللصوص؛ وجدت اثنين منهم يقومان بغسل الكلب في الحمام، وكأننا في أسبوع النظافة، ثم من غير المعقول أن يكون الكلب قذرا فهو ليس من كلاب الشوارع التي لم تكمل تعليمها (على رأي النكتة) بل هو كلب متعلم وبوليسي أي متخرج من أكاديمية متخصصة! المسألة تزداد غموضا.. وخاصة أن صاحب الكلب اندهش أن عملية السرقة تمت بسرعة وبسهولة دون أن ينبح الكلب البوليسي المدرب أصلا لمواجهة اللصوص وليس لمرافقتهم إلى منزلهم ثم الاستسلام لهم وهم يغسلونه في الحمام! وقد تأكد بعد إجراء الكشف الطبي أن المسروق بسلامته كان سليما وخاليا من أي سوء.. مما يعني أن اللصوص لم يستخدموا نوعا من المخدرات أو الأدوية لتخدير الكلب وتسهيل سرقته! خاتمة الغرائب أن الشرطة أفرجت عن التسعة اللصوص بكفالة مالية قدرها خمسة آلاف روبية لكل واحد منهم؛ أي بإجمالي 45ألف روبية! بالتأكيد ليس للسرقة علاقة بمجاعة نزلت على اللصوص؛ ومن غير المعقول أن تسعة عرب (منهم سعوديان) في الهند يجوعون حتى يضطرون لسرقة كلب (وكلب بوليسي كمان!) ليذبحوه ويأكلوه! ولو كان الأمر متعلقا بمجاعة فقد كان أسهل لهم استدراج بقرة أو تبيع بحجة أنهم ارتدوا عن الإسلام ويريدون أن يعبدوها في البيت.. وهناك يمكن لهم أن يأكلوا لحمة نظيفة.. ولهم الأجر على طريقة الديانة الهندوسية! غسل الكلب في الحمام يحتاج لتفسير، فهي معلومة قد تعزز فرضية أن اللصوص كانوا يعانون من المجاعة فخططوا لسرقة الكلب وأكله، وأنهم وجدوا أنه يجب غسله قبل أكله.. لكن المفهوم في هذه الحالة أنهم سيأكلون اللحم وليس الجلد.. فما الداعي إذن لغسله؟ وكذلك ليس معقولا أن العرب التسعة أخذتهم العزة بالنظافة عندما رأوا الكلب –افتراضا- غير نظيف فقرروا تنظيفه دعما للعلاقات العربية الهندية! فهل كانوا مثلا يخططون لسرقة المنزل فمهدوا لذلك بعلاقات حميمة مع الكلب فتم استدراجه بأغنية هندية وبإغراء الاستحمام؟ أخيرا.. لاحظوا أن مبلغ الكفالة يكفي في الهند لشراء عدد من بني آدم وليس مجرد كلب أو قرد! وهذا يؤكد أن الحكاية إن لم تكن مفبركة صحفيا للإساءة للعرب؛ فهي تفرض إحالة اللصوص إلى طبيب نفسي لمحاولة دراسة حالتهم ومعرفة سبب سرقتهم لكلب.. بوليسي.. وهندي! الشيء الوحيد المفهوم في القصة ؛لدينا على الأقل؛ هو لماذا لم ينبح الكلب في مواجهة اللصوص، وكيف سمح لهم بسرقته؟ المؤكد في ضوء المعطيات أن الكلب البوليسي الهندي بطل القصة لا هو بوليسي ولا هو مدرب، وفي الغالب يحمل شهادة مزورة أخذها من أكاديمية عربية بأنه متخصص في الحراسة وكشف اللصوص.. والشيء الوحيد الذي يعرفه في هذا الصدد هو سؤال من يقترب منه: معاك سلاح.. طيب احلف!