دعا أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، سلطان العتواني، الحراك الجنوبي السلمي ومعارضة الخارج إلى المشاركة الفاعلة في الحوار الوطني والحرص على سلمية نضالهم، مؤكداً موقف حزبه الرافض لمشروع العدالة الانتقالية بصورته الحالية. وحذّر العتواني من التعبئة الخاطئة واستغلال البعض للأوضاع التي تشهدها المحافظات الجنوبية والشرقية وتوظيف المزاج الشعبي الغاضب واستغلاله بصورة مجهولة النتائج.
وبدأت، عصر أمس الأربعاء، في صنعاء أعمال الدورة ال11 الاعتيادية للجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بالمقر المركزي للتنظيم.
وأكد العتواني أن الحوار الوطني هو الفرصة التاريخية السانحة أمام اليمنيين، والمخرج الوحيد للوصول بمشروع التغيير إلى بر الأمان، داعياً جميع القوى الوطنية عموماً والتنظيم الناصري وممثليه خصوصاً إلى تحمل مسؤولياتهم في إنجاح المؤتمر.
وأشار العتواني إلى موقف التنظيم الرافض لمشروع قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية بصورته الحالية، مطالباً بالاعتراف الرسمي بكافة الجرائم المرتكبة ومنح التعويضات وجبر الضرر وإرساء مصالحة وطنية لكل ضحايا الصراعات السياسية السابقة منذ العام 1962 وتخليد الشهداء ومنح ذويهم كافة حقوقهم.
وقال العتواني في كلمته، في افتتاح الدورة: «إن ثورة ال11 من فبراير كانت تعبيراً عن اصطفاف وطني واسع بين مختلف مكوِّنات المجتمع وفئاته، ومثل الشباب والطلاب طليعتها المتقدِّمة، والتحمت الجماهير في كافة الميادين والساحات من المهرة حتى صعدة، ومنحتها سلميتها القوة والاستمرارية والشرعية للتعبير عن إرادة جامعة لليمنيين التواقين للتغيير الطامحين لبناء الدولة المدنية الحديثة..».
وأضاف أن هذه الثورة «مهدت الطريق لتغيير وجه الحياة في اليمن، والذي لا يمكن أن يعود بأي حال من الأحوال إلى الوراء».
وتطرق أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري إلى محاولات إرباك المرحلة الانتقالية والعراقيل التي تبرز بين الحين والآخر من «قوى ومراكز النفوذ التي باتت مكشوفة للجميع في الداخل والخارج»، مشددا على أن الشعب سيقف لهؤلاء بالمرصاد.
وعبّر عن إدانة واستنكار التنظيم لكل جرائم التقطع والاعتداء على خطوط وأنابيب النفط وتعطيل الحياة العامة؛ داعيا الحكومة لكشف هؤلاء المخربين وإنزال العقاب الرادع بحقهم.
ورحّب بجميع الجهود العربية والإقليمية والدولية الداعمة لإنجاح مسيرة التغيير في اليمن والحريصة على انجاح الحوار الوطني، مشددا في الوقت ذاته على أن الشعب اليمني وإرادته الحُرة هي الضامن الأساسي لنجاح الحوار وأن اليمنيين وحدهم المعنيون بإنجاح الحوار وإيصال مشروع التغيير إلى بر الأمان.
وثمن الجهود التي يبذلها الرئيس عبدربه منصور هادي، مشيداً بقراراته القوية التي أصدرها في الجانبين العسكري والمدني، وطالب باستكمال تنفيذها، مؤكداً وقوف التنظيم إلى جانب الرئيس في مواجهة أي ضغوط للقوى التي ما تزال مسكونة بالقوة والحروب والفوضى. حسب تعبيره.
وأشاد العتواني بنجاحات حكومة الوفاق الوطني، في استقرار العملة الوطنية وتوفير الخدمات الضرورية وتحقيق استقرار نسبي في الأسعار وتحسين الجوانب الأمنية، لافتا إلى بعض القصور في أدائها وعدم قدرتها في ملامسة هموم الناس وفي فهم مسؤولياتها خلال المرحلة الانتقالية.
ودعا الحكومة إلى الاهتمام بالقضايا التي تمسّ الاحتياجات المباشرة للناس والعمل على تلبية كافة الحقوق والمطالب المشروعة لمختلف القطاعات ومختلف شرائح المجتمع والعمل كفريق واحدٍ بعيدا عن المناكفات والتجاذبات وتنازع الصلاحيات.
واعتبر العتواني تجربة تكتل أحزاب اللقاء المشترك «رافعة أساسية لمشروع التغيير الذي تُوِّج بانتصار الثورة الشبابية الشعبية وتحقيق بعض أهدافها»، مؤكداً على أهمية «تقييم تجربته وتصحيح أي اختلالات في أدائه بموضوعية وشفافية، بما يمكِّنه من استكمال مسيرته النضالية وتعزيز دوره لإنجاز عملية التغيير السلمي وتحقيق ما تبقّى من أهداف الثورة الشبابية السلمية».
وتعقد الدورة تحت شعار «استمرار الثورة والحوار الوطني طريقاً لبناء الدولة المدنية الحديثة».
ومن المقرر أن تناقش اللجنة المركزية خلال يومي انعقادها التقرير العام والتقرير السياسي والتقرير المالي وتقرير اللجنة العليا للرقابة والتفتيش.
وتناقش الدورة، على مدى ثلاثة أيام، عدداً من أوراق العمل السياسية والتنظيمية؛ منها الرؤية المستقبلية للتنظيم، ومهام ومتطلبات الإجراءات المتصلة بانعقاد المؤتمر العام وعلى رأسها تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الحادي عشر للتنظيم.