في دواخلنا شهيد حيّ يحاكمنا كل لحظة.. وجريح يعاتبنا كل وقت.. ومعتقل يطارد إنسانيتنا عند كل مضجع ومساحة للراحة.. كل ما نستطيع استدعائه هو الحلم وروح الوطن الكبير.. لا نمتلك بندقية ولا سوط المال.. لكننا حالمون بيمن الكل ووطن الجميع..
سنقبل بهذا التقسيط لأهداف ثورة الشعب طالما ، وهذه التجزئة المفتعلة ستحفظ لنا نسيج المجتمع وكيان «شبه الدولة» وجغرافيا وطن تغازله أيادي الطيش والخراب ، والطائفية اللعينة..
على مقربة من ذواتنا يشاطرنا الزمن نكبات الضمير لتلتحق جميع حواسنا بقافلة العزاء الأكبر..
أرضية رخوّة، ويُراد منها ما لا تطيقه، ولا تتحمله قشورها المتصدعة، ولا يقبل بها منطق الجاهزية، وحُسن الإعداد..
رغم كل هذا التجريف فإننا سنغادر ميدان التباكي واستدعاء الحزن لأننا ما زلنا نحتفظ بمقتنيات ربانية لا تستطيع أي قوى أن تزيحها أو توقفها عن السير وذاك ما علمنا إياه جدار الكرامة الأعظم..
لأن الهروب إلى الخلف ورمي ثغرات الغير مدعاة للسخرية فإننا سنحجز مساحة كبيرة في قلوبنا لحوار الوطن حتى لا ينتقم الظلام من نقطة النور المبتدئة..
ثقتنا بفاعلية الانتصار للطهر والنقاء على جدار الكرامة هو الدافع الوحيد الذي يحيطنا بسياج الثورة لا تخمة الغباء النخبوي الخرف..!!!
فقط كل ما نرجوه منكم أيها الساسة أن لا تسلبوا منا حق الرقابة بقصد التدعيم لا الشوية، والتحسين لا الإرباك..
هناك مهمة كبيرة تسير في خط مواز مع سير الحوار تتمثل في تكوين جبهة مرافقة من ذوي الوعي الثوري والفكر الوطني للسير في رقابة فعالة لحدث الحوار الوطني العام.. فهل أنتم فاعلون..