صديقها المسلم والتزامه بدينه وتعففه عن إقامة علاقات مع الفتيات كان سبباً في بحثها عن الإسلام فقرأت بنهم ما وقعت عليه يداها مما كتب عنه سواء بإنصاف أو بتحامل، وبحثت عن معاني القرآن وتفسيرها، ووقفت حائرة أمام حقوق المرأة المسلمة، وخاصة فيما يتعلق بتعدد الزوجات والعمل والولاية. وبالرغم من اقتناعها وحبها للدين الإسلامي وقولها "أؤمن بحقيقة الإسلام أكثر من إيماني بحقيقة المسيحية"، إلا أنها ما تزال خائفة من تعامل المسلمين مع المرأة وتسأل عن تفسير كثير من الآيات التي تذكر فيها النساء. التفسيرات الخاطئة التي تعكس نظر أصحابها بأن المرأة لم تخلق إلا للإنجاب وليستمتع بها الرجل، وخوفها من أن تصبح سجينة في الحرملك، عكسه من يغفلون الجوانب المضيئة في حياة المرأة المسلمة في فتاواهم وكتبهم، فليس أمامها غير صورة الحريم والمرأة المنقبة التي لا تظهر منها سوى عينيها، وآخرون حجبوا حتى العينين مما جعلها تترد في إشهار إسلامها. أما كريستينا فتهاجم الإسلام بشدة، ومصادر معلوماتها وسائل الإعلام وما تنتجه السينما من أفلام وما يصرح به زعماء التنظيمات اليمينية المتطرفة. وترى أن تعاليم الدين الإسلامي تحض على العنف والكره وقتل المسيحيين واليهود، ولم تغير نظرتها اختلاطها بزملاء مسلمين لها في الجامعة فكل مهاجر قنبلة مفخخة وتهديد للحضارة الغربية. تلتقي فتيات الفرنجة بنوعيات مختلفة من المقيمين لغرض الدراسة أو الهجرة أو السياحة يشوهون دينهم بسلوكياتهم، وفي ظل تفشي فوبيا الإسلام، والحملات العنصرية من اليمين المتطرف فأي فعل يصدر من شخص ويكتشفون أنه مسلم فهم يعممون بأن جميع المسلمين قتلة ومغتصبون وتجار مخدرات وإرهابيون وسفاكو دماء. والبعيدون عن عالم الجريمة لا هم لهم سوى نصب شباكهم حول الحسان وابتكار الوسائل التي تجعل لعابهن يسيل لما يملكون من مال، وهناك المتدين المتشدد الذي ينفر بسلوكه وتزمته كل راغب في معرفة الإسلام، ولا يرى في فتيات تلك البلدان غير الفجور والفسوق. أما الفئة المعتدلة التي تظهر الوجه الحقيقي للإسلام وأخلاقياته وسماحته كصديق(آنا) فهم قلة، وأمامهم عوائق كثيرة لتعديل صورة دينهم التي شوهتها سلوكيات أبنائه المقيمين. والجماعات المتطرفة في بلدانهم الإسلامية التي تقتل وتفجر إخوانهم بالعقيدة، وتزرع الدمار أينما ذهبت بتوجيههم ضربات موجعة للإسلام تحت مسمى الجهاد، فكل انفجار أو رصاصة تقتل فرداً من "غير المسلمين" يسبب الأذى لأكثر من مليار مسلم.