اجتمع وجهاء ومشائخ محافظة صعدة يوم أمس الثلاثاء عقب نجاة أحد مشائخ المحافظة من محاولة اغتيال بالعاصمة اليمنية صنعاء. وألقت 5 حوادث اغتيال، 4 منها في صنعاء، بظلال من الشك حول جدوى الخطة الأمنية التي يشارك فيها أكثر من 70 ألف جندي من مختلف الوحدات الأمنية والعسكرية، لتأمين مؤتمر الحوار الوطني، الذي بدأ أعماله الأسبوع الماضي بصنعاء.
وتنوعت وسائل الهجوم التي شهدها الأسبوع الجاري، بين الرصاص الحي والعبوات الناسفة، حيث نجا الشيخ سلمان بن عوفان من عملية اغتيال تعرض لها في ساعة متأخرة من ليل أمس الأول بصنعاء، عبر عبوة ناسفة زرعت في سيارته.
وقال عوفان في اتصال هاتفي أجرته معه صحيفة «المصدر» اليومية إنه خرج بسيارته برفقة سائقه، وثلاثة من أطفاله إلى شارع الستين لشراء بعض مواد البناء، عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة في مقدمة السيارة.
وأكد عوفان أن أحدا لم يصب بأذى جراء الانفجار الذي وقع أثناء توقف السيارة بجوار محل للبناء أمام جامعة الإيمان، حيث نزل مع سائقه من السيارة، ولم يكن فيها سوى أطفاله الثلاثة، الذين نجوا من الحادث لأنهم كانوا في مؤخرة السيارة.
ولم يوجه عوفان الاتهام لأي جهة بالوقوف وراء عملية اغتياله، مطالبا الجهات المعنية بالكشف عنها، وقال: «نحن في انتظار الدولة كي تجري تحقيقاتها في الحادث»، مشيرا إلى أن سيارته التي انتهت بالكامل، بحوزة البحث الجنائي لإجراء التحقيقات اللازمة في القضية.
واستنكر عضو مؤتمر الحوار الوطني، الدكتور عمر مجلي محاولة الاغتيال التي تعرض لها عوفان، مشيرا إلى أن مشايخ ووجهاء محافظة صعدة عقدوا اجتماعا لهم أمس لمناقشة القضية.
وقال الشيخ عبد الخالق بشر إن مشايخ ووجهاء محافظة صعدة اجتمعوا أمس لاستنكار وإدانة الحادث، مشيرا إلى أن المشايخ المجتمعين أجمعوا على تحميل الدولة والأجهزة الأمنية واللجنة العسكرية المسؤولية الكاملة والمباشرة، لعملية الاغتيال التي تعرض لها عوفان.
وأضاف أن المجتمعين اتفقوا على عقد اجتماع موسع اليوم، ليتم على ضوئه مخاطبة الجهات المسؤولة، بتوفير الحماية الكاملة لأبناء صعدة، المهجرين من قراهم، جراء الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الحوثيين، مشيرا إلى أنهم سيخاطبون وزارة الداخلية والقيادات العسكرية بتوفير الحماية اللازمة لأبناء صعدة المهجرين في صنعاء.
وطالب بشر بتوفير الحماية لأبناء صعدة المهجرين في صنعاء، مؤكدا أن الحوثين يتمتعون بكل التسهيلات في صنعاء، وقال إن على الدولة أن تصرح لأبناء صعدة ولمرافقيهم بحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، إذا كانت عاجزة عن توفير الحماية لهم، مشيرا إلى أن مشايخ صعدة في صنعاء تخلوا عن أسلحتهم ومرافقيهم التزاما بتوجيهات وزارة الداخلية في إطار الاجراءات الأمنية الخاصة بتأمين مؤتمر الحوار الوطني.
والشيخ عوفان من وجهاء مديرية منبّه، وهو أحد المهجرين قسريا من صعدة، رغم أنه من الشخصيات المسالمة، التي لم تشارك في قتال الحوثيين خلال حروبهم الستة مع الدولة. وقال بشر: التزمنا بعدم حمل السلاح، احتراما لتوجيهات وزارة الداخلية، على أساس أنها ستحمينا، أما إذا كانت ستترك الأمور تسير على الغارب، فهذا سيؤدي إلى نتائج غير حميدة.