قتل نحو عشرين طفلا ضمن ضحايا قصف استهدف القابون بدمشق والنشابية في ريف العاصمة وقرية الحداد بالحسكة، ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 91 شخصا على الأقل معظمهم بريف دمشق، في وقت عادت فيه الأنباء بشأن التأهب لما يسمى معركة دمشق لواجهة الأحداث مجدداً. وقتل ما لا يقل عن عشرة أطفال في حي القابون بالعاصمة السورية جراء غارة جوية شنها الطيران النظامي على منازل السكان، وقد قضى معظم الأطفال تحت أنقاض المباني وتشوهت جثثهم جراء القصف الشديد. كما لقي عدة أطفال مصرعهم في غارة أخرى للجيش النظامي على بلدة النشابية في ريف دمشق.
وبدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ب"استشهاد 16 شخصا إثر قصف جوي استهدف قرية حداد التي تقطنها غالبية كردية في محافظة الحسكة، بينهم نساء وثلاثة أطفال على الأقل.
ولم يتخذ الأكراد المقيمون في مناطق واسعة من شمال البلاد أي موقف منحاز إلى جانب أي طرف في النزاع السوري منذ عامين، وبقيت مناطقهم في منأى عموما عن أعمال العنف. إلا أن الأسابيع الماضية شهدت مشاركة مقاتلين أكراد إلى جانب مقاتلي المعارضة في اشتباكات بحي الشيخ مقصود في مدينة حلب. معركة دمشق وبينما تواصل قصف مدن حمص وحلب شمالا والقامشلي شرقا مسفرا عن ضحايا، عادت الأنباء بشأن التأهب لما يسمى معركة دمشق إلى واجهة الأحداث مجدداً ، وسط تصعيد نوعي لافت في شدة القتال المستمر بين الجانبين حول العاصمة.
وتحدثت مصادر صحفية غربية -مثل مجلة الإيكونوميست البريطانية- عن استعدادات وتهديدات بدأها طرفا القتال، في حين ذكرت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تعتقد أن جيش النظام اتخذ قراره بمنع الثوار من التقدم نحو دمشق، وهددهم وزعماءهم بالموت، في ما اعتبر إشارة محتملة إلى عزمه استخدام السلاح الكيمياوي.
وفي حلب، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيشين النظامي والحر. وأظهرت لقطات فيديو حصلت عليها رويترز بعض المقاتلين يحملون تمثالا للرئيس الراحل حافظ الأسد ويحطمونه على الأرض. وقال معارض مسلح في اللقطات التي صورت أمس الأحد أنه تم "تحرير مخزن للأسلحة ومدخل حلب الشمالي".
وفي المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن "إرهابيين" أطلقوا قذائف مورتر على محطة حافلات في ضاحية جرمانة جنوب شرق دمشق، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وجرح عشرين، إضافة إلى تضرر عشرات السيارات والحافلات في المحطة، حسب سانا.
وفي سياق متصل، أصيب 18 شخصا بجروح -بينهم ثلاثة صحفيين في التلفزيون الرسمي السوري- في هجوم انتحاري استهدف مركزا أمنيا بمدينة حلب.
وأوضحت وكالة سانا أن عناصر من القوات النظامية اعترضوا السيارة قبل نحو خمسمائة متر من المقر، وقتلوا "أحد الانتحاريين بينما قام الآخر بتفجير السيارة". وأشار المرصد السوري إلى أن الهجوم "وقع على حاجز عسكري بالقرب من نادي الضباط في حي الفرقان" غربي حلب. "فك الحصار" وفي شمال غرب البلاد، قال المرصد إن القوات النظامية "استطاعت فك الحصار عن معسكريْ وادي الضيف والحامدية" المحاصريْن منذ أشهر، وذلك إثر "عملية التفافية قامت بها أمس على مقاتلي الكتائب المقاتلة في بلدة بابولين".
وأفاد المرصد اليوم بأن شاحنتيْن عسكريتيْن "تحملان مواد غذائية وجنودا نظاميين" شوهدتا تتجهان إلى وادي الضيف "وذلك للمرة الأولى" منذ فرض الحصار الذي عمدت القوات النظامية خلاله إلى تموين عناصرها من خلال المروحيات.
إلى ذلك تبادل النظام والمعارضة الاتهام بتدمير مئذنة المسجد العمري في درعا، واعتبر الائتلاف الوطني المعارض أن مبايعة جبهة النصرة لتنظيم القاعدة "تعدّ خدمة لنظام الأسد".
وأوضح الائتلاف أن "أي سلوك يتناقض مع خيارات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة، لن يخدم سوى نظام الأسد، وسيلحق الضرر بثورة السوريين وبحقوقهم ومصالحهم، وعليه فإنه سيُعتبر سلوكا مرفوضا بالمطلق، من قبل الائتلاف والشعب السوري على السواء".
ومن جانبه، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن بلاده لا تعترف بأي تحقيقات بشأن استخدام السلاح الكيمياوي تقوم بها مؤسسات غير معتمدة دوليا، ومن دون موافقة الحكومة السورية. وأضاف أن بلاده تعتبر "هذا النوع من التحقيقات تزويرا وتعديا على الدولة والشعب السورييْن".