دمشق - وكالات: تصاعدت وتيرة العنف في سورية خلال الساعات القليلة الماضية, جراء تزايد القصفين الجوي والمدفعي لقوات النظام, ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى بينهم نساء وأطفال. ففي محافظة الحسكة شمال شرق سورية, قتل 16 شخصاً على الاقل, بينهم ثلاثة اطفال وسيدتان, أمس, في غارة جوية استهدفت بلدة ذات غالبية كردية. وأفاد المرصد السريو لحقوق الإنسان عن "استشهاد 16 شخصا اثر القصف من طائرة حربية استهدف قرية حداد التي تقطنها غالبية كردية والواقعة جنوب مدينة القحطانية", مشيرا الى ان من بين الضحايا "ثلاثة اطفال على الاقل وسيدتان". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القرية "تضم تجمعا لمقاتلي المعارضة في نقطة تعرف بمحطة تسخين البترول", لكن القصف طال منازل صغيرة يقطنها مدنيون. وبث ناشطون معارضون اشرطة مصورة على موقع "يوتيوب", يظهر فيها عدد من النسوة وهن خارجات من منزل استهدفه القصف, وما زال الغبار يحيط به. وبدت على مدخل المنزل جثة لطفلة مضرجة بدمائها, فيما وقفت بالقرب منها طفلة اخرى مصابة بدت عليها علامات الذهول, في حين يمكن سماع المصور يصرخ "تعوا (تعالوا) يا شباب, تعوا خذوا هذه الطفلة". واتخذ الأكراد المقيمون في مناطق واسعة من شمال البلاد, موقفاً محايداً, وبقوا في منأى عن الانحياز الى احد طرفي النزاع, إلا أن الأسابيع الماضية شهدت مشاركة مقاتلين اكراد الى جانب مقاتلي المعارضة في بعض المناطق, سيما حي الشيخ مقصود في شمال مدينة حلب. وفي مدينة حلب, اصيب 18 شخصاً بجروح بينهم ثلاثة صحافيين في التلفزيون الرسمي, في هجوم انتحاري استهدف مركزا أمنيا. وأفاد التلفزيون عن "اصابة مراسل الاخبار في حلب شادي حلوة والمصورين يحيى موصللي واحمد سليمان في عمل ارهابي جبان", مشيراً إلى أن العمل كان "محاولة هجوم بسيارة مفخخة يقودها ارهابيان انتحاريان على احد المراكز الامنية بحلب, وتم قتل الارهابيين واصابة 18 بينهم فريق الاخبار". واوضحت وكالة الانباء الرسمية "سانا" ان عناصر من القوات النظامية "اعترضوا سيارة الارهابيين المفخخة قبل نحو 500 متر من المقر الامني, وتمكنوا من قتل احد الانتحاريين, فيما قام الآخر بتفجير السيارة", من دون ان تحدد المركز الامني المستهدف. من جهته, اشار مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إلى ان الهجوم "وقع على حاجز عسكري بالقرب من نادي الضباط في حي الفرقان" في غرب حلب, كبرى مدن الشمال. إلى ذلك, أفادت الهيئة العامة للثورة عن مقتل 10 أطفال في قصف لقوات النظام على حي القابون في دمشق, تزامناً مع استمرار المعارك في مناطق قريبة من العاصمة وفي ريفها. وقصف الطيران الحربي اطراف حي الحجر الاسود وبلدة السبنية في جنوبدمشق, في حين تعرضت مدينة داريا, جنوب غرب العاصمة, لقصف براجمات الصواريخ, مع استمرار محاولة القوات النظامية لفرض سيطرتها الكاملة عليها. في موازاة ذلك, تمكنت قوات النظام من فك الحصار عن معسكرين كبيرين في محافظة ادلب (شمال غرب), كان مقاتلو المعارضة يحاصرونهما منذ اشهر. وذكر المرصد أن "القوات النظامية استطاعت فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية, اثر التفاف جنود القوات النظامية في بلدة صهيان على مقاتلي الكتائب المقاتلة في بلدة بابولين" اول من امس. وادت الاشتباكات في هذه البلدة القريبة من طريق دمشق - حلب الدولية, والواقعة الى الشرق من بلدة حيش, الى سقوط 21 مقاتلا معارضا على الاقل, بحسب المرصد. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القوات النظامية "باتت تسيطر على هضبتين على جانبي الطريق الدولي" في بابولين وحيش, ما اتاح لها "ارسال امدادات للمعسكرين" الواقعين الى الشمال من البلدتين المذكورتين. وافاد المرصد ان شاحنتين عسكريتين "تحملان مواد غذائية وجنودا نظاميين, شوهدتا تتجهان من صهيان (جنوب حيش) الى معرحطاط (شمال), وذلك للمرة الاولى منذ شهرين". وتقع هذه المناطق في ريف مدينة معرة النعمان الستراتيجية التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في أكتوبر الماضي, وفرضوا منذ ذلك الحين حصارا على المعسكرين بعد اعاقة طرق الامداد المتجهة من دمشق الى حلب. واوضح عبد الرحمن ان "وادي الضيف هو اكبر معسكر في محيط معرة النعمان, ومعكسر الحامدية هو قرية حولها النظام الى تجمع كبير لقواته ونصب حواجز عدة في محيطها".