ذكرت مصادر قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام إن أحمد علي عبدالله صالح تراجع عن قبول منصب سفير اليمن في الإمارات بعد أن كان رحب به في وقت سابق، بينما شكك دبلوماسي رفيع بوزارة الخارجية في صحة هذه المعلومات. وقالت المصادر بالمؤتمر ل«المصدر أونلاين» إن أحمد اعتذر عن قبول منصب سفير اليمن في الإمارات تحت ضغوط والده وقيادات أخرى بالمؤتمر توصف بأنها مخلصة للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأضافت إن صالح طلب من نجله البكر أحمد الاعتذار عن قبول المنصب الجديد الذي عينه فيه الرئيس عبدربه منصور هادي.
وكان هادي أصدر حزمة قرارات عيّن فيها قيادات جديدة في الجيش اليمني وأقال أحمد علي من منصبه العسكري وعينه سفيراً لصنعاء في أبوظبي.
وقالت المصادر انه خلال فترة التشاور حول إصدار القرارات، طلب أحمد من الرئيس هادي تعيينه في منصب مدني، مفضلاً أن يكون سفيراً لليمن في أي دولة.
وأضافت انه عند إصدار القرار رحب أحمد بذلك، وكان متوقعاً أن يؤدي اليمين الدستورية يوم السبت الماضي لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة بعد ضغوط من والده، الرئيس المعزول علي عبدالله صالح، وقيادات موالية له في حزب المؤتمر.
لكن جهوداً دبلوماسية ما تزال تُبذل في سبيل إقناع أحمد بقبول المنصب، حسب المصادر.
وأشارت إلى أن ضغوطات دولية ومحلية تصاعدت ضد صالح الأب، الذي يُقيم حالياً في المملكة العربية السعودية للعلاج، لتسليم رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتقاسم الحكومة مناصفة مع أحزاب أخرى بحسب اتفاق نقل السلطة القائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وقالت المصادر إن صالح طلب من نجله البقاء في صنعاء حتى ترتيب وضعه وتعيينه في منصب مدني داخل البلاد، مضيفة انه مع تزايد الضغوط على صالح لتسليم رئاسة المؤتمر إلى هادي، يحاول ترتيب وضع نجله أحمد لشغل منصب قيادي يضمن استمرار تواجد عائلته في حزب المؤتمر، وقد يطرح الأمر على شكل مقايضة مقابل تنازله عن رئاسة المؤتمر.
وأشارت المصادر إلى أن أحمد، ووالده صالح، مقتنعان بعدم جدوى بقاء الأول في منصب عسكري بعد تنفيذ خطة إعادة هيكلة الجيش على أسس وطنية، والترحيب الواسع من الوحدات العسكرية بالقرارات الأخيرة.
ويحاول صالح مقاومة أي قرارات من شأنها إبعاده أو نجله صالح من المناصب المؤثرة في الحكومة اليمنية بعد الانتفاضة الشعبية ضده والتي وضعت حداً لحكمه الذي استمر أكثر من 33 عاماً، وقوضت مشروع توريث السلطة لنجله أحمد.
لكن مصادر أخرى شكك في معلومات تراجع أحمد علي عن القبول بمنصب سفير اليمن في الإمارات.
وقال دبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية ل«المصدر أونلاين» إنه ليس لديه معلومات بشأن اعتذار أحمد، مضيفاً بالقول إن تلك المعلومات غير صحيحة.
وتابع، مفضلاً عدم ذكر هويته إن أمر تعيين صالح الإبن سفيراً «أمر محسوم»، مشيراً إلى أن تعيينه في هذا المنصب تم مباشرة بين الرئيس هادي والإمارات العربية المتحدة التي «وافقت مباشرة» على المقترح.
وحول سؤال عن ترتيبات أداء أحمد علي للقسم القانوني أمام الرئيس هادي، وما إذا كان لوزارة الخارجية ترتيبات معينة لذلك، قال إن القسم مرتبط بالرئاسة وجدول أعمال الرئيس، فقد يكون اليوم أو غد أو بعد أسبوع.