يقف رموز عائلة صالح المبعدين من المناصب العسكرية والأمنية في المربع الغائم بالتزامهم الصمت حول إعلان قبول أو رفض قرارات تعيينهم في مواقع دبلوماسية خارج البلاد. ورغم مضي أسبوع على صدور القرارات الجمهورية (الأربعاء) القاضية بإبعاد قائد قوات الحرس الجمهوري (سابقاً) أحمد علي عبدالله صالح (النجل الأكبر لعلي صالح) من منصبه وتعيينه سفيراً في دولة الإمارات، وتعيين قائد الحرس الخاص المبعد العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح ملحقاً عسكريا في سفارة الجمهورية اليمنية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وتعيين وكيل جهاز الأمن القومي المبعد العقيد الركن عمار محمد عبد الله صالح ملحقاً عسكريا في سفارة الجمهورية اليمنية لدى جمهورية أثيوبيا.
أحمد يتعذر بالإجازة أعلن أحمد علي ترحيبه بقرارات هادي المتعلقة بالجانب العسكري، لكن الترحيب الذي تناقلته وسائل إعلام مقربة من عائلة صالح لم يوضح ما إذا سيقبل بمنصبه الدبلوماسي أم لا. وقال الصحفي نبيل الصوفي إن أحمد علي صالح قال إنه "في إجازة" وأن من حقه أن يستريح قليلاً. وأوضح الصوفي على صفحته في الفيس بوك، أنه سأل أحمد علي حول التسمية التي يحب أن تطلق عليه اليوم (الثلاثاء) فرد عليه أحمد: "أنا في إجازة". وأضاف: "اليوم سألت أحمد علي عبدالله صالح، بالله الآن أيش نسميك، يكفي تعبير القائد.. فقال لي، هيا مش صدر قرار بتسميتي "سعادة السفير"، قلت له: أها يعني مسافر.. فقال لي: "بالله سكهونا من أحاديث الوظائف.. اعتبروني في إجازة. خلونا نهدأ من الأسئلة.. كنت موظفا في السلك العسكري للدولة، وأديت فيها مهامي كما يمليها علي واجبي النظامي، والآن من حقي الآن أن استريح قليلا، قبل أي حديث عن الخدمة الوظيفية من جديد".
تبريرات الرئاسة لكن في المقابل، سارعت مصادر رئاسية يمنية "غير معروفة" إلى تأكيد أن أحمد علي خاضع لقرارات الرئيس وراض بتعيينه سفيراً، وهو وإن كان لم يؤدي اليمين الدستورية إلى الآن إلا أنه منتظر فقط "تعافي" الرئيس من "وعكة بسيطة، أوقفت لقاءاته وأنشطته الرسمية خلال الأيام الماضية". ليست هي المرة التي يطير فيها المصدر الرئاسي إلى لندن لتسريب معلومات غير صحيحة في الغالب، إذ سبق وفعل ذلك في غير مرة يتم الحديث فيها عن إقالة أحمد علي وأية أخبار متعلقة بالأخير. وكان على المصدر تمريض الرئيس لتبرير تأخير أحمد وأبناء عمومته عن أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس. اللافت أن ال"مصادر رئاسية يمنية" وهي تنقل اليوم (الثلاثاء) للشعب والعالم خبر مرض الرئيس المحاط بالسرية المشددة، عادت لتطمئن الجميع عبر نقض خبر "وعكة الرئيس" وادعاء أنه «تماثل للشفاء وسيقوم خلال الأيام المقبلة بممارسه مهامه الرسمية»، لم تحدد متى كان مرضه ومتى سيكون شفائه تاركة الباب مفتوحاً أمام التكهنات ومنحت أحمد علي ورفاقه فسحة طويلة وكافية للتمرد على القرارات. الصحيفة ذاتها نقلت عن مصادر -لم تكشف عنها-قولها إن نجل صالح "بدأ منذ إقالته بالتعرف على المهام والبروتوكولات الدبلوماسية، ودراسة وضع السفارة اليمنية في أبوظبي، ووضع الجالية اليمنية هناك، تمهيدا لممارسه عمله". وتضيف: "ونفت المصادر وجود أي اعتراض من نجل صالح أو غيره على قرارات الرئيس هادي التي أطاحت برموز وقيادات عسكرية ظلت طوال سنوات طويلة تسيطر على مفاصل الجيش أثناء حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح".
صالح يطلب رفض المنصب في وقت نقلت صحيفة محلية عن مصادر قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام إن أحمد علي تراجع عن قبول منصب سفير اليمن في الإمارات بعد أن كان رحب به في وقت سابق، بينما شكك دبلوماسي رفيع بوزارة الخارجية في صحة هذه المعلومات -وفقا للصحيفة. وأضافت يومية "المصدر" عن المصادر إن صالح طلب من نجله البكر أحمد الاعتذار عن قبول المنصب الجديد الذي عينه فيه الرئيس عبدربه منصور هادي. ووفقاً لما تعلنه وزارة الدفاع فأن عملية التسليم والاستلام جارية بين قادة المناطق العسكرية المعينين وقائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر الذي قضت القرارات بتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن. وكان نجل صالح تغيب السبت الماضي عن مراسم تسليم معسكر 48، مقر قيادة قوات الحرس الجمهوري، لقوات الاحتياط المنشأة حديثا.
طموح سياسي تتحدث معلومات عن اعتزام أحمد علي التحول نحو العمل السياسي عبر بوابة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي لا يزال والده رئيساً له ويسعى الأخير إلى العودة إلى السلطة عبر ترشيح أحمد في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر أن تجري في فبراير 2014م. وسبق وترددت معلومات عن اشتراط صالح تنصيب نجله أحمد نائبا لرئيس حزب المؤتمر مقابل تنحي الأب عن رئاسة الحزب وتسليمها للرئيس عبدربه منصور هادي الذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس الحزب وأمينه العام ويسعى للإطاحة بصالح من المنصب الذي يحتفظ به منذ تأسس الحزب عام 82م. وكان أحمد علي أعلن ترحيبه بقرارات هادي، وداوم في مكتبه بمؤسسة الصالح التي يرأسها بعد يوم من الاطاحة به من قيادة الحرس الجمهوري. ونقل عنه الصحفي نبيل الصومي حينها قوله: "نحن مدنيون، والأفضل أن لانتحدث في شئون الجيش يالله، ياسادة، يكفي حديثا عن الجيش والصراعات.. لتعود البلاد إلى السياسة". فيما كانت وسائل إعلام تابعة ومقربة من العائلة تحدثت منذ وقت مبكر عن الدور المستقبلي في الحياة السياسية لأحمد علي.