تحدث ناشطون مطالبون بالديمقراطية في البحرين عن قيام محتجين باغلاق عدد من الطرق واطلاق الشرطة غازات مسيلة للدموع على مدرسة ثانوية في العاصمة حيث كان الطلبة يتظاهرون يوم الاحد مع انطلاق سباق فورمولا 1 الذي تعتبره الحكومة البحرينية مهرجانا رياضيا لا علاقة له بالسياسة لكن المعارضة تعتبره مناسبة لتسليط الاضواء على قضيتها. وانتشرت عشرات من عربات الشرطة وعربتان مدرعتان على طول الطريق المؤدي من المنامة الى حلبة السباق الذي انطلق الساعة 1200 بتوقيت جرينتش. وقال شهود في حلبة الصخير الصحراوية على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة انه لم يكن هناك في المنطقة ما ينم عن وجود اضطرابات. وطلب من مسؤول في وزارة الداخلية البحرينية التعليق على أنباء المصادمات التي تضمنت أيضا وقوع المزيد من الاشتباكات الليلية بين رجال الشرطة وشبان في قرى قرب العاصمة فقال إن كل شيء طبيعي. ويشتبك شبان مع الشرطة كل ليلة تقريبا في البحرين منذ تفجر الاحتجاجات في فبراير شباط 2011 حين قاد الشيعة وهم أغلبية احتجاجات شارك فيها الاف للمطالبة باصلاحات ديمقراطية من الحكومة التي يقودها السنة. وتسببت الاضطرابات في الغاء سباق فورمولا 1 في ذلك العام واقيم السباق عام 2012 وان خيمت عليه احتجاجات اتسمت بالعنف شهدتها البحرين. وقال سيد يوسف المحافظة من مركز البحرين لحقوق الانسان إن بعض المحتجين سدوا صباح اليوم عددا من الطرق حول المنامة وان الشرطة اطلقت غازات مسيلة للدموع على مدرسة ثانوية. ونفى الامير سلمان بن حمد ال خليفة ولي عهد البحرين تلميحات الى ان حكومة المملكة تستغل السباق للتغطية على انتهاكات حقوق الانسان. وقال ان اكثر من 15 الف شخص زاروا حلبة السباق يوم الجمعة ومن المتوقع ان يزورها عدد اكبر يوم الاحد. وقال للصحفيين يوم السبت عند حلبة السباق إنه يدعو للتركيز على ما هو ايجابي والاحتفال بهذا الحدث مع البحرينيين. والامير سلمان احدى القوى الدافعة وراء المحادثات بين الحكومة وجماعات المعارضة الرئيسية والتي تهدف الى الخروج من المأزق السياسي. ووصف السباق بانه فرصة لتجاوز الخلافات الوطنية. وقال ناشطون في مجال حقوق الانسان إن احتجاجات تفجرت امس السبت في نحو 20 قرية حول المنامة مع قيام محتجين برشق الشرطة بالحجارة وقيام قوات الامن باطلاق الغاز المسيل للدموع في حالات كثيرة. وقال المحافظة انه وثق ست اصابات بطلق ناري خلال الاشتباكات التي وقعت في قرية جدحفص وحالتين ضربت الشرطة خلالهما محتجين في منطقة السنابس غربي العاصمة يوم السبت. وذكر ان الاحتجاجات اندلعت ايضا في عدد من القرى قرب العاصمة حيث ازالت السلطات ساحة اللؤلؤة مركز احتجاجات عام 2011 . وقال خلال اتصال هاتفي "وقعت اصابات كثيرة وهجمات بالقنابل المسيلة للدموع." ولم يتسن لرويترز التأكد بشكل مستقل من معظم هذه التقارير لكنها شهدت مصادمات يوم السبت وليل الجمعة في منطقتي السنابس والبديع غربي المنامة. وأحرق شبان يوم الجمعة اطارات السيارات والقوا حجارة على الشرطة التي ردت عليهم باطلاق الغازات المسيلة للدموع. وجاء في بيان للداخلية ان اللواء طارق الحسن رئيس الامن العام قال يوم السبت ان قواته ستتعامل بحزم مع اي انشطة غير مشروعة. ونقل عنه البيان قوله ان قوات الامن انتشرت حول حلبة السباق وتنظم دوريات في المنطقة بشكل منتظم وان رجال الشرطة انتشروا على كل الطرق المؤدية الى موقع السباق لاغراض أمنية وتسهيل حركة المرور. وتنفي الحكومة القيام باعتقالات تعسفية وتعذيب وتقول ان أي تقارير بشان ارتكاب اخطاء من جانب قوات الامن يجري التحقيق فيها. ولكن على عكس القرى التي يقطنها شيعة والتي تقع فيها الاشتباكات لا يوجد دليل يذكر على وقوع اضطرابات في وسط المنامة او حول حلبة السباق. واستمتع المتفرجون هناك يوم الاحد بعروض موسيقية وراقصة وانشطة اخرى خصصت للاطفال. وتأمل المعارضة باستغلال السباق الذي يتابعه الملايين حول العالم لتسليط الضوء على حملتها المطالبة بالديمقراطية. وتأمل الحكومة باظهار الوحدة وصورت المحتجين على انهم يحاولون تقويض صورة البحرين على الصعيد الدولي.