استعادت قوات الأمن العراقية، الجمعة، السيطرة على ناحية "سليمان بيك" في محافظة صلاح الدين شمالي العراق بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء المظاهر المسلحة في المنطقة، في وقت شهدت بغداد هجمات متفرقة استهدفت مساجد سنية. وبعد مفاوضات مع شيوخ العشائر المحلية، انسحب المسلحون من المنطقة التي كانوا قد سيطروا عليها الأربعاء الماضي احتجاجا على مقتل عشرات الأشخاص إثر اقتحام القوات العراقية مخيم اعتصام مناهض لرئيس الحكومة نوري المالكي في الحويجة. وقال قائم مقام قضاء الطوز، شلال عبدول بابان، الجمعة إن "قوات الأمن العراقية بدأت الدخول تدريجيا إلى ناحية سليمان بيك"، مشيرا إلى أن "انسحاب المسلحين جاء بجهود العشائر ومحافظ صلاح الدين أحمد عبد الله عبد، الذين تمكنوا من إخماد الفتنة" حسب تعبيره. ولفت المسؤول العراقي إلى احتمال وجود سيارات ومنازل مفخخة في المنطقة "لذا يستدعي هذا الأمر جهدا عسكريا خاصا قبل الانتشار في الناحية" الواقعة على طريق رئيسي بين بغداد وإقليم كردستان. وكان الجيش العراقي أمهل المجموعات المسلحة التي سيطرت على الناحية التي تشمل 28 قرية ويسكنها 30 ألف نسمة معظمهم من التركمان السنة، بعد معارك عنيفة 48 ساعة قبل بدء "تطهير" المنطقة، من جهة أخرى، استهدفت سلسلة هجمات 4 مساجد سنية في بغداد، الجمعة، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة 50 بجروح، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية وكالة فرانس برس. يشار إلى أن أحداث العنف تفجرت في مناطق مختلفة من العراق، بعد اقتحام ساحة الاعتصام المناهض لرئيس الوزراء في الحويجة (55 كلم غرب بغداد) الثلاثاء، حيث قتل 50 مدنيا وأصيب 110 بجروح. وقتل في العراق منذ الثلاثاء، 191 شخصا وأصيب أكثر من 300 بجروح في هجمات متفرقة، ليرتفع إلى 406 عدد الذين قتلوا في العراق منذ بداية أبريل الجاري، بحسب حصيلة تعدها فرانس برس استنادا إلى مصادر أمنية وطبية.