قالت مؤسسة حرية للحقوق والحريات الإعلامية إن اليمن تحتفل اليوم الجمعة باليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل وضع تزداد مؤشراته خطورة على حرية الصحافة البلاد. وقالت إن الشهر الماضي يعتبر الأسوأ على الصحافيين منذ صعود الرئيس عبدربه منصور هادي إلى السلطة.
واختارت منظمة اليونسكو شعار هذا العام «التحدث بأمان: ضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام»، للاحتفاء بهذه المناسبة والتي كرستها لمناقشة سبل تأمين سلامة الصحافيين والإعلاميين ومكافحة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد حرية الصحافة وحرية التعبير وضمان حرية صحافة الإنترنت كشرط أساس للأمان، في ظل تصاعد وتيرة العنف الممارس ضد الصحافيين والمواطنين الصحافيين عبر وسائل الإعلام الجديد في مختلف دول العالم.
وقامت اليونسكو وشركاءها الاقليميين والدوليين باختيار العاصمة اليمنية صنعاء لتكون مكانا لعقد اللقاء السنوي الرابع لإحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة وذلك من 5 إلى 9 مايو، الذي سيتضمن ندوة حول وضع الحريات الاعلامية وأيضا دورة تدريبية حول سلامة الصحافيين.
وعبرت مؤسسة حرية للحقوق والحريات الاعلامية في اليمن عن تقديرها وتضامنها الكامل مع كافة الصحافيين والإعلاميين اليمنيين الذين يحرصون على أداء واجبهم المهني رغم الظروف الخطيرة وغير الآمنة التي يعملون فيها.
واعتبرت المؤسسة هذا اليوم مناسبة للاحتفاء بالحريات الإعلامية المكتسبة، والإشادة بجهود الصحافيين العاملين في الميدان وفي نفس الوقت التذكير بالانتهاكات والتحديات والتهديدات التي تواجه حرية الصحافة في اليمن.
وقالت في بلاغ صحفي تلقى «المصدر أونلاين» نسخة منه إن اليمن يحتفل بهذه المناسبة في الوقت الذي يقبع فيه الصحافي اليمني عبدالاله حيدر شائع في السجن بصنعاء منذ أغسطس 2010م، بعد اعتقال تعسفي وصدور حكم ضده بالسجن لمدة خمس سنوات، كما لا يزال الصحافي منصور نور في المستشفى بعدن، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في 17 الشهر الماضي، التي أصيب فيها بعدة طلقات نارية، وبترت ساقه اليمنى في المستشفى بعدها بأيام، بالإضافة إلى تعرض مقر قناة (يمن شباب) ومؤسسة المصدر الاعلامية لمحاولة تفجير بعبوة ناسفة. وأضافت في البلاغ «إن مسألة الإفلات من العقاب لازالت ظاهرة تشمل المعتدين على الصحافيين والمدونين كذلك، فالمنتهكون لحرية الصحافة لا يميزون بين وسيلة وأخرى، طالما وهي تحدث الأثر وتساهم في توجيه الرأي العام بل وفي تشكيله أيضاً».
ورصدت مؤسسة حرية 86 حالة انتهاك، تعرض لها 112 إعلامي وصحافي، بينها حالة قتل في عدن، وتوزعت البقية بين محاولة اغتيال وشروع في القتل واعتداء واحتجاز وتهديد وتحريض وفصل تعسفي ومصادرة صحف وغيرها، بالاضافة إلى 34 قضية منظورة ضد الصحافيين في المحاكم والنيابات العامة، في حين كانت مؤسسة حرية سجّلت 260 حالة انتهاك خلال العام الماضي 2012 تعرض لها 432 صحافي ومؤسسة إعلامية، حسب البلاغ.
وقالت المؤسسة إن هناك «تعمد مقصود» للانتهاكات ضد الإعلاميين، وبتوجيهات من قيادات أمنية أو عسكرية أو سياسية أومن شخصيات اجتماعية وقبلية.
وحذرت من خطورة الوضع الراهن على ممارسة العمل الإعلامي في اليمن الذي قالت «إنه غير آمن»، وطالبت الأجهزة الحكومية بضرورة تأمين سلامة الصحافيين وخلق بيئة مناسبة لممارسة عملهم بحرية وأمان.