نظمت مؤسسة العفيف الثقافية أمس الثلاثاء فعالية بعنوان «الثقافة بعيون شابة» تحدثت فيها الصحفية والشاعرة رغدة جمال والقاصة سهير السمان. بدأت الفعالية بورقة الشاعرة رغدة جمال والتي تطرقت فيها للثقافة كتجربة شخصية منذ كانت طفلة وحتى اليوم، تقول رغدة «حينما كنت طفلة صغيرة كان مفهوم الثقافة ينحصر حول القراءة فقط، فمن يقرأ كثيرا، يكون هو المثقف بالنسبة لي».
وقدمت جمال تفاصيل حية لمفهوم الثقافة لدى الشباب وبقية المراحل العمرية، تقول «أنا من جيل الثمانينات، مرحلة صارت فيها الثقافة ليس من يقرأ أكثر».
وعن فترة الجامعة تقول «لم تأتي هذه المرحلة الا وقد أصبح ينظر لمن يقرأ باستمرار على أنه مخلوق فضائي، بعد التخرج وبمجرد أن بدأت العمل في صحيفة اليمن أوبزرفر، اكتشفت تعريف آخر للمثقف اليمني وكيف ينظر للثقافة».
وتعرف رغدة الثقافة في الوسط الصحفي بقولها «في الوسط الصحفي المثقف هو الشخص الساخط على مجتمعه، الذي يستخدم أكثر ما يمكنه من كلمات بديلا لكلمة واحدة قد تفي بالغرض، ويا حبذا لو كان يكتب الشعر لتكتمل الصورة».
وأوردت جمال في ورقتها مجموعة من آراء الشباب لمفهومهم حول الثقافة والتي كانت قد طرحت سؤالاً عليهم حول مفهوم الثقافة بالنسبة لهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
من جهتها قدمت القاصة سهير السمان ورقة بعنوان «الثقافة بعيون شابة» تحدثت فيها عن أصول الثقافة في اللغة وعن رؤيتها للثقافة من منظور خاص، حيث قالت «الثقافة ليست مجموعة من الافكار فحسب، ولكنها نظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة اجمالاً، وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب».
وتطرقت السمان في ورقتها الى الثقافة والتغيير، وقالت «قد يظن الكثير في مجتمعاتنا ان التغيير المنشود الذي نطالب به ما هو الا تغيير سياسي فقط، وهو في الحقيقة أن المجتمع لن يصل للتغيير الممنهج الا من خلال اعادة بنية المجتمع فكراً وثقافة ليحمل مشروعاً ذو ابعاد متطورة».
واختتمت السمان ورقتها بحديثها حول دور المثقف الشاب الذي يؤمن بالتعددية الثقافية واستيعاب الحداثة، داعية الشباب الى التوجه لواقعية التعبير والتطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
الجدير بالذكر أن العفيف تنظم الثلاثاء القادم أمسية قصصية للقاصة نادية الكوكباني، ستقرأ جزء من مجموعتها القصصية «عادة ليست سرية».