أقامت مؤسسة الأيادي النقية للخدمات الإنسانية «بيور هاند» في الولاياتالمتحدةالأمريكية عشاء خيريا لتمويل مشاريع إغاثة لأطفال اليمن في المناطق النائية أمس السبت. وأقيم العشاء الخيري وسط مدينة ديربورن بولاية ميتشغن الأمريكية تحت شعار «يوم لأطفال اليمن» خصصته لدعم مشروعين خيريين في اليمن جمعت خلاله ما يقارب 330 ألف دولار أمريكي (نحو 70 مليون ريال يمني) تبرع بها يمنيون وعرب أمريكيون.
وقدم رئيس المؤسسة صالح عبده المثيل عرضا توضيحياً شرح خلاله المشاريع المزمع تنفيذها خلال الفترة القادمة وكانت عبارة عن مشروعين احدهما حفر بئر ارتوازي لتوفير مياه الشرب لقرية الشرنبان في مديرية المنيرة بمحافظة الحديدة بتكلفة إجمالية بلغت 35 ألف دولار أمريكي، وقام تاجر يمني مقيم في أمريكا بالتبرع بتكلفة المشروع كاملة لتعلو بعدها شعارات التحية بين الحاضرين.
فيما خصص المشروع الثاني - حسب المثيل - لإنشاء مركز طبي للأمومة والطفولة تقوم المؤسسة بإنشائه وتمويله وإدارته وسيبدأ تنفيذه قريبا في مدينة عتق بمحافظة شبوةجنوب اليمن البالغ عدد سكانها قرابة نصف مليون نسمة ليقدم خدماته لعدد من المديريات التي توجد بها كثافة سكانية ولا تتوفر فيها الرعاية الصحية الخاصة بالأم والطفل بتكلفة إجمالية 116469 مائة وستة عشر ألفا وأربعمائة وتسعة وستون دولار أمريكي، وميزانية تشغيلية قيمتها 60 ألف دولار لمدة عام كامل.
وسيقدم المركز خدماته عبر حضور الشخص إلى مبنى المركز ومن خلال العيادة الطبية المتنقلة، ثم يتبعه سلسلة من المراكز الطبية التي ستحمل اسم «مركز الحياة الطبي» في المحافظات الفقيرة وفي مقدمتها الضالع، ريمة، تعز، إب.
وقدمت مؤسسة «سلام» لرعاية أطفال فلسطين أجهزة ومعدات طبية لصالح سلسلة المشروع الطبي «مركز الحياة الطبي» بقيمة مائتي ألف دولار قدمها مدير المؤسسة الشيخ عبدالرحمن مناصرة الذي اعتبر اليمن وفلسطين «توأمان لم ينفصلا عن بعضهما على مر التاريخ».
وتحدث ضيف الفعالية البروفيسور طارق نعمان أستاذ جراحة القلب في جامعة صنعاء عن الجهود التي يقوم بها الأطباء الخيرون في اليمن لإنشاء مراكز صحية خيرية تقدم خدماتها لشريحة واسعة من الشعب اليمني.
وقال نعمان إن «الدور الصحي العام الذي تقوم به وزارة الصحة في اليمن فاشل بكل ما تعنيه الكلمة»، معتبرا الوضع الصحي في اليمن وضع «مزر للغاية» كون النظام الذي كان قائم في اليمن قد «عمل على تدمير كل شيء بما فيه الوضع الصحي الذي كانت توزع فيه الوظائف لاسيما الإدارية منها على أساس المحاباة والوساطة».
وأضاف «مستشفيات اليمن تكاد تكون خالية من الإمكانيات والمعدات الطبية تماما وحتى في بعضها لا يوجد ابسط المتطلبات للمريض حينما يصل للمستشفى».
وأرجع نعمان الفشل الذي يعاني منه قطاع الصحة في اليمن إلى «عدم وجود إدارة مؤهلة تعمل على تطوير هذا الجانب» مشيدا بإبداعات اليمنيين الذي تركوا اليمن وكانت لهم بصمات في بلدان غربية وعربية كثيرة بعد أن توفرت لهم الإمكانات اللازمة.
وذكر أن عشرات الآلاف من شباب وشابات اليمن بين سن 15- 25 سنة يعانون من أمراض صمامات القلب بسبب عدم قدرتهم على شراء المضاد الحيوي الذي لا يتجاوز سعره دولارين إلى ثلاثة دولارات.
ودعا البروفيسور نعمان المغتربين للمساهمة في إنشاء مراكز صحية متطورة تتيح لليمنيين تلقى الرعاية الصحية الكاملة لاسيما مرضى القلب منهم كما تحدث عن «المئات يأتون من محافظات ومناطق نائية ويبيتون في العراء أمام مركز القلب في مستشفى الثورة لحين أن مجيء دورهم لإجراء العمليات اللازمة».
وتحدثت حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان في اليمن في كلمة مقتضبة عبر برنامج «سكايب» عن دور المغتربين في دعم مسيرة الثورة من خلال «تقديم الدعم للمستشفيات الميدانية في ساحات الحرية والتغيير إبان الثورة الشبابية».
وقالت إن اليمن عانى معاناة شديدة نتيجة سياسات خاطئة وممنهجة «خلال فترة حكم النظام السابق ولكننا الآن خطينا خطوات متقدمة على مستوى الحوار الوطني».
وأشادت بالمشاريع التي تقوم بها المؤسسات التابعة للمغتربين واعتبرت أنها «إلى جانب فائدتها المباشرة فهي تساهم في توفر فرص عمل للشباب اليمني».
وأضافت أن هذه المشاريع بعد اكتمال الحوار ستتوسع لتشمل جميع المحافظات اليمنية «ولن تقتصر على محافظة بعينها لتساهم في رفع مستوى معيشة الإنسان اليمني ككل».
وكان عدد من اليمنيين في الولاياتالمتحدة قد أنشأوا مؤسسة الأيادي النقية «بيور هاند» في مارس من العام الماضي في ولاية تكساس وافتتحوا فروعا لها في عدد من الولاياتالأمريكية وفرع إقليمي في العاصمة اليمنية صنعاء..
ويقول القائمون على هذه المؤسسة ان السبب الرئيس الذي دفعهم لإنشائها هو تفاقم الوضع الإنساني للمواطن اليمني واتساع رقعة الفقر وبروز ظاهرة النزوح الجماعي للمواطنين من مناطق الصراع في أبين وصعدة وبعض مناطق محافظة صنعاء.
وكانت مؤسسة الأيادي النقية «بيور هاند» قد افتتحت العام الماضي مكتبا لها في صنعاء ونفذت من خلاله حملة إنسانية في عدن لإغاثة النازحين الذين فروا من الحرب التي جرت بين الجيش اليمني وتنظيم القاعدة وتم خلال الحملة توزيع «سلة غذائية» بتكلفة 30 ألف دولار أمريكي.
ولا يقتصر عمل المؤسسة على دعم اليمنيين فقط إذ نفذت العام المنصرم حملتين إغاثيتين في ولاية تكساس وزعت خلالهما آلاف الوجبات الغذائية لشريحة «الهوم لس» وهي شريحة فقيرة يعيش أفرادها على الإعانات الحكومية وليس لهم أسر أو منازل يأوون إليها.
وكان مشهد التبرعات ملفتا لدى الحاضرين حيث ساهمت المرأة والطفل والتاجر والعامل البسيط وفاجأ طفل الحاضرين حين حضر الى المنصة حاملا حصالته التي جمعها خلال سنين ليتبرع بها لأطفال اليمن.
وقدمت خلال الاحتفالية وصلات إنشادية معبرة لبعض المنشدين أبرزها نشيد للطفلين انس وغيث ابني جابر باللغتين العربية والانجليزية.
حضر الاحتفالية عدد من الأطباء على رأسهم الدكتور مصطفى هاشم والدكتور حاتم الحدي وبعض الإعلاميين والشخصيات الفاعلة في الجالية وجمع من طلاب وطالبات الجامعات ورجال ونساء الجاليتين اليمنية والعربية في الولاياتالمتحدة وقدم بعضهم من ولايات مختلفة.