نشبت يوم أمس الأحد مشادات كلامية حادة تحولت إلى عنف جسدي بين عضوين في مؤتمر الحوار الوطني. وقالت مصادر في مؤتمر الحوار إن المشادات نشبت بين رئيس مؤتمر شعب الجنوب ورئيس لجنة القضية الجنوبية، محمد علي أحمد، ونائبة لجنة الدفاع والأمن، ليزا الحسني، في قاعة اجتماعات لجنة القضية الجنوبية.
وأضافت إن القيادي الجنوبي محمد علي أحمد حاول توجيه «صفعة» على عضوة مؤتمر الحوار ليزا الحسني، بعد مشادة كلامية بينهما، بُعيد اقتحامها قاعة اجتماع فريق القضية الجنوبية، وقذف رئيس اللجنة محمد علي أحمد بقنينة ماء كانت في يدها.
وتداولت وسائل إعلام خبر توجيه محمد علي أحمد صفعة على خد ليزا لكن مصادر أخرى لم تشر إلى حدوث ذلك، مفيدة إلى أن ليزا تفادت الصفعة.
بيد أن ليزا صرحت لوسائل إعلام صادرة اليوم الاثنين انها تعرضت لصفعة وضرب من محمد علي أحمد.
وتضيف المصادر حدوث مشادات كلامية بين أعضاء اللجنة، والحسني، التي تعمل نائباً لرئيس لجنة الدفاع والأمن، بعد رفضهم طلبها بتعليق الاجتماع، ودعوتهم إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية، للمطالبة بالقبض على قتلة حسن أمان وخالد الخطيب، مع عددٍ من أعضاء المؤتمر، ما دفع برئيس لجنة القضية الجنوبية إلى التوجيه بطردها من المكان، فاندفعت الحسني وقذفته بقنينة ماء، لم يتمالك أحمد أعصابه فحاول صفعها على وجهه.
وقال أحد أعضاء مؤتمر الحوار ان أعضاء بجماعة الحوثيين كانوا حرضوا ليزا الحسني على اقتحام قاعة اجتماع فريق القضية الجنوبية.
بعدها، خرجت ليزا الحسني من لجنة القضية الجنوبية، وشُوهدت خارج القاعة وهي تجهش بالبكاء وسط استغراب عدد من أعضاء مؤتمر الحوار الذين تصادفوا بها في تلك اللحظة، مثيرة سخط واستهجان أغلبهم دون علمهم – لحظتها- بملابسات تعرضها لمحاولة الصفعة، وما هي إلا دقائق وانتشرت ضجة في قاعات المؤتمر بفندق الموفمبيك.
اللجنة العامة لمؤتمر الحوار حاولت احتواء الأمر، وتبذل جهوداً بين رئيس لجنة القضية الجنوبية ونائب رئيس الدفاع والأمن لحل المسألة بطريقة ودية؛ كون إحالة الطرفين إلى لجنة الانضباط المخولة بحسم هذه القضايا بين المتحاورين ستفاقم المشكلة، كما ستنعكس مآلاتها على فريق القضية الجنوبية، لذا تسعى أمانة الحوار لاحتواء تبعات الحادثة.
يُذكر أن الناشطة ليزا الحسني تنتمي إلى القبيلة ذاتها التي ينتمي إليها القيادي محمد علي أحمد، وهي قبيلة السحنة بمحافظة أبين، وتأتي هذه الحادثة بعد مرور أقل من نصف شهر على رئاسة محمد علي أحمد للجنة القضية الجنوبية، بناءً على قرار مؤتمر شعب الجنوب، أحد فصائل الحراك الجنوبي؛ خلفاً لرجل الأعمال أحمد بن فريد الصريمة الذي انسحب من مؤتمر الحوار ورئاسة فريق القضية الجنوبية بعد فترة وجيزة من بزوغ نجمه في المشهد السياسي.
وفي حال فشل جهود الأمانة العامة للحوار بين أحمد والحسني، يُتوقع اتساع رقعة المشكلة، باعتبار الحساسية السياسية في المشهد الجنوبي، في ظل تراجع مؤشر الانسجام بين المتحاورين نتيجة استمرار الخلافات المزمنة بين مختلف أطراف مؤتمر الحوار خارج قاعات المؤتمر.
بالإشارة إلى سلبية تعاطي المتحاورين مع الاستفزازت، وإن كانت متوقعة بسبب رفض الخضوع للإجراءات القانونية، سبق حادثة أحمد والحسني، حادثة اعتداء عضو الحوار ناصر الشريف على أحد جنود الأمن المكلفين بحماية المؤتمر مطلع أبريل الفائت على ذمة رفع الجندي السلاح بسبب رفض الشريف التفتيش أثناء دخوله قاعة الحوار - كما يبرر الشريف- وانتهت قضية هذا الاعتداء ب«صلح قبلي».