وسط خلافات وإنتقادات واسعة، تناقش الإدارة الأمريكية مقترحات بتوسيع سلطات وزارة الدفاع "البنتاجون" لمساعدة اليمن ودول أخرى لمحاربة القاعدة. ونقلت وكالة رويترز – اليوم الأربعاء- تصريحات لمسؤولين بوزارة الدفاع الامريكية وبالكونجرس، أكدوا فيها أن ادارة الرئيس باراك اوباما تبحث توسيع سلطات وزارة الدفاع (البنتاجون) لبناء قوات أمن في اليمن ودول اخرى ينظر اليها على انها ملاذات جديدة للقاعدة. لكن الوكالة قالت أن منتقدين أعتبروا أن توسيع دور البنتاجون ينطوي على مخاطر بإذكاء المشاعر المناهضة للولايات المتحدة وتعزيز موقف القاعدة. كما وأن أجهزة الامن الداخلي والمخابرات التي قد تتلقى الدعم هي جهات رئيسية لانتهاك حقوق الانسان. وأشار الخبر إلى أن التقارير السنوية لوزارة الخارجية الامريكية، بشأن حقوق الانسان في اليمن، سلطت الاضواء على مزاعم تعذيب بواسطة قوات وزارة الداخلية التي قد يتلقى بعضها دعما مباشرا من البنتاجون بموجب توسيع السلطات. غير أن مسؤول دفاع امريكي – بحسب الوكالة العالمية - شدد على ضرورة ما تسعى إليه الإدارة، قائلاً:"في بعض الاحيان يتعين عليك ان تتعامل مع الشيطان." في معرض حديثه عن المقترحات التي تجري مناقشتها لتوسيع سلطات البنتاجون بدرجة كبيرة لمساعدة القوات في اليمن والصومال واماكن اخرى تقاتل القاعدة والمجموعات المتصلة بها. والتغييرات المقترحة التي تجري دراستها ستعطي للبنتاجون سلطات جديدة لتدريب وتجهيز نطاق واسع من قوات الامن ضمن وحدات خاصة لمكافحة الارهاب تسيطر عليها وزارة الداخلية باليمن. وبحسب مسؤولون فإن تلك القوات تقوم بدور مهم بدرجة متزايدة في رصد وقتال أفراد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بتعاون وثيق مع القوات الخاصة ووكالة المخابرات المركزية الامريكية التي امتنعت عن التعقيب. وقال المسؤولون الذين طلبوا من الوكالة عدم الكشف عن هوياتهم ان السلطات الجديدة قد تضاف الى طلب ادارة اوباما تخصيص مبلغ 33 مليار دولار في اول فبراير شباط كتمويل طاريء لنشر قوة اضافية قوامها 30 الف جندي امريكي في افغانستان هذا العام. ولم يتضح المبلغ الذي سيخصص من هذا الرقم لليمن ودول اخرى توصف بأنها ملاذات امنة متنامية للقاعدة. وقد تستفيد أيضا من هذا المبلغ القوات التي تقاتل الاسلاميين في الصومال. وأدت محاولة فاشلة لمتشدد تلقى تدريبه لدى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باليمن لتفجير طائرة ركاب امريكية متجهة الى ديترويت في يوم عيد الميلاد الى زيادة التأييد في واشنطن لتشديد اجراءات مكافحة الارهاب. يأتي ذلك فيما أتهم تقرير للجنة فرعية بمجلس الشيوخ الأميركي، مواطنين أميركيين قال أنه يشتبه بأنهم يتدربون في معسكرات للقاعدة في اليمن، بمن فيهم عشرات ممن اعتنقوا الإسلام أثناء وجودهم في السجن. وأعتبر أنهم ربما يمثّلون تهديداً خطيراً على الولاياتالمتحدة. ووفقاً للتقرير الذي أعدته لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لمناقشته في جلسة إستماع، بشأن القاعدة واليمن اليوم، ونشرت صحيفة النيويورك تايمز مقاطع منه، فإن مجموعتين من الأميركيين في اليمن تثيران قلق خبراء مكافحة الإرهاب الأميركيين في منطقة الخليج. وقال أن معظم القلق يتعلق بمجموعة تضم حوالى 36 من المجرمين الأميركيين السابقين اعتنقوا الإسلام أثناء وجودهم في السجن ووصلوا إلى اليمن على مدى الاثني عشر شهراً الماضية. وأضاف التقرير أن بعض أعضاء المجموعة اختفوا ويخشى أنهم "انخرطوا في التشدد أثناء وجودهم في السجن وسافروا إلى اليمن للتدريب" ويعتقد التقرير إن مجموعة أخرى تضم أشخاصاً «تتطابق سير حياتهم مع أميركيين سعت القاعدة لتجنيدهم على مدار الأعوام القليلة السابقة»، ويقيم معظم أفرادها في العاصمة اليمنية صنعاء. إلا أن التقرير الذي أعده مساعدون للسناتور الديموقراطي جون كيري، الذي يرأس اللجنة، أكد إن دبلوماسيين ومسؤولين أمنيين أميركيين قالوا إنهم ليس لديهم حتى الآن أدلة على أن أي أميركي في اليمن تلقى تدريبات.