ما تزال المعلومات غير متوفرة حتى الآن بشأن مصير زوجين من جنوب أفريقيا اختطفا قبل أسبوع (الاثنين الماضي) في مدينة تعز، من قبل مسلحين مجهولين. فيما تتردد معلومات تفيد بأن الجهود الدبلوماسية بين البلدين ما تزال مستمرة للتفاوض بشأن الإفراج عنهما. وخطف مسلحون في مدينة تعز زوجين، أكدت المعلومات لاحقاً أنهما من جنوب أفريقيا، وتم اختطافهما من قبل مسلحين مجهولين في منطقة الحوبان، الاثنين الماضي. واتهم مسلحون يتبعون النائب البرلماني عبد الحميد البترا بتنفيذ العملية على خلفية نزاع على أراض بالمنطقة، إلا أن البترا نفى صحة تلك المعلومات لاحقاً، وأكد ألاّ علاقة له إطلاقاً بالعملية.
وقالت صحيفة «IOL news» الجنوب افريقية، أمس، في خبر نشرته على موقعها الالكتروني باللغة الإنجليزية إن حكومة بلادها مازالت – حتى السبت الماضي - لم تقترب من تأمين إطلاق سراح الزوجين المختطفين في اليمن.
غادرا إلى اليمن قبل أربع سنوات لتدريس الإنجليزية.. ويعملان حاليا لدى منظمة غير حكومية معنية بتنمية الشباب بتعز وفيما أشارت الصحيفة أيضا إلى أن وزارة العلاقات والتعاون الدولي الجنوب أفريقية كانت رفضت الكشف عن اسمي الزوجين المختطفين بناءً على طلب من عائلتيهما، إلا أن الصحيفة عادت وذكرت أن مجلة «مارويلا ميديا» المجانية على الانترنت، حددت اسمي الزوجين المختطفين على أنهما «بيير و يولاند كوركي»، وأنهما أستاذان من بلومفونتين، ولديهما طفلان في سن المراهقة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة العلاقات والتعاون الدولي نيلسون جويت قوله، السبت، إن سفير جنوب أفريقيا لدى المملكة العربية السعودية، موجامات جعفر، لا يزال في اليمن يتفاوض مع السلطات اليمنية محاولاً تأمين الإفراج عن الزوجين.
واعترف جويت أن «هذه المسألة ستأخذ مناً وقتا أطول مما كنا نعتقد في واقع الأمر»، مضيفاً أن السفير جعفر فعل كل ما بوسعه لتأمين الإفراج خلال الأيام الأربعة الماضية.
المتحدث بإسم خارجية حكومة كيب تاون: هذه المسألة ستأخذ منّا وقتاً أطول مما كنا نعتقد وسفيرنا عمل ما بوسعه حتى الآن وأعرب المسؤول الجنوب أفريقي عن خيبة أمله من النتيجة غير المتوقّعة بعد اعتقال خمسة اشخاص كان ألقي القبض عليهم أثناء ما كانوا داخل السيارة التي استخدمت في عملية الاختطاف، وقال إن ذلك «لم يعط أي تقدم على ما يبدو في النتيجة التي كانت متوقّعة».
ونوّهت الصحيفة إلى أن المعتقلين الخمسة كان قد تم إطلاق سراحهم لاحقاً، وذلك فيما يبدو دون توجيه أي تهمة إليهم. وفي خبر سابق لها، أشارت إلى أن المتحدث باسم وزارة العلاقات والتعاون الدولي أبدى استغرابه من ذلك، وقال إنه لا يعرف لماذا أطلق سراحهم؟
ونسبت الصحيفة أيضا لمن وصفتهم ب«مسؤولي التطوير» تأكيدهم أن مسؤولين يمنيين أبلغوا السفير الجنوب أفريقي لدى السعودية جعفر بأن النزاع يتعلق بقطعة الأرض التي بني عليها مشروع لأحد الفنادق في المنطقة، وأن الزوجين المختطفين كانا اشتركا في هذا المشروع.
وعقب عملية الاختطاف بساعات نشرت وسائل إعلام محلية معلومات تفيد بأن المختطفين من جنوب أفريقيا، فيما اعتقدت أخرى أنهما لديهما الجنسية الأمريكية، أيضا.
وقدمت صحيفة (IOL news) معلوماتٍ عن الزوجين المختطفين، حيث أكدت في خبر سابق لها أن أسرة كوركي انتقلت مع طفليها إلى اليمن قبل أربع سنوات لتدريس اللغة الإنجليزية. وأن الزوج بيير كان يعمل في السابق مدرساً في كلية «Grey» في بلومفونتين، وأن زوجته يولاند هي في الأصل مدرسة أطفال لما قبل المرحلة الابتدائية.
ونقلت مجلة «مارويلا» الإعلامية، عن «هيني نيل»، وهو عم المختطف «بيير كوركي» قوله إن الزوجين وطفليهما المراهقين انتقلوا للعمل في اليمن قبل أربع سنوات.
أحد أقاربهما يؤكد أنهما كانا في طريقهما إلى العودة إلى بلدهما لحضور جنازة والد الزوج وعلى ما اتضح، تقول المجلة، فإن الزوجين «بيير» يعملان حالياً لحساب منظمة غير حكومية مقرها في مدينة تعز، تعرف باسم «مؤسسة رفح للتنمية»، والتي تعمل بهدف تطوير المجتمعات، خصوصاً في أوساط الشباب.
وأكد «نيل»، أيضا، أن الزوجين كانا في طريق عودتهما إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في جنازة والد «بيير» عندما تم اختطفهما. وأضاف أنه لا يعلم شيئاً عن أية شراكة لهما في مشروع الفندق.
وإذ كانت الصحيفة ذاتها نوّهت إلى أن الاختطافات في اليمن تعد أمراً معروفاً وليس نادراً، إلا أنها أشارت إلى أن هذه العملية (اختطاف الزوجين الجنوب أفريقيين) تعد أمراً مستغرباً في ظروفها المحيطة، وأنها تعد الأولى من نوعها في محافظة تعز.