عبر المئات من سكان مديرية الضحي بمحافظة الحديدة عن إستيائهم لمشروع الصرف الصحي الذي يُنفذ في المديرية لما قد ينتج من كارثة بيئية كبيرة ضد الأرض والإنسان, حيث يهدف المشروع إلى تصريف مياه الصرف الصحي لأحواض مكشوفة وسط منازل ومزارع المواطنين غرب المدينة. عدد من مزارعي وسكان قرية الديري ودير السلام ومحل الأقزل وغيرها من القرى التي تحيط بالأحواض أتهموا أعضاء من المجلس المحلي بالمديرية بالتلاعب والتحايل على سكان تلك القرى. وقالوا في حديث ل "المصدر أونلاين" أن عدد من أعضاء المجلس قاموا بإقناع المزارعين بيع أراضيهم لأحد المشائخ النافذين بحجة إقامة مزرعة لتسمين العجول وبأسعار زهيدة جداً , ومن ثم قيام الشيخ ببيعها فيما بعد للجهة المنفذة للمشروع.
وكان المئات من أبناء المديرية اعتصموا الأسبوع الماضي أمام مبنى المحافظة احتجاجاً على قيام إدارة أمن الضحي بالقبض على 7 أشخاص من سكان القرى المتضررة الذين حاولوا منع جرافات تقوم بحفر أحواض لمخلفات الصرف الصحي أمام منازلهم ومزارعهم. وقال أبناء المديرية أنه لم يتم الإفراج عنهم إلا بعد خمسة أيام من اعتقالهم رغم قرار النيابة العامة بسرعة الإفراج عنهم.
وطالب المعتصمون محافظ محافظة الحديدة ووزير المياه بسرعة التدخل والوقوف على الوضع الصحي وبصفة عاجلة ومحاسبة الجهات المسؤولة بصمتها الدائم أمام الواقع الذي يتطلب قراراً حازماً بعيداً عن المجاملة على حساب صحة المواطنين.
جيلان محمد محمد كبير المزارعين في المديرية تحدث "للمصدر أونلاين" عن استياءه لصمت الجهات المختصة عن الكارثة التي ستحل بهم وبمزارعهم وحجم الضرر الذي ستسببه تلك الأحواض المكشوفة أمام مزارعهم وبيوتهم دون أي إعتبار لصحة أطفالهم ومزارعهم ومراعيهم ومواشيهم, ودون أي مراعاة لحقهم في العيش بحياة صحية –حسب قوله. وقال جيران: إذا كانت هناك نية حقيقة لحل مشكلة المجاري فعليهم تصريفها للبحر الذي يبعد 18 كيلو فقط عن المديرية، فمزارعنا ترفد الملايين لخزينة الدولة ويزرع فيها جميع أنواع الخضروات والفواكه.
من جهة أخرى كشفت مصادر في المجلس المحلي بالمديرية "للمصدر أونلاين" أن وجود مخطط مقر مسبقاً لضخ مياه الصرف الصحي لأرض بعيدة عن المديرية وخالية من السكان ، إلا أن هناك بعض النافذين رفضوا أن تمر مواسير المشروع إليها كون المواسير تمر بمزارعهم.
يذكر أن وقفات الإحتجاج والإعتصامات للسكان على الخط الرئيسي للمديرية أصبحت شبه يومية مطالبين الجهات الحكومية أَن يضعوا هذه المشكلة نصب أعينهم وأن يجدوا حلولاً جذرية لمشكلة المجاري قبل وقوع الكارثة البيئية ولتنقذ حياة الناس من مخاطر هذه الأمراض المعدية.
يشار إلى أن مشروع الصرف الصحي المزمع إقامته في مدينة الضحى بمحافظة الحديدة بلغ تكلفته 340 مليون ريال، ويصف أبناء المنطقة ما جرى للمشروع بأنها "نقمة في خدمة".