تمر بنا أيام الدنيا وتتقاذفنا نوائبها لكنها في ثنايا ذلك تعرفنا بأناس تجعلك تشعر بالأمان.. وتجعل من تجاذبات الدنيا محطات للتزود بالأمل وأنت ترى مثل هؤلاء الرجال الذي ينيرون ظلامات الدهر وينشرون البسمة في أرجائها.. تشعر بالطمأنينة -مع كل هذا العناء الذي نعيشه- عندما تنصفك الأقدار بالتعرف على مثل هؤلاء الرجال المخلصين وتنصفك أكثر عندما تعرفك ب«محمد صالح عقلان».. انه علامة خيرية مسجلة من علامات البر والإحسان وديباجة للتفاني من أجل نشر النور والبسمة وتشييد دور العلم والمساجد..
عرفته مقداما صبورا في فعل الخير فتجد أن كل وقته مسخراً لهذا الأمر من خلال جمعية الحكمة اليمانية التي يرأسها.. لا تفارقه الابتسامة ولا يجد اليأس طريقا إلى قلبه.. فرغم كبر سنه إلا أنه ينتج ويثمر أعمالا لا يستطيعها بعض ممن هم في سن الشباب..
كم أدخل سرورا على أسرة محتاجة.. كم أثلج قلب أرملة معوزة.. كم مسح من دمعة يتيم.. أعمال وتراكمات زمنية حبلى بكثير من الخير والعطاء فهو علم من أعلام عمل الخير في اليمن، وشارة أمل حينما تراه..
انه الإنسان محمد صالح عقلان.
مات الشيخ ولكن أعماله لم ولن تمت.. فبصماته ستضل شاهدة له فكم من المساجد عمل على تعميرها بالبناء وإعمارها بالذكر وحلق العلم.. كم من الجهد الذي بذله من أجل هذا الوطن الجريح..
محمد صالح عقلان إنسان لا يحب الظهور يعمل بصمت وتجرد ويبذل الكثير والكثير من أجل العمل الخيري الاجتماعي.. يفيض إخلاصا وحبا لهذا الوطن ولفقرائه..عندما تجلس معه ترى النور يشع من وجهه.. والأمل يبرق من جبينه.. رحمه الله..
رحمك الله يا شيخنا الجليل وجعل كل ما قدمت في ميزان حسناتك.. وجعل قبرك روضة من رياض الجنة.. فهذا أكثر ما نستطيع قوله لك في هذه الساعة وندعو لك بالثبات عند السؤال فقد رحلت عنا لكن أعمالك ستبقى نبضا يذكرنا بك وبمواقفك الخالدة..
بموتك يفقد اليمن أحد هامات العمل الخيري وقامات التطوع الإنساني.. بفقدك تزداد أوجاع الوطن، التي لا تلبث أن تنقص حتى تزيد.. مسكين يا هذا الوطن كم سنرثيك..