قرأت مقال الكاتب على الجرادي بعنوان "مؤسسة قطر في مواجهة اللجنة الخاصة" على موقع المصدر أونلاين وحاولت النبش فى السطور وما بين السطور لأجد مبررا واحدا لتشكيك الكاتب فى نوايا قطر فى اليمن وغمزه ولمزه من الدور ا لذى ستضطلع به مؤسسة قطر للتنمية فى بلادنا . لن ادخل فى مقارنة بين مؤسسة قطر واللجنة السعودية الخاصة ..لكننى سأوضح للكاتب بعض الحقائق التى تجاهلها عمدا حتى يوهم القارئ بقدراته فى التحليل والربط بحذلكة فائقة توهم القارئ انه يقف امام هيكل جديد مواز لهيكل الفراعنة "الحكوتي الجديد" على الجزيرة!!!! من الحقائق التى تجاهلها الكاتب والتى تنسف تشكيكه واتهاماته المبطنة لدور قطر ان مؤسسة قطر للتنمية فى اليمن تأسست وفقا لمذكرة تفاهم وقعت بين اليمن وقطر فى 18 يونيو 2007 بصنعاء وبرأس مال يقدر ب 500 مليون دولار..واعتمدت بمرسوم من قبل امير قطر قبل ايام لتبدأ عملها بشكل رسمي فى اليمن.. ان هذه الحقيقة تؤكد بجلاء عقم التحليل الذى ذهب اليه الكاتب حيث يتوهم من يقرأ المقال ان المؤسسة وليدة اليوم وأنها ذات اهداف بعيدة المدى مرتبطة بصعدة والحراك ...فهو يقول بالحرف الواحد "عاودت الدوحة حضورها في صعدة بتنسيق إيراني وموافقة أمريكية توجت توجهاتها الجديدة بإعلان الدوحة إنشاء "مؤسسة قطر لتنمية اليمن". وللوهلة الأولى ينصرف اسم المؤسسة لإعادة إعمار محافظة صعدة التي دمرتها ستة حروب وكان آخرها القصف الجوي السعودي الذي تم تزويده بإحداثيات "مغشوشة" أوقعت ضحايا في المدنيين". ويمضي الكاتب الى ابعد مدى فى تحليله الذى ربما كان نتاج جلسة قات معتبرة فيقول " أما الشطر الآخر لعمل مؤسسة قطر فهو المحافظات الجنوبية فالدوحة بمؤازرة سلطنة عمان وإيران ورعاية بريطانية تقوم حالياً باحتواء الحراك الجنوبي وستكون مؤسسة قطر هي المظلة القطرية الموازية للجنة الخاصة في مجلس الوزراء السعودي". سبحان الله !!! لقد ذهبت بعيدا فى تهويماتك اخي الكاتب القدير!!! فتاريخ اطلاق المؤسسة فى يونيو 2007 كما أسلفنا يؤكد ان ما ذهب اليه كاتبنا من مؤامرة قطرية ايرانية عمانية تحت مظلة المؤسسة "حكي فاضي"..فعلاقة اليمن وقطر كانت فى اوج ازدهارها حين تم الاعلان عن المؤسسة..ولم تشهد فتورا الا بعد ان افشلت سلطات صنعاء والحوثيون الوساطة القطرية فى صعدة وازدادت سوءا بعد قمة غزة حين غاب عنها الزعيم بغير عذر. كما ان المؤسسة وفقا لمهامها المتفق عليها بين الدوحةوصنعاء ستنفذ مشروعات تنموية تحددها اليمن ويكون للمؤسسة صفة الاشراف والتنفيذ حرصا منها على ان لاتذهب الأموال لجيوب "اولي العزم من المسؤولين الفاسدين"..ووفقا لذلك ستكون مدينة الصالح الطبية اولى باكورة هذه المشاريع تليها مشاريع اخرى تحددها اليمن كما ذكرنا. وفوق ذلك كله اقول لكاتبنا ان الدور القطري فى لبنان يجني ثماره اللبنانيون اليوم واستطيع القول انه لولا قطر لما اتفق اللبنانيون ..وهاهو شعب لبنان يجني ثمار التدخل القطري ..فاختيار الرئيس تم والانتخابات تمت بفضل اتفاق الدوحة ..واهالي الجنوب اللبناني سيتسلمون قريبا دورهم وبيوتهم التى بنتها قطر فى اطار مشروع اعادة الاعمار . والدوحة اليوم اكثر تصميما على ارساء دعائم الاستقرار والسلام والتنمية فى السودان .. ونجاحها هناك يتوقف فقط على ارادة السودانيين فى السلام والأمن والاستقرار والتنمية. وانهي بالقول ان السلطة والحوثيين اضاعوا فرصة السلام والتنمية فى صعدة واليمن ككل ولو انهم اصغوا الى صوت العقل والمنطق لكان اهالي صعدة اليوم يسمعون أليات البناء والاعمار لا اصوات الصواريخ والطائرات. ودمتم!!!! * الكاتب يمني مقيم في قطر