جاء تعيين توفيق صالح عبدالله ابن أخ الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيساً لشركة التبغ والكبريت الوطنية، بدلاً عن عبدالواسع العلفي الذي عين مديراً لمصنع السجائر لإفساح المجال لابن أخ رئيس الجمهورية آنذاك. وبعد تعيين توفيق بفترة وجيزة قام بمضايقة سلفه العلفي، ومن ثم قام بإبعاده من عمله في مصنع السجائر وقطع مستحقاتة المالية، دون أن يتمكن أحد من ردعه وإعادته إلى الصواب لأنه ابن أخ الرئيس. وعبدالواسع العلفي من الكفاءات الإدارية الناجحة ويتمتع بسمعة طيبة، وهو بالإضافة إلى ذلك ابن الشهيد محمد عبدالله العلفي وأخو الشهيد الطيار رياض محمد عبد الله العلفي أي أنه من أسرة ضحت كثيراً من أجل اليمن، ومع ذلك فإن تلك التضحيات الجسيمة لهذه الأسرة لم تقدر ولم تحترم، ويتعرض ابنها للاضطهاد والقهر من قبل الحكام السابقين، ومن قبل الحكومة التي جيء بها لإنقاذ الوطن وتصويب الأخطاء «وكأنك يا بو زيد ما غزيت»، وهذه واحدة من الأمثلة التي تجسد الأخطاء الفادحة التي ترتكبها حكومة الوفاق.
سمعنا بتعيين شخص غير سوي محافظاً لإحدى المحافظات، ويتندر الناس على تعيينه، وكأن البلد قد خلت من الكفاءات والأسوياء وتم تعيين آخرين وزراء وقادة، والناس يعرفون فسادهم واستيلاءهم على كثير من الأموال، حيث أضحوا من الأثرياء، الذين ينبغي على الأقل بدلاً من محاسبتهم إبعادهم عن جهاز الدولة ليتفرغوا لاستثمار وإدارة الأموال التي جمعوها، لا أن يعينوا من جديد ليضيفوا عليها أموالاً من وظائفهم الجديدة. ونعرف مسؤولين أثبتوا فشلهم في مهامهم في وزارات ومحافظات ولم يتزحزحوا عن مواقعهم، وكأن تلك المناصب هي من أملاكهم الخاصة، أو أن هذا الشعب لا يستحق إنقاذه من تردي الأوضاع الأمنية المنفلتة والاقتصادية التي يعاني الناس بسببها الأمرّين.
ليس من حق الحكومة أن تعلق فشلها على رئيس الجمهورية، فقد أعطى لوزرائها ومحافظيها الصلاحية الكاملة في أعمالهم، ولكن كثيرين منهم لم يكونوا على مستوى المسؤولية.
ولذلك فإن رئيس الجمهورية مطالب بالمبادرة لإزاحة الفاسدين والفاشلين من المناصب الحكومية، فاليمن يزخر بالكفاءات المخلصة والنظيفة، ولا يترك للوفاق أن يقيده ويسيء إليه وإلى اليمن وليقل للأحزاب رشحوا من يصلح للحكم من ذوي الكفاءة والنزاهة والحزم ، فليس من حقكم أن تختاروا من تريدون أنتم بل من يصلح لخدمة الشعب.
بعض المحافظين الذين عيّنوا من مناطقهم لا يصلحون للعمل فيها، لأنه لا يمكنهم أن يتخذوا أي إجراءات قوية عند اللزوم خشية الملامة من أصحابهم، وخشية الثارات مستقبلاً، لذلك فإنهم لا يصلحون للعمل في مناطقهم وبالذات في مأرب، والجوف، وذمار، والبيضاء، وعمران، وصعدة، وحجة، وصنعاء.
هذا في المحافظات الشمالية، أما المحافظات الجنوبية فعلمها عند الرئيس، فينبغي أن يتنبه الرئيس لهذا ويعين بدلاً عن أولئك المحافظين الذين هم من المحافظات نفسها التي يعملون فيها، لأن الانفلات والتسيب في تلك المحافظات يزداد يوماً بعد يوم والناس يعانون أشد المعاناة.