أثار اعتذار وزراء بحكومة الوفاق الوطني عن حضور جلسات مجلس النواب التي تقاطعها كتل أحزاب اللقاء المشترك غضب أعضاء ينتمون إلى حزب المؤتمر الشعبي العام وآخرون مستقيلون منه. واستمع الأعضاء في جلسة اليوم الاثنين إلى اعتذار تقدم به وزراء كان قد تم استجوابهم لحضور الجلسة، للإجابة على أسئلة تقدم بها النائبين عبده بشر وعبدالكريم جدبان.
وبررت مذكرة الاعتذار لوزير شؤون المغتربين والمذيلة باسم وكيل الوزارة لقطاع الجاليات والرعاية عبدالقادر عائض همام، عدم حضور الوزير لوصول الدعوة متأخرة إضافة إلى سفره في مهمة في الخارج.
وقالت المذكرة إن الوزير قد حضر للمجلس سابقاً، للإجابة على سؤال عبده بشر عن المغتربين اليمنيين في السعودية، لكن النائب كان غائباً، وهو مانفاه بشر وقال إنه كان حاضراً في الجلسة غير أن الوزير غادر القاعة قبل الرد.
الراعي يقول ان البرلمان سيبدأ إجراءات سحب الثقة عن المخلافي: «عليّ وعلى أعدائي يارب» وقبيل قراءة اعتذار الوزراء قال رئيس الجلسة يحيى الراعي إنه يطلب من الأعضاء «عدم الدخول في مصارعة أثوار (ثيران)» مع من يهاجمهم.
وازدادت حدة التوتر والتلاسن الإعلامي بين كتل قاطعت الجلسات وكتلة المؤتمر التي تواصل عقد الجلسات بنصاب غير قانوني، مؤكدة شرعية قراراتها.
وأضاف الراعي «إذا بقينا ننظر لرئيس الوزراء الثاني وزير الشؤون القانونية لن نفعل شيء، يجب ألا نحتك مع الآخرين، ومن هاجمنا نقول له إحنا واثقين من عملنا».
وبدا الراعي في جلسة اليوم يحاول أن يكون أكثر تعقلاً، حتى أنه أوقف الميكرفون عندما هاجم عضوين الحكومة وحزب التجمع اليمني للإصلاح.
واستمع النواب أيضا إلى مذكرات اعتذار من وزراء الدفاع والخارجية والمالية عن حضور الجلسة.
وتضمنت بعض الاعتذارات توقيعاً لمدراء مكاتب الوزراء، وهو مارفضه الأعضاء ودفعوا الراعي إلى إبلاغ أعضاء الحكومة بأن يكون الاعتذار مقدما من الوزير نفسه أو من وكيله ونائبه فقط.
النائب المؤتمري علي اللهبي في تعقيب له على اعتذار الوزراء قال إن هذه الحكومة فاشلة، لكن الراعي قاطعه وقال: «الرئيس هو من يصفها بالفشل مش احنا، إذا كانوا يتكلموا عن مجلس النواب احنا نترفع».
واكتفى اللهبي بقول «الحكومة هدفها خلق المشاكل مع البرلمان لأنها قادمة على إقرار جرعة جديدة».
وحضر الجلسة وزير الخدمة المدنية نبيل شمسان للرد على سؤال لعبدالكريم جدبان حول توظيف 2500 مدرس في مراكز تعليم القرآن.
ولم يأتِ جدبان إلا متأخراً بعد أن كان المجلس قد أذن للوزير بالمغادرة لعدم حضور مُقدم الاستجواب، لكن جدبان علل ذلك بأن خبراً وصله باعتذار الوزراء عن الحضور، فرد عليه الراعي «أنت عضو بالمجلس احضر سواء يحضروا الوزراء أو ما يحضروا».
واعترض جدبان على ما قال إنه توجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة للخدمة المدنية بتوظيف 2500 لدور القرآن الكريم وقال إن ذلك «توظيف حزبي»، لكن وزير الخدمة المدنية قال إن هذا التوجيه لن ينفذ مطلقاً.
وتحمس جدبان وقال إن لديه صورة لمذكرة رئيس الوزراء، وقد تم التوقيع فيها من قبل وزير الخدمة المدنية باستكمال الإجراءات، ومعنى ذلك أن التوظيف يمشي على قدم وساق.
وفسر شمسان ذلك بأنه رفض للقرار، لأنه -حسب قوله- لو كانت الخدمة المدنية وجهت لوزارة المالية باعتمادهم بناء على توجيه رئيس الوزراء فإن ذلك يعني تنفيذ القرار، وقال شمسان إنه لن تتم أي عملية توظيف بدون خطة عن الأيدي العاملة والاحتياجات المطلوبة.
وأصر جدبان على أن الخدمة المدنية قد وافقت على التوظيف، لكن النائب المستقل ناصر عرمان قال إن الوزير يتحمل المسؤولية، وليس لائقاً أن نتمسك برسالة من رئاسة الوزراء.
يواصل نواب المؤتمر تحاملهم على وزير الشؤون القانونية الدكتور محمد المخلافي بعد أن أقروا التحقيق معه خلال جلسة سابقة عقب طعنه في شرعية القرارات التي اتُخذت في جلسات غابت عن حضورها كتل المشترك.
وقال الراعي إن المجلس سيبدأ في إجراءات سحب الثقة عن الوزير، وابتسم قائلا «عليّ وعلى أعدائي يارب».
كما هاجم نواب المؤتمر حزب التجمع اليمني للإصلاح، وزعم النائب المؤتمري سنان العجي إن فوارق النفط وعائدته تذهب لجمعيات إصلاحية، فأوقف الراعي الحديث عنه وقال له «لا أقبل هذا الحديث من عضو داخل المجلس».
ولا تمر جلسة من جلسات المجلس دون طرفة للراعي يطلقها بلهجته الدارجة، فحين كان يتمتم سنان العجي بكلمات ضد الإصلاح والحكومة، قال له الراعي «ياسنان.. اصطبحت قرّيح (ألعاب نارية) أو إيش».
ويغادر أعضاء كثر قاعة البرلمان بعد توقيعهم على الحضور، وخاطب الراعي أحد الأعضاء أثناء خروجه من جلسة الأمس «جيت تشتري خضرة (خضروات) وتروح؟».
صوت الأعضاء في الجلسة التي حضرها وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس على اتفاقية المشاركة النفطية بين اليمن وشركات أجنبية في القطاع (86) منطقة جنوب العقلة بمحافظة شبوة.
والتزم الوزير بتنفيذ توصيات تقدم بها الأعضاء حول الاتفاقية تتعلق بجوانب التدريب والتأهيل.