تتكرر بشكل شبه يومي حوادث إطلاق النار بالعاصمة اليمنية صنعاء في أوقات مختلفة من الليل دون أن توضح وزارة الداخلية أسباب تلك الحوادث التي غالباً ما تكون وراءها خلافات حول اراضٍ أو ثارات. وثقافة حمل السلاح متأصلة في اليمن. وفضلا عن حمل الخناجر (الجنابي) في أحزمة حول الخصر فانه ليس غريبا على الرجال اليمنيين حمل البنادق الكلاشنيكوف وبنادق الصيد والمسدسات. وتقول إحصائيات غير رسمية إن نحو عشرة ملايين قطعة سلاح يمتلكها اليمنيون بينما تذكر أخرى إن قطع السلاح تصل إلى ستين مليوناً.
ويقول سكان في عدة مناطق بصنعاء إنهم سمعوا حوادث إطلاق نار في أحياء قريبة منهم خلال الأسبوع الماضي، وكانت معظمها بعد صلاة الفجر، حيث الوقت الذي يخلد فيه الكثير إلى النوم.
وقال أحد سكان منطقة سعوان إنه سمع أكثر من مرة أصوات إطلاق نار قريبة من حيه في وقت مبكر من الصباح لكنه لم يخرج للبحث عن أسباب الاشتباكات خشية التعرض لإطلاق النار.
وقال شاهد آخر إنه سمع أصوات اشتباكات بين مسلحين بجوار المعسكر السابق للفرقة الأولى مدرع في وقت مبكر من الصباح، وفي اليوم التالي تقصى الأمر فوجد أن الأمر بسبب خلاف على قطعة أرض.
وأضاف ان مسلحين قبليين ما يزالون يتمركون حتى اليوم في الأرض الواقعة بجوار مبنى وزارة الإعلام.
إلى ذلك، قال أحد سكان حي «الأعناب» بشارع الستين إن اشتباكات عنيفة وقعت فجر يوم السبت في الحي بين مسلحين قبليين وقوات الأمن.
وأضاف الشاهد الذي تعرض منزله لأضرار جراء المواجهات، إن الاشتباكات اندلعت عندما حاصرت قوات الشرطة بيت شخص يدعى «ناجي العليي» بسبب قيام الأخير بقتل شخص من عائلة «مرح» وإصابة شرطي.
وأضاف ان إطلاق النار استمر منذ وقت السحور حتى الصباح باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة ما بث الهلع في نفوس السكان المدنيين والنساء والأطفال.
وأشار الشاهد إلى ان الاشتباكات أدت إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين، وان العليي استسلم بعد وصول تعزيزات أمنية إلى المكان.
وتابع متحدثاً ل«المصدر أونلاين» «ما حزنت عليه هو حالة الهلع والخوف الذي أصاب حي الاعناب، ولا اخفي عليكم ان اولادي من اكثر من تم اخافتهم من شدة اطلاق النار الذي تم اليوم (أمس) بمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة مع اصابة منزلي بأكثر من طلقه وتضرر جزء من المنزل نتيجة قرب منزلي من منزل المتحصن والمقاوم بمنزله ولكن نقول الحمد لله على السلامة».
وإلى جانب حوادث إطلاق الرصاص الحي، تزدهر خلال شهر رمضان استخدام المفرقعات مع دخول أنواع ذات أصوات كبيرة تشبه أصوات القنابل، إلى الأسواق، بينما تقول وزارة الداخلية إنها تبذل جهوداً لوضع حد لتهريب مثل هذه المفرقعات.