كلما أتذكر ماكان لدينا بالأمس القريب استبشع ما آلت إليه الأمور بفعل نظام بائس لم يدرك معنى القوة والمنعة ، واستبدل الأعلى بما هو أدنى ، وما زال يحث الخطى نحو المزيد من تدمير القوة والمنعة ، وتقديم صورة كئيبة عن البلاد والعباد، وكأننا مجبولون على الفقر والتخلف والبؤس!، وسأسجل في هذه الخواطر الرمضانية اليومية بعض المعلومات التي تضعنا مباشرة في مقارنة منطقية مع ما كان متوفرا لدينا ، وما نحن الآن بحاجة إليه ، وسأبدأ بصناعة النقل الجوي ، ومن عدن تحديدا ، حيث بدأت هذه الصناعة في خمسينيات القرن المنصرم، لتكون أول صناعة للطيران في عموم الجزيرة العربية ، من خلال الناقلة الكولونيالية Aden airways التي تكونت حينها من طائرات هوكر هانتر البريطانية، وكان اليمنيون حاضرون ومساهمون في أساس خدماتها الجوية الحيوية . تالياً وفي ستينات القرن العشرين المنصرم تشكلت شركة الإخوان للطيران ( باسكو) من مصفوفة طائرات دي سي 6 و دي سي 3 التي كانت في حينها سيدة الأجواء العالمية ، وقد امتلكت الشركة 6 طائرات دي سي 3 وطائرتي دي سي 6 ،حيث شملت حركة تلك الطائرات مطارات عدن والريان وعتق وبيحان والغيضة وسقطرة وسيئون في اليمن الجنوبي سابقا ، فيما شملت مقديشو وهرجيسا وجيبوتي وأديس في شرق افريقيا ، وبطبيعة الحال طارت تلك الطائرات إلى عموم المطارات الرئيسية في شمال اليمن انذاك ومصر وسوريا ولبنان والأردن والسودان، وظلت تلك الخدمة بذات الزخم بعد تحويل مسمى الشركة إلى طيران اليمن الديمقراطية ( أليمدا) ، وسنتحدث غداً عن اليمدا لنعرف ما فعلناه بأنفسنا. نقلاً عن صحيفة الجمهورية