قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم تعليق تزويد مصر بمعدات قد تستخدم في عمليات القمع الداخلي بعد مجازر ارتكبتها القوات المصرية بحق المحتجين المؤيدين للديمقراطية والرافضين للانقلاب العسكري الذي قام به الجيش ضد الرئيس محمد مرسي الذي صعد إلى الحكم عبر أول انتخابات رئاسية حرة في البلاد. وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون في مؤتمر صحفي ببروكسل عقب اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد، إنه ترك لكل دولة تفسير قرار وقف تصدير المعدات إلى مصر وفقا لمصالحها.
كما قالت آشتون إن دول الاتحاد الأوروبي ستعمل على إعادة النظر في المساعدة الأمنية لمصر.
وأدان الاتحاد استهداف الكنائس وقتل رجال الشرطة في رفح مبديا الاستعداد للعمل مع كافة الأطراف في مصر لإطلاق حوار يشمل الجميع.
وقالت آشتون إن دول الاتحاد الأوروبي تريد مواصلة دعم الشعب المصري ولاسيما "الجماعات المعرضة للخطر في مصر".
في هذه الأثناء تواصلت اليوم المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري في عدة محافظات ضمن ما أطلق عليه تحالف دعم الشرعية "أسبوع رحيل الانقلاب".
إلى ذلك، دعت منظمة العفو الدولية الولاياتالمتحدة إلى وقف تقديم الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها قوات الأمن المصرية لارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. كما دعت المنظمة جميع الدول إلى تعليق بيع الأسلحة لمصر.
وأضافت المنظمة في بيان لها أن مصر تلقت خلال الأعوام القليلة الماضية إمدادات من الأسلحة التقليدية تصل قيمتها لعشرات ملايين الدولارات من قبل المصدرين، وهي من نوعيات استخدمت أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في ال14 من أغسطس/آب الجاري.
وعددت المنظمة أهم الدول التي تصدر الأسلحة لمصر وهي جمهورية التشيك والصين وقبرص وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولاياتالمتحدة وتركيا.
وطالبت منظمة العفو بتجميد عمليات تسليم الأسلحة لمصر حتى إجراء تحقيقات كاملة وسريعة ونزيهة في أعمال العنف الأخيرة وأحداث عنف مماثلة جرت خلال الأعوام الماضية، وإعلان نتائجها.
وتساءلت المنظمة كيف يمكن أن تستمر أي دولة في تسليم مصر معدات تستخدم في تفريق المظاهرات مع معرفتها جيدا لسجل الشرطة المصرية.
فقد خرجت بعد صلاة عصر يوم الأربعاء مسيرات في حلوان قرب القاهرة والمنيا وبني سويف، ونظمت وقفات في بورسعيد ومحافظات أخرى. وينتظر أن تخرج يوم الجمعة مظاهرات مناهضة للانقلاب في مختلف أنحاء مصر، وقد دعا التحالف إلى حشد كبير في مصر في الثلاثين من هذا الشهر ضمن "جمعة غضب" جديدة.
وكانت جمعة الغضب التي دعا إليها تحالف دعم الشرعية عقب الاقتحام الدامي لميداني رابعة والنهضة قد شهدت مقتل مئات المتظاهرين برصاص الأمن والجيش. ولوح تحالف دعم الشرعية أمس بتصعيد الاحتجاجات حتى سقوط الانقلاب، وقال إن التصعيد يشمل مقاطعة وسائل إعلام وشركات تدعم وتمول الانقلاب. وكسر المتظاهرون في الأيام القليلة الماضية حظر التجوال الذي فرضته السلطات في عدة محافظات من السابعة مساء إلى السادسة صباحا.