رد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ الأراضي اليمنية مقراً له على الرئيس عبدربه منصور هادي، واصفاً إياه بأنه «تاجر حرب ويكذب». ونشر تنظيم القاعدة رده بعنوان «بيان في الرد على خطاب عبد ربه هادي في كلية الشرطة» في إشارة إلى خطاب للرئيس هادي أمام طلاب كلية الشرطة بصنعاء الخميس الماضي وعرض فيه جانباً من الحرب اليمنية الأمريكية المشتركة على «القاعدة» وبعضاً من عمليات التنظيم التي أحبطت مؤخرا.
ونفى بيان القاعدة صحة ما ذكره الرئيس هادي من أن عناصر التنظيم كانوا ينوون تفجير منشآت نفطية في حضرموت بواسطة شاحنة ملغومة قبل أن تقصفها طائرة أمريكية بدون طيار. وقال «أورد هادي (..) زاعماً أن المجاهدين كانوا ينوون تفجير شاحنات مفخخة ضد المنشآت النفطية في البلاد، ونخن ننفي صحة ما ذكره ونعده محاولة لتبرير ممارسات الأمريكان الإجرامية، ونؤكد هنا حرصنا التام واحتياطنا المستمر أثناء مسيرتنا الجهادية ومحافظتنا على دماء المسلمين».
وأشارت «القاعدة» إلى جماعة الحوثيين المسلحة في صعدة، قائلة إن على هادي أن يطالبها بنزع سلاحها وذلك رداً على قوله إنه لا حوار مع أعضاء القاعدة إلا في حال وضعوا السلاح.
وأضاف البيان «سلاحنا ليس إلا للدفاع عن المظلومين من المسلمين في كل بقاع الأرض ونعوذ بالله أن يوجه إلى إخواننا المسلمين أو أن نستبيح دماً حراماً، وإنما المقارنة هنا مع جماعة الحوثي من باب المجاراة في الحوار والنقاش لنبين حقيقة المغالطة التي يحاول هادي أن يروج لها».
وتسبب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بإغلاق نحو 17 سفارة وقنصلية غربية في دول الشرق الأوسط قبل أكثر من ثلاثة أسابيع بعدما ذكرت الولاياتالمتحدة أنها اعترضت محادثة هاتفية بين زعيم التنظيم أيمن الظواهري وناصر الوحيشي زعيم التنظيم في جزيرة العرب، وتوعد فيها الأخير بهجمات موسعة.
وذكر «القاعدة» محطات في سجل الرئيس هادي العسكري منذ كان مجنداً في الجيش العربي في جنوب اليمن. وقال إن سيرته العسكرية تثبت أنه «تاجر حرب قد احترف هذه المهنة وخبرها عبر عشرات السنين التي قضاها في السلك العسكري قائداً ومديراً لفصول الحروب». حسب وصفه.
وهذا أقوى هجوم يشنه تنظيم القاعدة على هادي منذ صعد إلى الحكم في 2012 خلفاً للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وذكرت «القاعدة» باتفاق هدنة، كشفت في وقت سابق من هذا العام أن الحكومة كادت توقع عليه لكنها تراجعت في آخر المطاف.
وقال البيان «عدم التوقيع على الهدنة كان من قبل الدولة» محملاً الدولة المسؤولية عما يحدث من «انتهاك لحرمات المسلمين وسفك للدماء بين القوات المسلحة والأمن وتنظيم القاعدة، والسماح للطيران الأمريكي بانتهاك الأجواء اليمنية واستباحة دماء المسلمين». حسب قوله.
واستطرد التنظيم الذي يصنف على أنه أخطر أجنحة القاعدة في العالم «أما نحن فإننا نؤكد على رغبتنا التامة في إتاحة الفرصة للعلماء الصادقين ليمارسوا دورهم المطلوب في إصلاح أوضاع البلد وانتشاله من الأزمات المتراكبة التي تسببت بها الحكومات المتعاقبة».