انطلقت صباح اليوم الأربعاء فعاليات مؤتمر اليسار للعدالة الاجتماعية على مدى يومين في العاصمة اليمنية صنعاء بمشاركة 150 من ممثلي الأحزاب السياسية والقومية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني من مختلف المدن. وقالت رئيسة منظمة الشباب التقدمي بشرى المقطري في الجلسة الافتتاحية إن مؤتمر اليسار لن يكون حائط مبكى أو للتشفي أو الانتقاص من التجربة اليسارية.
وأضافت «مجموعة من الشباب الذين عاشوا أحلام الثورة واخفاقاتها، ولمسوا كل التحولات التي طرأت وآمنوا بأن تحقيق الدولة المدنية وقيم العدالة والمساواة يبدأ من نقطة تعافي اليسار، وتكريس مبدأ العدالة في وطن ليس فيها لا شيخ ولا سيد ، لا راعي ولا رعية».
وتابعت «من المهم الاعتراف بأخطائنا وهشاشتنا، ولنبدأ من الآن نحو آفاق جديدة لليسار، فاليسار بين واليمين بين وبينهما حلم يجب أن يتحقق ووطن نحتاج ان يُبنى».
وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان في ورقته المقدمة إن على اليسار إعادة بناء مفهومه لسلوك الطبقات الاجتماعية بالصورة التي تحقق انسجاما مع متطلبات نضاله السياسي في مجتمع بهذه الدرجة من التشوة والتعقيد.
وأكد الدكتور ياسين بأنه قد ولى الزمن الذي كانت فيه النظرية المسنودة بقوة السلطة المحتكرة هي الوسيلة لتحقيق الاهداف الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف «العدالة الإجتماعية لا تعني بأي حال رعاية الفقراء وإنما تعني في الأساس اجتثاث الفقر والقضاء عليه».
وقال إن اليسار قدم تضحيات كبيرة لوضع اليمن شماله وجنوبه على طريق التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
من جانبها، قالت سارة جمال في ورقتها المقدمة للمؤتمر حول حقوق المرأة اليسارية، ان النساء تواجه عنفاً مركباً من المجتمع ويجعل مشاركتهن في اي مظاهر النضال تحدياً ومفترق طرق في اتجاه اي تغيير اجتماعي.
واضافت جمال «أصبحت النساء أمام معركتين في اطار اي نضال شعبي اولهما الانخراط في النظال الشعبي الجمعي مع باقي فئات الشعب من أجل عدالة اجتماعية حقيقية والثانية مواجهة القمع الذي تمارسة السلطة الذكورية من داخل الفئات المناضلة بحيث تمنع النساء في مجتمعاتهن من النضال جنبا الى جنب مع الرجال».
وتحدث استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور فؤاد الصلاحي في ورقته للمؤتمر عن انفصام في الشخصية السياسية داخل الاحزاب حين تتحدث عن الشباب واشراكهم في الحياة السياسية «في حين انهم غائبون عن الهياكل القيادية لهذه الاحزاب».
ومن المقرر غداً الخميس توزيع المشاركين في المؤتمر على خمس مجموعات عمل، هي: «فرص وتحديات قوى اليسار خلال المرحلة القادمة، والعدالة الاجتماعية من الهامش إلى المركز، رؤية مشتركة لعمل اليسار اليمني في المرحلة القادمة وفرص نجاحها، والوصول الي الفئات والشرائح الاجتماعية المسحوقة».