في غضون أيام قليلة سيتم توجيه ضربة عسكرية لقوات بشار الأسد، هذا ما قالته القوى الغربية للمعارضة السورية. وكما بات معلن، فإن هدف الضربة العسكرية الوشيكة ضد نظام بشار الأسد هي تأديبه وحسب، فقد استبعدت الولاياتالمتحدةالأمريكية القيام بأي عمل عسكري يكون من نتائجه الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة. لقد أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني وبصراحة غير معهودة: "الخيارات التي نبحثها لا تتعلق بتغيير النظام". وهو الموقف ذاته الذي اتخذته بريطانيا، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للصحفيين "الأمر لا يتعلق بالتورط في حرب في الشرق الأوسط أو تغيير موقفنا في سوريا أو الإيغال في ذلك الصراع. إنه يتعلق بالأسلحة الكيماوية. استخدامها خطأ والعالم يجب ألا يقف مكتوف اليدين".
تشير أغلب التحليلات في وسائل الإعلام الغربية إلى أن المسألة تتلخص في إضعاف بشار الأسد وليس إسقاطه، ووفقاً لوكالة رويترز فإن الغاية من توجيه الضربة هي تلقين بشار الأسد وإيران درساً في عواقب تحدي الغرب لا تغيير دفة الحرب الأهلية، إذ لا تبدو واشنطن متحمسة لتقويض نظام الأسد قبل العثور على البديل المناسب وهو الأمر الذي لم يتحقق بعد. وإلى أن يحصل ذلك، يعبر مسؤولون غربيون عن خشيتهم من أن يعتقد نظام الأسد أن بمقدوره استخدام الأسلحة الكيماوية دون أن يتعرض لعقاب. مرة أخرى لا يتعلق الأمر بالخوف من سقوط ضحايا جدد، ولكن ثمة خشية من سقوط هيبة الغرب الذي تعهد بعدم السماح باستخدام أسلحة محرمة دولياً على هذا النحو المريع الذي حدث في الغوطة.
في هذه اللحظة المهمة من تاريخ الصراع في سوريا، بدا وليد المعلم وزير خارجية نظام الأسد مسؤولاً عربياً بامتياز، فقد مارس جميع أشكال الابتزاز بعبارة واحدة: "أي عدوان على دمشق سيخدم إسرائيل وجبهة النصرة". حسناً لم يعد هناك من يصدق هذه الخرافات، هذه الأنظمة التي يدافع عنها المعلم أسوأ من الاحتلال.
حتى لو كان هذا لا يعجب وليد المعلم، نحن على موعد مع ضربات محدودة كما يقول الأمريكيون، لكن من قال إن النتائج التي ستفسر عنها هذه الضربات ستكون محدودة، أعتقد إننا أمام نظام يترنح، وسوف يزداد ترنحاً بعد الضربات، بشار الأسد لن يقاوم كثيراً، فالطغاة يرون يوم سقوطهم أكثر من الذين يسعون لذلك.