ما يزال الغموض يلف أنباء وفاة طفلة يمنية في الثامنة من عمرها قالت مصادر محلية إنها مؤكدة بينما نفت الشرطة المحلية في مديرية حرض بمحافظة حجة شمال البلاد وقوعها. وتحيي هذه الحادثة الجدل الدائر بشأن قضية زواج الأطفال، حيث يطالب ناشطون بتشريع يحدد سن الزواج لتجنب الوقوع في حوادث تزويج صغيرات.
وقالت مصادر ل«المصدر أونلاين» إن طفلة يمنية توفيت قبل نحو أسبوعين بعد تزويجها برجل في الأربعينيات من العمر في منطقة حدودية مع السعودية.
وأضافت ان الطفلة «روان محمد عبده أبكر هتان» توفيت في حرض بعد يومين من تزويجها بالرجل، متأثرة بجروح وتمزق في الرحم والأعضاء التناسلية بعد عملية جنسي قام بها الزوج الذي ينتمي لقبيلة «هتان» لكنه يحمل الجنسية السعودية.
وأشارت المصادر إلى ان الطفلة أصيبت بتمزق ونزيف وأسعفت إلى المستشفى لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك، قبل نحو أسبوعين. وألقي القبض على الزوج، والأم وزوجها، والأمين الشرعي الذي أبرم عقد الزواج، بعد وقوع الحادثة بحسب المصادر المحلية.
لكن مدير الشرطة في حرض العقيد محمد أحمد نجد قال في تصريح مكتوب ل«المصدر أونلاين» إنه لم يصل إليهم أي بلاغ حول الحادثة، وانهم علموا بالخبر عبر «الشائعات» التي تناقلها بعض السكان.
وأضاف «تم البحث والتحري عن صحة الخبر وتم التعرف على الاسم روان محمد عبده أبكر هتان والتي يسكن والدها في ميدي ونقل مؤخراً إلى حرض، والذي تم استدعائه وأنكر حدوث الواقعة جملة وتفصيلاً وانه ليس لها أساس من الصحة وأوصل معه طفلة يفيد أنها ابنته روان، وتم تصويرهم فوتوغرافياً بعد أخذ أقواله».
وتابع مدير الشرطة في حرض «لم يصل إلينا إلى حد الآن ما يؤكد صحة الواقعة من مُبلغ أو شاهد أي بلاغ من أي مستشفى بوصول الحالة إليه، ولا زال البحث والتحري مستمر عن صحة الواقعة من عدمه».
لكن أحد السكان من جيران الطفلة روان قالوا ل«المصدر أونلاين» إن والدها توفي قبل فترة، وان أمها تزوجت رجلاً آخراً بعد وفاة زوجها، وانهما أقدما على تزويج روان بالرجل الأربعيني قبل أن يأخذها الأخير إلى أحد فنادق بلدة حرض.
وذكرت مصادر قبل أسبوع ان محاولات حثيثة تجري للتستر على الجريمة، وان مبالغ مالية تصل إلى عشرة آلاف ريال سعودي (نحو 570 ألف ريال يمني) من أجل إطلاق سراح «الزوج» وحجز ملف القضية في البحث الجنائي وعدم إحالتها إلى النيابة.
وقال مصدر في النيابة ل«المصدر أونلاين» انه سمع بوقوع الحادثة، لكن ملفها لم يصل إليهم.
إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن الناشطة أروى عثمان رئيسة فريق الحقوق والحريات في مؤتمر الحوار الوطني تأكيد وقوع الحادثة، مضيفة انه في ليلة الزفاف وبعد دخول زوجها بها تعرضت روان لنزيف داخلي وتمزق حاد في الرحم مما ادى الى وفاتها. وكان قد تم نقلها الى المستشفى لكن الاطباء لم يفلحوا في انقاذ حياتها.
ونسبت الوكالة إلى اثنين من السكان تأكيدهما وقوع الحادثة، وقالا ان شيوخ القبائل حاولوا التستر عليه لدى تسرب انبائه وحذروا الصحفيين المحليين من نشره.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش ذكرت قبل عامين نقلاً عن بيانات للأمم المتحدة والحكومة ان نحو 14 في المئة من الفتيات اليمنيات يتزوجن في سن أقل من 15 عاماً وان 52 في المئة يتزوجن وعمرهن 18 عاماً. وأضافت المنظمة ان عددا كبيرا من الفتيات اليمنيات يحرمن من الذهاب الى المدارس فور بلوغهن.