نفى عبد الملك عبد الله قاسم – أحد مشائخ الجعاشن – التهم التي وجهها المقيمون في مخيم جعاشن 3 للشيخ محمد أحمد منصور والذين نزحوا إلى صنعاء منذ أكثر من شهر، وقال إن هؤلاء ليسو من مديرية ذي السفال. وأضاف قاسم -الذي يدافع عن الشيخ محمد أحمد منصور بحماس ويعتبره أحد الثوابت الوطنية التي لا يجوز المساس بها- في حديث أدلى به ل"المصدر أونلاين": "البعض من المتواجدين في المخيم فارين عن وجه العدالة، وعدد الفارين من وجه العدالة خمسة أشخاص في قضية إطلاق النار على المواطنة بدرية سعد علي عبد الله".
كان عبدالملك عبدالله الذي زار مقر الصحيفة يومي السبت والأحد الماضيين يتواصل مع الشيخ المنصور باستمرار ولا ينسى أن يبدأ مكالماته معه ب"سيدي" بلهجة توحي بالإجلال وتؤكد بأنه أحد أعوانه المقربين وواحد من أهم الرجال الذين يعتمد عليهم الشيخ لإدارة شؤون المنطقة.
"هل الشعر للوحدة ميدان للجلد كما وصفتموه بالجلاد!" كان يعاتب رئيس التحرير على ما ورد في عنوان العدد الفائت في وصف تعامل الشيخ مع مواطنيه، ويؤكد أن الشيخ أحن على رعيته من أمهاتهم، وكل ما في الأمر أن المعارضة وخصوصاً الإصلاحيين يكرهون الشيخ ويحقدون عليه كقامة وطنية رفيعة ويفتعلون كل هذه الضجة بهدف تشويه سمعته.
ويعتقد عبد الملك أن نزوح كل هذه المجاميع وبقاءهم في مخيم في العاصمة صنعاء سلوك مشين يسيء إلى كل أبناء منطقة الجعاشن. ويضيف: "قد أصبحنا نستحي أن نقول أننا من مديرية الجعاشن بسبب هؤلاء الذين أغلبهم ليسوا من الجعاشن وإنما هم مدفوعين من قبل حزب الإصلاح لوجود خلافات انتخابية بين حزب الإصلاح وبين الشيخ محمد أحمد منصور وهم يريدون فقط تشويه صورته أمام الناس , وأمام المنظمات والسفارات الموجودة، وكذا أمام النظام".
ويعود مراراً للتأكيد على أن العلة ليست في الشيخ المنصور وطريقة تعامله مع رعيته وإنما العلة في الإصلاحيين الذين "يريدون أن يكونوا هم المسيطرين بالرغم أنهم لا يستطيعون أن يحكموا مزرعة دجاج، وهم الآن هدفهم تشويه منطقة الجعاشن لكي ينتبه الناس لهذه المشكلة بينما هم يقومون بإدخال الصوماليين والأثيوبيين إلى اليمن ليحدثوا فلتان أمني ويحققوا ما يطمحوا إليه" على حد تعبيره.
وبصريح العبارة يحمل الإصلاح بدرجة أولى والاشتراكي بدرجة ثانية مسؤولية ما يحدث في الجعاشن، ويتساءل: "إذا كان هؤلاء الموجودون في المخيم من الجعاشن فلماذا لا يأتون إلى مركز المديرية ويشتكون؟ وإذا كانوا يقولون أن مركز المديرية لا ينصفهم لماذا لا يذهبون إلى المحافظة فنحن لدينا قضاء ولدينا أمن , فنحن في اليمن ولسنا في الصومال؟".
واعتبر الحديث عن تسليم الزكاة للشيخ مجرد كذب، مؤكدا أنهم يسلمونها سنوياً إلى إدارة الواجبات بمديرية ذي السفال ويستلموا سندات بذلك.
ويدافع عن الشيخ نافياً أن يكون قد اعتدى على أحد ولم يدفع أحداً للاعتداء على الهيثمي ولكن أسرة الهيثمي تحب التهريج بالكلام. وعن رواية الهيثمي التي أوردها في العدد الماضي عن تعرضه لحادث صدام مدبر من قبل الشيخ منصور يضحك عبد الملك ويردف ضحكته بالقول: "هولا هم عندنا من أسرة مشهورة بالخريط"، ويواصل: "فكيف تصدقوا لواحد يقول أنه التقى بالرئيس وتكلم معه, فهل يعقل ان الرئيس سيلتقي بشخص مثل هذا، وإذا كانوا يستطيعون إثبات ذلك فيرفعوا قضية جنائية، فهناك قضاء ومراكز شرطة".
وبالإضافة الى اتهامه الإصلاح والإشتراكي بتحمل مسؤولية ما يحدث في الجعاشن، اتهم الشيخ عبد الملك -وهو واحد من أهم معاوني الشيخ ويتواصل مع الصحافة بحماس للدفاع عنه- اتهم أيضا الحراك الجنوبي الذي قال إنهم وراء ما يحدث في الجعاشن ابتداء من أيام الجبهة وحتى الآن، وقد نشرت وثائق بأن هناك أشخاص يتبعون طارق الفضلي مساهمين فيما يحدث".
وقال إن الشيخ محمد منصور مرت عليه أئمة ورؤساء وهو ذلك الشيخ الذي لم يتغير، وإن أغلب الأراضي هي ملك للشيخ، وقانون الملكية كفل له الاحتفاظ بحقه من الأموال التي يمكلها سواء قبل الوحدة أو بعد الوحدة، وإن هؤلاء الذين يقولون أن الشيخ أخذ أراضيهم يكذبون، وإذا كانوا صادقين فعليهم ان يتقدموا للقضاء ويثبتوا حقوقهم".
يبدو في حديثه مؤمناً بمؤسسات السلطة المحلية وبالقضاء، وختام كل فقرة من حديثه يتساءل: لماذا لم يذهبوا للقضاء؟ ويعتبر عدم قدرة القضاء في الجعاشن أو في إب على إنصافهم نوع من المغالطة، وتقدم إلى الصحافة بمقترح يبدو وجيهاً لو وافق عليه الشيخ منصور: "نطلب من الصحف أن تكون فريق يقوم بتقصي الحقائق، وأن تنزل إلى أرض الواقع ونحن مستعدين لتوفير لها كافة التسهيلات, بدون نشرها أخبار وتقارير كاذبة".
ويضيف "وإذا استمرت الصحف في نشرها تلك الأكاذيب بدون أدلة وحقائق فنحن نطالب بتحريمها وتوقيفها لأنها تقول الكذب في أحد المناضلين الثوار مثل الشيخ محمد أحمد منصور وفي أسرة ناضلت في الثورة وهي أسرة أدبية وسياسية حكيمة, وكان له دور في الوحدة, ودور في بناء الوطن، فقد ساهم في إيصال المشاريع والخدمات والطرق إلى المديرية, وكان يقدم في أغلب الأوقات أموالاً من جيبه, ومنطقتنا أفضل من بقية المناطق, ويتلقى هموم أبناء مديريته فلا يجب أن يتلقى الإساءة"، معتبراً أنه لا ينكر ما قام به الشيخ محمد منصور وما يقوم به للمديرية إلا جاحد.
يتحدث عبد الملك عن ثأر قديم بين الشيخ منصور والمحامي محمد علاو رئيس منظمة هود الذي قال إن "بينه وبين الشيخ خلافات شخصية فكان هناك شخص يقرب لعلاو يقوم بابتزاز الناس ووقف الشيخ بجوار المواطنين، وهذا السبب الرئيسي لتحريض علاو للناس ضد الشيخ"، وطالب علاو أن يلتزم بالقوانين التي منحت المنظمات الحقوقية الحق في العمل، وقال إن ما يقوم به علاو بحق الشيخ انتهاك لحقوق الإنسان.
وطالب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والنواب والشورى والقضاء بمحاكمة من قال إنهم ينتحلون صفة الجعشنية "الذين يقولون أنهم من الجعاشن وشوهوا بصورة الجعاشن"، كما طالب برد اعتبار شيخ ذي السفال الشيخ محمد أحمد منصور ومنطقة الجعاشن.
وكان بصحبة عبد الملك قاسم شخص اسمه حمود محسن الكامل الذي قال بأن الإصلاح – هكذا جملة ولم يحدد أشخاص- أطلق النار عليه وعلى والده أثناء الانتخابات الرئاسية قبل الماضية, وأنه أصيب أثناء ذلك وتم حبس الذين أطلقوا النار عليه في محافظة إب لمدة ثلاثة أشهر وأطلق سراحهم. وزاد على ذلك أنهم مرة أخرى رموا عليه قنبلة وأصيب خلالها، وعلق: "الإصلاح هم الذين يقومون بمثل هذه المشاكل وليس الشيخ محمد".
آخر جاء به الشيخ عبد الملك ويدعى رضوان مهيوب أسعد قال إن 5 ممن هم في مخيم النازحين مطلوبون للعدالة وهم "أمين وأحمد قائد قاسم ناجي و طاهر وقاسم وعلي أحمد قائد قاسم ناجي" قاموا بإطلاق النار على والدته بهدف نهب بيتهم والسرقة, وقال إنهم أيضا مدفوعون من قبل الإصلاح.