كان أكرم يقلب صفحات جريدة "الثورة" كعادته كل يوم منذ أن وطئت قدماه صنعاء نازحاً من قريته، هرباً من بطش الشيخ وجبروته. أكرم الكامل، أحد النازحين من الجعاشن، يعلم يقيناً أن "الثورة" - الصحيفة الممولة من الخزينة العامة- لن تتطرق إلى قضية تهجيره ورفاقه من الجعاشن، لكنه كل يوم يقلبها دون يأس عله يجد فيها خبراً عن توجيه رئاسي بإنصافهم وإعادتهم إلى بيوتهم، ولو من باب إسقاط الحرج عن الأخ الرئيس الذي لجأوا إليه.
انتهى أكرم من تقليب الجريدة ووصل إلى الصفحة الأخيرة ليتبدل وجومه دهشة متزايدة وخرج عن صمته وتحديقه في صفحات الصحيفة ليتمتم بصوت مسموع، "هه! هذا صلعته تشبه صلعة شيخنا، لكن شيخنا ما يلبسش كرفته، والله أنه هوه هوه". كانت الصدمة قد جعلته يتأخر في قراءة مضمون النص الوارد بجوار الصورة، لكنه قرأ وأصيب بخيبة أمل. نادى على صاحبه الذي كان يجلس على المقعد المجاور لفرزة الجامعة- جولة تعز يحصي خطوات الطلبة وهم يسيرون باتجاه بوابة الجامعة: "يا محمد ما بش فايدة.. قضيتنا شكلها عاديه شتطول"، لم تكن بشارة خير يتلقاها محمد، لكنها إعلان بطول المحنة والتشرد "لمو يا أكرم؟ لا صبّحك انت دائما متشائم؟" اقترب أكرم من صاحبه تعلوه ابتسامه تطفح بالمرارة والشعور بالغبن "قد ذا الشيخ فعل للرئيس قصيدة، يعني دفع ضريبة تشريدنا"، وابتدأ يقرأ بنبرة مغتاضة.
لم يستطع مواصلة قراءة القصيدة - المعنونة ب "وليدم ناصر البلاد علي" -على الرغم أنها قصيرة، فبعد أن أكمل البيت الثالث من القصيدة "وحدويون في الحياة وفي الموت وعند النشور في الأكفان" صرخ في وجه صاحبه ومن كان قد تحلق حولهما من القاطنين في مخيم "جعاشن 3" أيش يعني.. ما وحدوي إلا هو وعياله؟ يقتلنا ويشردنا ويهرب من هذا كله بقصيدة! إنا لله وإنا إليه راجعون.". كان المشهد أكثر بؤساً مشهد رفاقه الذين لا يزالون متشبثين ببطانياتهم طمعاً في لحظات دفء في المخيم بجوار جامع الجامعة.
"ليش ما قد سووا لكم شي إلى الآن؟" بهذا السؤال حاولت التدخل في الأمر كمدخل لإنجاز تقرير صحفي جئت إلى هنا من أجله. لكن الرد كان كما هو متوقع "والله يا صاحبي ما قد عملوا لنا شي". قالها ماجد بعد أن عرفني فقد زرته إلى ذات المخيم في المرة السابقة، ومضى يوضح لي كيف أن الصمت الرسمي تجاه قضيتهم أقسى عليهم من موجات الصقيع التي صمدوا تحتها الأسابيع الماضية.
أكثر من 200 شخص، نساء ورجال وأطفال، يقبعون هنا في خيمتين أقامتهما لهم جمعية الإصلاح ووفرت لهم بعض الفرش والأغطية ليحتموا بها من برد الشتاء القارس الذي شهدته ولا زالت تشهده العاصمة صنعاء، وتقيهم حرارة الشمس التي تكويهم نهارا.
أطفال شردوا مع أسرهم، وآخرون حال هروبهم من قراهم بينهم وبين مدارسهم، فبينما يتوجه في الصباح الباكر الآلاف من أبناء العاصمة إلى مدارسهم لتأدية اختبارات نصف العام الدراسي، يقف أبناء الجعاشن داخل الخيمة ينظرون إلى أنفسهم متحسرين على عام دراسي فات ومستقبل يبدو أنه سيضيع وهم يناضلون للتحرر من ربقة استبداد الشيخ. "هود" تمنحهم شعوراً بالقوة كان النازحون، وبقدر تعبيرهم عن مرارة التشرد والشعور بالخذلان من الدولة ومن الرئيس شخصياً، كانوا يعبرون عن ارتياحهم للتكريم الذي لاقوه من منظمة هود إلى جانب دعمها لهم ومساندتها لهم مادياً ومعنوياً، يضيف أكرم: "الله يحفظ الأستاذ محمد ناجي علاو وزملاؤه في منظمة هود، وقفوا معنا موقف محترم، وبمساندتهم ومساندة الحقوقيين والصحافيين لنا نشعر بأننا أقوى من جبروت الشيخ وخذلان المسؤولين"، وقال إن التكريم الذي قدمته هود للنازحين يدفعهم للإصرار والاستمرار في المطالبة بحقوقنا والتمسك بها، وعدم الخوف مما قد يحدث لنا".
سعيد حمود ناجي كرمته هود في حفل أقامته لتكريم ضحايا الانتهاكات خلال 2009 لأنه كان له سابقة مع شيخ الجعاشن، غادر منطقته قبل أيام وأتى إلى صنعاء ليستلم جائزة هود لحقوق الإنسان كنموذج وقف في وجه ظلم الشيخ واستطاع بمساندة قانونية من "هود" أن ينتزع حقه ويحصل على أحكام قضائية أعادت له حقه، كما حصل زميله محمد الخولاني على جائزة مماثلة بالإضافة الى جائزة باسم نازحي الجعاشن تسلمها عنهم.
يروي لنا سعيد ما حدث له في عام 1997 حين سجن على ذمة عدة قضايا قال أن شيخ الجعاشن قد قام بكيدها له، حين كان ينتقد الأوضاع التي كانوا يمرون بها في تلك الأيام في قريتهم عبر الصحف، معتبراً بأن تلك الانتقادات كانت رسالة إلى الرئيس لعل وعسى أن يتفقد أحوالهم وينقذهم مما أسماه الظلم الكبير الذي عايشوه ولا زالوا يعايشوه.
محاولة قتل أحدهم، وسلب أموال آخر، والسطو على ممتلكات وأراضي شخص آخر، وغيرها من القضايا والتهم التي وجهت له في المحكمة،ليصدر الحكم بحبسه ثلاث سنوات كاملة ليأتي حكم الاستئناف ويأتي الشهود الذي قال بأنهم من شهدوا عليه في السابق بقيامه بتلك التهم، غير أنهم تراجعوا بعد ذلك واعترفوا بأنه تم تهديدهم من قبل الشيخ محمد منصور وأرغموا على قول ذلك.
وكانت الاعتصامات التي أقامها أهالي الجعاشن أحد وسائله التي شارك فيها ليشرح فيها معاناته وما تعرض له، ففي عام 2007 التزم مجلس النواب للمنظمات التي كانت تقف بجانب أهالي الجعاشن بتسوية مشكلتهم وإعادة حقوقهم، وهو ما تجسد ذلك بحد قول سعيد حين عاد برفقة 70 شخصاً ومعهم عضو مجلس النواب عبد الإله القاضي وتم تعويضهم بمبالغ من 200 ألف إلى 400 ألف كل بحدود ما تعرض له، والتزم حيالها الشيخ محمد منصور بعدم التعرض لهم.
يقول ومن ذلك الحين توقفت اعتداءات الشيخ، لكننا لم نستيقظ ذات يوم إلا على صرخات أهالي القرية المجاورة لنا وعلى أصوات المدافع والرشاشات التي أطلقت على منازل تلك القرية، وحين طلبت مني منظمة هود أن أحضر إلى صنعاء لأتسلم جائزتها وأكون ممثل أهالي الجعاشن حضرت إلى هنا وكرمتني هود، وبقيت هنا في هذا المخيم لأتضامن مع إخواني الذين سلبت كرامتهم وهدمت منازلهم وشردت أسرهم.
وعن التكريم الذي قامت به منظمة هود في يوم بصنعاء وكرمت فيه عدد من الشخصيات تسلم سعيد حمود ناجي جائزة هود لحقوق الإنسان ممثلاً عن نفسه وعن أهالي الجعاشن، ويقول " هذه الجائزة لا أعتبرها جائزة لي وإنما هي جائزة لكل مظلوم تشرد وظلم من قبل شيخ الجعاشن ولكل شخص انتهك عرضه وحياته ودمرت منازلهم في كل أرجاء اليمن.
" أصبحت لا أبالي، إن حدث لي ما حدث لهؤلاء وقد تعودنا على الظلم، ولن نهاب أي شخص في الدنيا مهما يكون". اختتم كلامه وهو يشير إلى جائزة هود التي قال بأنها أعطته دافعاً كبيراً لمقاومة الظلم، وشعوره في نفس الوقت بأن هناك من يدافع عن الحرية.
تحرروا فأمنوا من مشاكل الشيخ عبد الرحيم، من قرية الصفة بمديرية الجعاشن، إحدى القرى التي تحررت من جبروت شيخ الجعاشن وأمنت من السلب والنهب، يقول: "أصبحنا أكثر أمناً من السابق رغم أن الشيخ يحاول أن يثير مشاكل لكننا نقف صفاً واحداً لمقارعته ونوقفه عند حده".
ذهب أهالي القرية إلى صنعاء والتقوا بمنظمة هود وبعدد من منظمات المجتمع المدني وقاموا بالعديد من الاعتصامات والفعاليات، فنزلت معهم المنظمات إلى قريتهم إلا أن عساكر الشيخ اعترضت لهم وأعادتهم من حيث أتوا.
وفي مرة ثانية عادت المنظمات واستطاعوا الوصول إلى القرية، واستمعوا إلى قضايا المواطنين ورفعوا تلك المظالم إلى مجلس النواب، تدخل المجلس بعد ذلك وأصدر أمراً بمنع الشيخ محمد أحمد منصور من الدخول إلى هذه القرية وقرية أخرى، وتم تدمير السجون التي كانت موجودة فيها وتتبع الشيخ.
كان ذلك في عام 2008، هو العام الذي شعر فيه أهالي قرية الصفة بأنهم مواطنون ينتمون للجمهورية اليمنية، وأنهم أصبحوا في عداد المواطنين بحقوقهم وحريتهم التي سلبت على مدار السنوات السابقة، ورغم وجود بعض الأشخاص الذين يتعاملون مع شيخ الجعاشن غير أنهم لم يستطيعوا عمل شيء أو إعادة القرية لعهد سابقها.
يشكو أكرم من شحة المساعدات التي تعين النازحين على البقاء حتى ينتزعوا حقوقهم "الطعام والشراب المقدم لنا لا يكفي فقد أصبح عدد النازحين حوالي 200 شخص وكل يوم يزداد العدد باستقبال نازحين جدد"، وهناك بعضهم بحسب أكرم لم يستطيعوا الوصول إلى صنعاء وهم الآن في محافظة إب نظراً لعدم امتلاكهم المال الذي يعينهم على مواصلة السير.
التواطؤ الرسمي متهم بكسرعظام الهيثمي
زرناه إلى بيته، فمددت يدي لأصافحه فسلم علي بصعوبة، فقد كانت يداه الاثنتين مغطاة "بالجبس" بعد أن تعرض لحادث قال إنهم كانوا يريدون قتله وإيقافه عن الاستمرار في التضامن مع أهالي الجعاشن.
أحمد عبده الهيثمي يتجاوز عمره 70 عاماً أحد أبناء الجعاشن منطقة العنسيين بمحافظة إب، يتواجد أسبوعياً في ساحة الحرية ليتضامن مع أهالي قريته، بعد أن ترك بيته الذي يملكه في القرية واستقر به الحال ليسكن في بيته الآخر وسط العاصمة صنعاء.
ساحة الحرية وتضامنه مع اللاجئين بصنعاء كانت السبب الرئيسي حول ما تعرض له من حادث متعمد على حد قوله، يحدثنا عن تفاصيل الحادثة فيقول: " اتصل بي عمر مقبل الشعبي في أحد الأيام، وقال لي لماذا تذهب إلى منظمة هود وإلى ساحة الحرية أمام مجلس الوزراء ومخيم النازحين؟".
كانت تلك بداية التهديد التي تلقاها، حيث يشير إلى أنه اتصل به أشخاص آخرون في يوم الأحد والاثنين 17-18-1-2010 وقالوا له " اترك الظرفعة حقك بالإدارة المحلية وبمجلس الوزراء وبمنظمة هود"، مهددين له بالوقت نفسه بأن الشيخ " يسوي فيك بلاوي وممكن يقتلك".
أغلقوا التلفون في وجهه دون أن يعرف من هم، فكانوا يقولون له "نحن أصحابك".
في صباح الثلاثاء 19-1 يتجمع أهالي الجعاشن أمام رئاسة الوزراء، وقبل أن يغادر الهيثمي منزله باتجاه ساحة الحرية التقى به أحد العسكر وهو راكب فوق دراجة قائلاً له " أنت رايح الليلة ملح، أحسن لك لا تروح مجلس الوزراء ".
سأل الحاج الهيثمي ذلك الرجل عن الشخص الذي يريد قتله "من شيعمل بي هكذا؟" قال له "الجماعة يدوروا بعدك في صنعاء أكثر من 20 شخص، ومافيش داعي تروح أي مكان وهم يشتوا يوصلوا لك بأي وسيلة".
لم يبال بتلك التهديدات التي تعرض لها، وذهب الهيثمي إلى ساحة الحرية يرتدي ثوباً فقط، ليعلمهم بأنه لا يخاف من أحد على حد قوله، وقال إنه وجد في الساحة أتباع الشيخ منصور وهم يتظاهرون ضد منظمة هود، وكان من بينهم كما يقول، أولاد عضو المجلس المحلي عبده كرامي الذي يتهمه النازحون بأنه أحد أدوات الشيخ للبطش بالرعية وكان أغلبهم يحملون المسدسات.
مساء ذلك اليوم، لم يكن يعلم الحاج أحمد الهيثمي أنه سيكون معرضاً للخطر بمجرد خروجه لإحضار طعام العشاء من خارج المنزل، فقد غادر باتجاه بوابة الشرطة العسكرية إلى حيث يتواجد أصدقاؤه من حراس البوابة لإحضار "الكدم"، غير أنه حين مر من أحد الشوارع قبل الوصول إلى الشرطة العسكرية وجد ما كان يخشاه.
بسرعة جنونية يأتي من خلفه أحدهم راكباً على دراجة نارية ويصدمه حتى يسقط في الجهة المقابلة للجهة التي كان يمشي بها، ويفر حينها سائق الدراجة النارية، دون أن يعرف الهيثمي ذلك السائق.
ويتحدث الهيثمي عن ما حدث له بعد ذلك " قمت وأنا لا أشعر بشيء، وذهبت إلى بوابة الشرطة العسكرية وأخذت " الكدم " وعدت إلى المنزل، وبعد أن تعشيت بدأت أشعر بألم شديد في يدي الاثنتين وفي جسمي، وجلست على تلك الحالة إلى صباح اليوم التالي".
غادر المنزل باتجاه مستشفى الملك بطريق المطار، وفي المستشفى أظهرت الكشافات بأنه قد تعرض لعدة أكسار في يديه الاثنتين، ورفض أن يعمل عملية في ذلك المستشفى ليتوجه بعدها إلى التجبير الطبيعي في محافظة إب، ويعود بعدها إلى صنعاء.
يدخل طه، أحد أبناء الهيثمي، في الحديث فيشير إلى أنهم ذهبوا بعد ذلك إلى قسم " هبرة " وقاموا بتحرير تلك الواقعة وأخبروا مدير القسم بالمتهمين الرئيسيين في تلك الحادثة.
وقد اتهم الهيثمي اثنين من أعوان الشيخ بمحاولة قتل أبيه، فقال: "حادثة الاعتداء هدفها قتل أبي، وتخويف الآخرين من أبناء الجعاشن النازحين بأنهم إذا استمروا في ذلك فسيكون ذلك مصيرهم".
يقاطع الأب الحديث معتبراً بأن الدولة لا مكان لها في الجعاشن، وأن المحاكم في اليمن أصبحت مهزلة فهي تحكم للقوي على الضعيف، فعسكر الدولة يعودوا من الطريق بعد أن يتقطع لهم عساكر الشيخ ويطردونهم، ففي أحد المرات حدث ذلك مع الهيثمي حين قال للشيخ "هؤلاء عسكر الدولة والحكومة ما يصلحش تسوي هكذا معاهم"، فرد عليه " آبو حكومة؟ أين الحكومة يا ملعون يابن الملعون!"، منكراً وجود حكومة.
ويحكي القصة الأخيرة لحادثة الجعاشن، حين أقامت منظمة هود مسيرة من شارع الزبيري حتى أمام بوابة الإدارة المحلية، والتقوا حينها بوزير الإدارة المحلية عبدالقادر هلال، الذي قال لهم: "ليش تدفعوها للشيخ، ادفعوها للدولة، وادفعوا النصاب المحدد فقط"، وحينها أخذنا ذلك الأمر واتفقنا جميعاً بأن نجمع الزكاة ونسلمها إلى الدولة.
وفي نهاية العام الماضي اتفق جميع أهالي منطقة العنسيين، وتم جمع الزكاة وذهبوا إلى مديرية الجعاشن ليسلموها، إلا أنهم تلقوا رفضاً من قبل مدير المديرية بأن يستلمها وقال لهم سلموها للشيخ، فذهبنا إلى المحافظ الحجري الذي استلمها بعد ذلك، فبدل ما كنا ندفع من 200 ألف والبعض أكثر، أصبحنا ندفع من 13 ألف وأقل من ذلك، وحين عرف الشيخ بذلك الخبر أصيب بنوبة قلبية وتم إسعافه إلى القاهرة لأنه كان يجني من وراء تلك الزكاة حوالي 200 مليون ريال، وهذا ما دفعه بعد عودته من مصر إلى قيامه بضرب الناس في منازلهم بالرشاشات والمدافع.
سجون الشيخ تزخر بأكثر من 200 معتقل ويقول طه الهيثمي إن أكثر من 200 شخص في سجون الشيخ، والبعض منهم يعتبر مختفي ولا أحد يعلم هل هم على قيد الحياة أم قد ماتوا. وحين يذهب المواطنون ليشتكوا به عند الدولة لا يجد التجاوب معه وكأنهم يقولون لنا ما معاكم غير محمد أحمد منصور راضيين أم كارهين".
يشعر بالغضب وهو يتكلم عن المشردين المتواجدين في المخيم بصنعاء، ويعتبر أن غياب الدولة هو الدليل في بقائهم أكثر من 20 يوماً دون أن تلتفت إليهم، واعتبر أن مطالبهم حق وأنهم لا يطالبون إلا " بحق المواطنة " حتى يشعروا بأنهم يمنيين، معتبراً سكوت أهالي الجعاشن عن ما يحدث وصمة عار في حقهم لأنهم لم يستطيعوا عمل شيء حيال ذلك.
ويشير طه إلى منطق الدولة بأنها لا يهمها سوى مصلحتها قبل مصلحة المواطنين " الدولة إذا شافت أن مرشح المؤتمر يفوز في الانتخابات في هذه المديرية، لا يهمها أي شيء بعد ذلك، سواء قام بإحراقهم أو قتلهم، فهذا الأمر لا يعنيها بقدر ما يعنيها الفوز بالانتخابات، فقط أنت يا شيخ اعمل ما تريد ونحن سندعمك".
وينبه إلى ما حدث خلال الثلاثاء السابق في ساحة الحرية فيقول "هؤلاء الذين شردت أسرهم ودمرت منازلهم ذهبوا للتظاهر من أجل إنصافهم، وفي نفس الوقت وجدنا أصحاب الشيخ جاؤوا ليتظاهروا ويرفعوا لافتات كتبوا عليها أن المساس بالشيخ محمد أحمد منصور مساس بالثوابت الوطنية.
واعتبر السلطات المحلية عبارة عن عصابة تتحكم في المواطنين، حيث أشار إلى أنهم ذهبوا إلى مدير المديرية فقال لهم أنه لا يستطيع عمل شيء، وذهبوا إلى المحافظ فقال لهم اذهبوا إلى وزير الداخلية، ووزير الداخلية وجهنا إلى رئاسة الوزراء، بينما قالوا لنا في رئاسة الوزراء نذهب إلى رئيس الجمهورية، وفي باب الرئاسة يقولون لنا اذهبوا إلى الجهات المختصة، متسائلاً " ما هي الجهات المختصة التي نذهب إليها".