اخذت النغمة الهادئة والمعتدلة التي انتهجها الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني حيزاً من مقالات وتقارير الصحافة الدولية. ففي صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية كتب «تشارلز كروتامر» في مقالة بعنوان: «حقيقة روحاني» بأنه: «وبعد ثلاثة عقود من البحث عن إيرانيين معتدلين تبرز المعجزة من جديد في شخص الرئيس حسن روحاني الذي يقدم صورة غريبة عن الاعتدال، خصوصاً وأنه أمضى نحو 35 سنة في خدمة الجمهورية الإسلامية مساعداً مقرباً لآية الله الخميني ثم خامنئي».
والواقع أن روحاني المقرب من خامنئي بابتسامته وأناقته بات يمثل اليوم الوجه الإيراني المعتدل؛ لأنه يرغب في علاقات جيدة مع الغرب. والحقيقة أن أي زعيم جديد لإيران لأبد أن يسعى إلى التخلص من عقوبات الغرب التي أغرقت اقتصاد بلاده وأدت إلى تراجع سعر العملة المحلية وخلفت صعوبات واسعة النطاق . وعليه فإن اختبار هذا الاعتدال لا يكون في ما يريده المرء بل في ما هو على استعداد لتقديمه.
ففي النهاية لم تفرض العقوبات على إيران للتسلية بل جاءت لدعم قرارات مجلس الأمن الداعية إلى وقف تخصيب اليورانيوم. إن ما يبحث عنه اليوم الملالي ليس نجاح المفاوضات انهم يبحثون عن انقاذ من العقوبات وأكثر من ذلك فإنهم يريدون تمرير الوقت، وبالتالي «ما يحتاجونه اليوم لتخصيب اليورانيوم هو مزيد من المحادثات وقليل من المماطلة وتوزيع الابتسامات ورفع حدة توتر الغرب السخيف. وبالتالي فإن أفضل رجل لهذه المهمة هو روحاني».
وفي موقع «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، كتب ستيفن ديتو مقالة بعنوان «من هو؟»، وفيها يقول: «إنه وبعد مرور ثلاثة أشهر على فوزه في الانتخابات، لا يزال ثمة نقص في المعلومات عن الرئيس حسن روحاني، الأمر الذي ادى إلى اختلافات في وجهات النظر في شأن نياته حيال المواضيع الأساسية ومواقفه من الغرب وقيمه. خلال العقد الماضي كتب روحاني عشرة كتب وعدداً كبيراً من المقالات الأكاديمية وألقى عدداً كبيراً من الخطب، وهناك نحو 7000 صفحة من المواد المكتوبة بالفارسية».
في كانون الأول 2003 وبعد شهرين من تعيينه رئيساً للمفاوضات النووية كتب روحاني ما يأتي: «إن المبدأ الأساسي في علاقة إيران مع أميركا هو القوة الوطنية والقوة السياسية، وفي الثقافة والاقتصاد والدفاع، وخصوصاً في مجال التكنولوجيا المتطورة...».
ويضيف الكاتب ستيفن أن ما يميز روحاني عن الأيديولوجيين التقليديين إيمانه بأن نوعاً معيناً من الإصلاح السياسي والاجتماعي يسهل الدفاع عن النظام الإيراني ويمنحه الشرعية.
وفي مجلة «الدايلي تليجراف» البريطانية كتب كن كولين محرر شؤون الدفاع، أمس الاثنين، مقالة تحت عنوان «الخطة السرية لإيران لتخطي العقوبات»، نسب إلى مصادر دبلوماسية غربية قولهم أن سياسة إيران الحالية هي مجرد «محاولة تسعى من خلالها إلى تخطي أزمة العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب عليها خلال الأعوام الماضية».
اتفقت كبرى الصحف الغربية في أن الاعتدال في روحاني في سياسته الحالية لن يغير من مبدئه في القوة للتعامل مع الغرب وأن هذا الرد هو مجرد «وصفة» لإنقاذ البلاد من ضغط العقوبات الدولية، وفرصة للمراوغة أو لشراء الوقت، والمضي قدماً في البرنامج النووي.