اعتبر رئيس مكتب بعثة مجلس التعاون الخليجي في اليمن أن انعقاد الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل يمثل في حد ذاته نجاحاً وانتصاراً للإرادة السياسية والشعبية اليمنية، وقدرتها على تجاوز الصعوبات، والمضي قُدما نحو رسم خارطة طريق المستقبل الزاهر لليمن الجديد، الذي يتطلع إليه الشعب اليمني. وألقى السفير سعد العريفي، كلمة الأمانة العامة لمجلس التعاون، في افتتاح الجلسة العامة الثالثة والختامية لمؤتمر الحوار الوطني، يوم الثلاثاء.
وأكد أن دول مجلس التعاون تتطلع إلى أن يمثل النجاح الذي رافق انجاز المرحلتين الأولى والثانية حافزاً معنوياً ووطنياً لكافة القوى السياسية والمكونات المجتمعية في اليمن؛ للإسهام بفاعلية في تتويج أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل بنجاح ملموس، تجسده مخرجات توافقية تواكب تطلعات الشعب اليمني في تسوية كافة الأزمات، والوصول بالبلاد إلى مشارف الاستقرار المنشود.
وكان السفير العريفي استهل كلمته بنقل تحيات الأمين العام المجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني إلى هيئة رئاسة وأعضاء مؤتمر الحوار وتمنيات المخلصة بالتوفيق والنجاح لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي يدشن المرحلة الثالثة والختامية لأعماله، بتوافق وطني ودعم دولي مستمر ومنقطع النظير، لافتاً الى أن الدكتور الزياني كان حريصاً على حضور بدء الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار والتي تأتي تتويجاً للمرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إلا أن ظروف عمل وارتباطات مسبقة حالت دون ذلك.
وقال: "لقد قدّم اليمن نموذجاً مشرفاً وملهماً في كيفية تسوية الخلافات والصراعات الداخلية، عبر الحوار الوطني، وهو ما مثل تجربة فريدة، ونحن على ثقة في أن المخرجات الوشيكة لمؤتمر الحوار ستتوج هذه التجربة اليمنية المتميزة".
وأشاد السفير العريفي بالجهود التي بذلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لتقريب وجهات النظر ودفع مسيرة المؤتمر الى الأمام حيثما تطلب الأمر ذلك، مقدرا كافة التسهيلات والدعم الفني الذي قدمته الأمانة العامة، وكادرها لفرق عمل مؤتمر الحوار. كما أُثنى أيضاً علي الجهود التي بذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن جمال بنعمر وفريقه، لتقديم استشارات هامة لفرق عمل المؤتمر لتسهيل سير عملها.
ولفت رئيس بعثة مجلس التعاون الى أن الدعم والمساندة التي قدّمتها دول مجلس التعاون والمجتمع الدولي والعمل المستمر والاجتماعات المنتظمة لسفراء مجموعة العشر والاتحاد الأوربي كانت عاملاً ايجابياً في نجاح هذه المسيرة.
وجدد السفير العريفي التأكيد على دعم وتأييد دول مجلس التعاون الخليجي لكافة المخرجات التوافقية التي سيخلص إليها مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وحرصها على مواصلة تقديم كافة أوجه الدعم اللازم لنجاح العملية السياسية القائمة في اليمن، استناداً إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وأعرب عن تمنياته للجلسة الثالثة والختامية التوفيق والنجاح، داعياً كافة مكوِّنات الحوار إلى استلهام مصلحة الشعب اليمني الذي عانى كثيراً، وقد آن الأوان لوضع حد لهذه المعاناة من خلال تحقيق تطلعاته المشروعة في المستقبل الزاهر، الذي ستمثل مخرجات هذا المؤتمر نقطة انطلاق واعدة نحو بناء اليمن الجديد.