قالت مصادر محلية وشهود إن مسلحين موالين للسلفيين شرعوا في نصب حواجز تفتيش في طرق رئيسية مؤدية إلى محافظة صعدة شمال اليمن لفرض طوق على المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين المسلحة فيما يبدو أنها استجابة لدعوة أطلقها الشيخ السلفي يحيى الحجوري الذي دعا إلى نصرة سكان بلدة «دماج» التي تتعر�'ض لهجوم عنيف من المسلحين الحوثيين. وبدأ المسلحون الحوثيون، الأربعاء الماضي، هجوماً وقصفاً بالأسلحة الثقيلة على دماج في محاولة لاقتحامها وإخضاع البلدة لسيطرتهم، لكن السلفيين أبدوا مقاومة عنيفة لتلك المحاولات.
ويقول السلفيون إن أكثر من مائة شخص قتلوا بينهم مدنيون ونساء وأطفال، كما أصيب نحو مائتين في القتال الدائر من أكثر من أسبوع، بينما لم يتسن�' الحصول على معلومات بشأن قتلى المسلحين الحوثيين.
وقال شهود إن مسلحين قبليين موالين للسلفيين قطعوا الطريق الواصل بين بلدة حرض الحدودية ومدينة صعدة ومنعوا المركبات من المرور ابتداءً من مساء يوم الثلاثاء.
وأضافوا ل«المصدر أونلاين» أن عشرات المسلحين من قبيلة «حجور» في محافظة حجة قطعوا الطريق الواصل بين حرض وصعدة ومنعوا المركبات وشاحنات نقل البضائع من المرور.
ويعتبر هذا الطريق المنفذ التجاري الأهم، حيث تعتمد عليه صعدة لوصول البضائع من ميناء الحديدة أو القادمة من السعودية عبر مدينة حرض.
وقال شهود إن المسلحين موالون للسلفيين، وهم من قبيلة الشيخ يحيى الحجوري مدير معهد «دار الحديث» في دماج. ويسيطر الحوثيون على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات مجاورة في شمال البلاد.
وقال مصدر محلي إن مسافرين مسلحين موالين للحوثيين اشتبكوا صباح اليوم الخميس مع المسلحين السلفيين في نقطة التقطع ما أدى إلى إصابة اثنين على الأقل أحدهم جراحه خطرة.
وقال شهود أمس الأربعاء إن أطقماً عسكرية وصلت إلى مكان القطاع القبلي في حجة، لكنها عجزت عن فض�'ه، بعدما اشترط المسلحون رفع حصار الحوثيين على دماج وإيقاف القصف عليها أولاً.
ونقل مراسل «المصدر أونلاين» في حجة محمد درمان عن مصادر محلية إن المسلحين السلفيين الذين قطعوا الطريق يقودهم شخص يُكنى ب«أبي مسلم»، وهو ينتمي إلى قبيلة حجور.
وأضاف أن المسلحين يهدفون عبر هذا التقطع إلى «فرض حصار على الحوثيين، ومنع وصول المواد الغذائية وبقية الامدادات لهم».
وطبقاً لهذه المصادر يبرر السلفيون قطع الطريق أيضاً بأن لديهم «معلومات بوصول خبراء عسكريين للعمل مع الحوثي في الحرب التي تدور مع السلفيين في دماج من طريق (حرض – ميدي – صعدة)»، لكن لم يتسن�' التأكد من تلك المعلومات من مصدر مستقل.
ولا يزال المسلحون يقطعون الطريق التي تربط مدينة حرض بمنطقة الملاحيظ في صعدة، على بُعد ثلاثة كيلومترات، كما قطعوا الخط الاسفلتي الجديد، الذي يربط صعدة بحرض على بُعد كيلومترين خارج مدينة حرض، في المنطقة المعروفة بالخيمة، على مقربة من النقطة الأمنية.
وأكدت مصادر في مديرية عبس أن 25 سيارة تحر�'كت عند الساعة التاسعة من مساء يوم الثلاثاء من مدينة عبس، باتجاه حرض، تقل مسلحين سلفيين بقيادة السلفي المعروف ب «أبي مسلم».
وكان السلفيون قد خي�'موا لمدة يومين خارج مدينة عبس، وحولوها إلى نقطة تجمع لمقاتليهم الذين توافدوا من عدد من مديريات محافظة حجة، غير أن ضغوطات من قبل شخصيات اجتماعية ومشايخ أجبرتهم على الخروج من عبس باتجاه حرض.
وعُقد في حرض، أمس الأول الثلاثاء، اجتماع طارئ لمشايخ من حرض أسفر عن توجيه رسالة انذار للسلفي «أبو مسلم» لعدم الاستمرار في قطع الطريق العام، مشيراً إلى أن «أبو مسلم» طلب مهلة الى صباح الأربعاء للر�'د عليهم.
وحذ�'ر سكان محليون من تحويل مدينة حرض إلى ساحة صراع مسلح بين السلفيين والحوثيين، في وقت تشير معلومات غير مؤكدة إلى اعتزام حرس الحدود القيام بحملة عسكرية من اللواء الثاني حرس حدود ستتجه لفتح الطريق المقطوع من قبل السلفيين. في المقابل، تفيد معلومات بأن الحوثيين يحشدون أنصارهم على حدود صعدة مع حرض للر�'د على أي اعتداء من قبل السلفيين.
وذكرت مصادر أن حوثيين هددوا بشن هجوم على المسلحين السلفيين في حرض وميدي، لكن سكاناً أبدوا تخوفهم من أن تكون تلك ذريعة لسيطرة الحوثيين على تلك المناطق التي تقع على ساحل البحر الأحمر.
وتمتلك جماعة الحوثيين المسل�'حة أسلحة ثقيلة كالدبابات والمصفحات والمدافع الثقيلة، غنمتها من حربها الطويلة مع القوات الحكومية والتي استمرت أكثر من ست سنوات.
إلى ذلك، قال مصدر محلي إن مسلحين محسوبين على السلفيين استحدثوا مساء أمس الأول الثلاثاء حاجزي تفتيش على الطريق الواصل بين العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف، بالقرب من مواقع لمسلحين حوثيين.
وأضاف ل«المصدر أونلاين» إن المسلحين السلفيين استحدثوا نقطتي التفتيش بالقرب من موقعين دائمين لمسلحين حوثيين في منطقتي «براقش» و«الصفراء»، والأخير يقع بالقرب من مدينة الحزم، العاصمة الإدارية لمحافظة الجوف.
ولجماعة الحوثيين المسلحة تواجد في عد�'ة مديريات في محافظة الجوف بالإضافة الى سيطرتها على مديرية حرف سفيان بعمران.
ويسيطر مسلحون سلفيون على شبكة الطرق الواقعة شرق محافظة صعدة، واندلع قتال في منطقة كتاف بين الحوثيين والسلفيين الذين يطلقون على أنفسهم اسم «حلف النصرة» في إشارة إلى «نصرتهم» لبلدة دماج.
وفي المنفذ الجنوبي لصعدة، والقادم من عمران، قالت مصادر محلية إن مسلحين محسوبين على السلفيين، بعضهم ينتمون إلى صعدة، نصبوا حاجزاً في الطريق الرئيسي لتفتيش المركبات التي تمر هناك.
وأضافت ل«المصدر أونلاين» أن المسلحين نصبوا الحاجز في منطقة «عجمر» بالقرب من بلدة «حوث» في عمران، وأنهم يفتشون السيارات للبحث عن مسلحين ينتمون إلى جماعة الحوثيين.
وأشارت المصادر إلى أن السلفيين ينكرون بشكل كامل أن يكون لديهم محتجزون، لكن مصدراً محلياً أشار إلى عملية تبادل للأسرى تمت قبل أيام عندما أفرج السلفيون عن ستة من المسلحين الحوثيين.
وقال مراسل «المصدر أونلاين» في صعدة إن مخاوف من نقص المواد التموينية بعد القطاعات القبلية، خاصة قطع طريق «حرض صعدة»، دفع التجار في المحافظة إلى رفع أسعار المواد الغذائية بنسبة كبيرة.
وأضاف أن كثيراً من المحال التجارية رفعت أسعار بيع السلع والبضائع بعد سماعهم خبر قطع الطريق وتوقف وصول الإمدادات التموينية.
قالت مصادر إن أسعار صفيحة البنزين (20 لتر) ارتفعت إلى 4500 ريال، بزيادة 2000 ريال، كما ارتفعت أسطوانة الغاز المنزلي إلى نحو 2000 ريال بزيادة قدرها نحو 700 ريال، بينما ارتفع القمح بشكل ضعيف إلى نحو 5700 بزيادة نحو 400 ريال.
وإلى جانب المنافذ المحلية إلى صعدة، ما يزال أمام المحافظة منفذان دوليان إلى الجارة السعودية، هما منفذا «علب والبقع».
ويقول سكان إنه من الصعب الوصول إلى منفذ البقع بسبب سيطرة السلفيين على الطريق المؤدية إليه، لكن منفذ «علب» مفتوح أمام صعدة، وبإمكانهم استخدامه لشراء مواد غذائية من السعودية وإدخالها إلى المحافظة.
تأتي هذه الأحداث في ظل استمرار المواجهات في بلدة دماج، حيث معهد «دار الحديث» السلفي، التي يفرض عليها الحوثيون حصاراً ويمنعون إدخال المواد الغذائية والطبية إليها.
وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر أعلن، يوم الاثنين الماضي، وقف إطلاق النار في دماج، وتمك�'نت سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي ومروحية عسكرية من نقل 23 جريحاً من السلفيين توصف إصاباتهم بالخطرة.
وسرعان ما انهارت الهدنة بعد نقل الجرحى، ليتجدد قصف الحوثيين لمواقع السلفيين، بينما يقول الأخيرون إنهم يدافعون عن دماج ضد محاولات الحوثيين اقتحام البلدة.