دخل جناح تنظيم القاعدة في اليمن على الخط بين الصراع الدائرة في شمال البلاد بين جماعة الحوثيين ومسلحين سلفيين وتوعد الحوثيين ب«العقاب والتأديب». واندلعت اشتباكات عنيفة عندما هاجم الحوثيون بلدة «دماج» الواقعة في صعدة وهي معقل علمي للسلفيين التقليديين يوجد به مركز «دار الحديث» الذي يفد إليه طلاب سلفيون من مختلف دول العالم.
وقال القيادي في القاعدة حارث بن غازي النظاري، في كلمة مرئية نشرت على الانترنت، موجهاً حديثه للحوثيين «أما نحن فنقول لكم إن جرائمكم ضد أهل السنة لن تمر دون عقاب أو تأديب».
وقتل العشرات في الاشتباكات الدائرة في دماج بين الحوثيين والسلفيين، واندلعت اشتباكات في مناطق أخرى بين مسلحين سلفيين يحاولون الوصول إلى دماج لفك الحصار الحوثي عنها.
وعادة ما يهاجم سلفيو دماج «القاعدة» ويصفون التنظيم بالضال، لكن القيادي بالقاعدة قال «نقول لهم (السلفيين) إن جرحكم هو جرحنا وإن مأساتكم هي مأساتنا وإن عدوكم هو عدونا.. فلننس كل خلاف، فاليوم يوم التناصر والتعاضد».
وأضاف النظاري «إننا من قبل ومن بعد، درعكم المتين، وسهمكم المصيب، وسيفكم المصلت، فأبشروا بالنصرة والمدد فلن نخذلكم وفينا عين تطرف، أو عرق ينبض، وإنه لا يحل لقادر على نصرتكم وإغاثتكم أن يتأخر أو يتباطئ». حسب قوله.
وسبق أن تصادم تنظيم القاعدة مع الحوثيين قبل نحو ثلاثة أعوام عندما فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة في موكب للحوثيين ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم، وذلك انتقاماً من اعتقال الحوثيين لنشطاء في التنظيم أثناء مرورهم من نقطة تفتيش بين الجوف وصعدة.
وقال القيادي في تنظيم القاعدة «نعلن تضامننا التام، مع إخواننا من أهل السنة في مركز دماج؛ وفي غيره من مناطق أهل السنة، التي بغت عليها جماعة الحوثي، في كتاف وعمران وحجة والجوف وإب وغيرها». حسب تعبيره.
وهاجم النظاري الحكومة اليمنية التي وصفها ب«العميلة» وقال إن «السكوت المخزي والمتعمد» لها بشأن أحداث دماج «لم يكن مستغرباً، فقد باعت شعبها ليقتلهم القريب والبعيد».
وقال إن الحكومة «متواطئة مع النصارى لقتل أهل السنة بالطائرات الأمريكية، فإذا لم يحصدوا بطائرات النصارى في مجازر مروعة، فليقتلهم الحوثيون على مرأى ومسمع من كل أحد». حسب تعبيره.
واتهم النظاري الجيش اليمني بشن الحرب على «أهل السنة من أنصار الشريعة المجاهدين، خدمة للمشاريع الأمريكية»، مشيراً إلى حملات عسكرية شنها الجيش في أبين ومأرب وحضرموت ورداع.
وشبه حصار جماعة الحوثيين لبلدة دماج وقصفها «بالحصار الذي فرض على الحسين رضي الله عنه، وقتل الأطفال والنساء كالذي حدث لذرية الحسين في وقعة كربلاء وهو يهتف هيهات منا الذلة».