إلى السيد رئيس الجمهورية اليمنية إلى وزير الداخلية: عبد القادر قحطان.. إلى كل يمني مازال في قلبه ذرة كرامة.. هل لي بسؤالكم: ما الذي نملكه؟ بلد معتق بالفقر والألم وحكايا المتعبين.. بلد يقتات أبناؤه ذل الحياة في الداخل والخارج.. هل لدينا المال؟ الصحة؟ التعليم؟ الرفاهية؟
نحن بلد مقهور لا يملك للأسف شيئاً.. سوى ما تبقى من شهامة الأجداد.. ونخوة عربية لنجدة الملهوف.. هل تتذكرون قصص العرب في نجدة الملهوف؟! ونحن أصل العرب على حد مزاعم التاريخ.. وهدى ملهوفة ومفجوعة وغريبة.
هل سنعيدها وقد استنجدت بنا.. هل سنقبل لكرامتنا أن تتضرج بعار تسليمنا لها ونحن نعي مصيرها جيداً.. هل يتحكم بنا الآخر حد إغفال آلاف القضايا الموقوتة بموت مؤجل ونسرع في سجن هدى وسجن كرامتنا معها؟
هدى أتت فارة من بلد لا يعرف للحب طريقا ظننا منها أنها ستجد بلدا لا يعرف إلا الحب والتسامح والشهامة. هدى قلبٌ عشق عرفات وقبلت الذهاب معه لأنها ظنت كل اليمن عرفات.. هل سنخون هذه الثقة؟..
أيها الرئيس: هدى لم تسرق.. لم تقتل.. لم تقم بالتهريب.. لم تتجسس.. لم تقم بكبيرة ما..
هدى فرت لبلدك تنشد الأمان.. فهل ستقبل هذه المسؤولية.. أم ستتركها تعود لذئاب بشرية تنتظرها.. هدى تهمس بحسرة وهي في غياهب السجن: أنا في بلد الإيمان ولا أشعر بالأمان.
أيها الوزير: ربما لو وقفت موقفا مشرفا من أجل هدى سيسجل ذلك في تاريخ ضميرك.. وربما لو نصرتها لقلنا صنع لنا قحطان كرامة من جديد.. هدى أصبحت كرامتنا وشهامتنا ونخوتنا الحقيقية والتي تعي جيداً أين فقدناها.
أيها اليمني: انفض عنك غبار الخنوع وانتصر لكرامتك.. لإنسانيتك.. لروحك وانطلق صوب هدى.. لتحرر ذاتك ولتقل للحب: أنت في بلد المحبة والحياة.. رغم كل مظاهر الموت.
بوح: نقبل كل غريب وكل خائف وكل جائع فهل سنوصد أبوابنا حين قدم إلينا الحب؟