رغم معاناة اتحاد كرة القدم في اليمن حالة من الإفلاس المالي تسببت في تأخر انطلاق المسابقات الكروية على مدار العام، تقرر أخيرا انطلاق منافسات دوري الدرجة الأولى للموسم الجديد ابتداء من يوم الجمعة ال20 من الشهر المقبل، على أن ينتهي في ال30 من مايو/أيار 2014. وطالب رئيس الاتحاد اليمني أحمد صالح العيسي من الأندية الرياضية المشاركة بالدوري أن تعتمد على نفسها ماليا، حتى تستجيب وزارة الرياضة وتقوم بصرف المخصصات المالية للموسم الحالي وبقية مخصصات المواسم الثلاثة الماضية المتأخرة عليها.
وقال العيسي في حديث للجزيرة نت إن "خزينة اتحاد كرة القدم في أسوأ حالاتها، وهو ما أثر سلبا على كرة القدم في البلاد"، مرجعا أسباب حالة "الإفلاس" إلى عدم إيفاء وزارة الرياضة والشباب بالالتزامات المالية التي عليها.
وأكد المسؤول أنه كان يفترض انطلاق الموسم الكروي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن تأخر صرف المخصصات المالية من وزارة الرياضة حال دون ذلك، مشيرا إلى أن الدوري اليمني بات على حافة الهاوية، مؤكدا أن الرياضة ليست ضمن أولويات الحكومة.
العيسي: الدوري اليمني بات وأشار العيسي إلى أن ما يقارب 950 مليون ريال (نحو 440 ألف دولار) امتنعت وزارة الرياضة عن صرفها منذ عام 2011 حتى اليوم، مشددا على أن استمرارية النشاط الكروي أفضل من توقفه رغم كل الصعوبات وأبرزها تقارب مواعيد المباريات بهدف الانتهاء من الدوري قبل موعد بطولة كأس العالم التي ستنطلق في السابع من يونيو/حزيران 2014.
وتحدث العيسي عن "صندوق النشء والشباب" الذي يشرف عليه وزير الرياضة ويمتلك إيرادات كبيرة تتراوح بين ثلاثة وخمسة مليارات ريال يمني (بين نحو 14 و15 مليون دولار) مخصصة لدعم كل الاختصاصات الرياضية بما فيها كرة القدم، إلا أنه انحرف عن هدف إنشائه وبات مسخرا لأمور أخرى.
ضعف الدعم ومقابل هذه الاتهامات، أكد وزير الرياضة والشباب اليمني معمّر الإرياني أن "مشاكل اتحاد كرة القدم مع وزارة المالية، وليس مع وزارة الرياضة"، وأشار إلى أن الوزارة تطالب الاتحاد بإخلاء الأموال المتخلدة بذمتها لدى اتحاد الكرة أولا.
وقال الإرياني، في حديث مع الجزيرة نت "وزارة الرياضة تدعم اتحاد كرة القدم، وخصصنا 160 مليون ريال (نحو 75 ألف دولار) العام الجاري، صرف منه 80%، كما نقدم 75 مليون ريال (نحو 34 ألف دولار) راتبا للمدرب الأجنبي للمنتخب". وأكد أنه "مع بداية العام المقبل سنزيد الدعم المقدم للأندية، وذلك بعد إقرار نسبة 1% من إيرادات وزارة الاتصالات لفائدة صندوق النشء والشباب".
واعترف الوزير بأنه مع وجود 334 ناديا رياضيا في اليمن بين درجة أولى وثانية وثالثة، فإن المبالغ المالية المرصودة للأندية الرياضية "ضئيلة"، معتبرا أن الظروف السياسية والأمنية التي مرت بها اليمن منذ 2011، أثرت على كل القطاعات وخصوصا النشاط الرياضي.
وطالب الإرياني اتحاد الكرة والأندية الرياضية بالبحث عن موارد مالية تدعم النشاط الرياضية، قائلا إن "مستقبل الرياضة باليمن يحتاج إلى حسن إدارة وعمل جماعي واستخدام أمثل للموارد".
أزمة إدارة من جانبه اعتبر الناقد الرياضي أحمد الظامري أن "مشكلة الكرة في اليمن تعود إلى أزمة في الإدارة" مشيرا إلى أن "لعبة كرة القدم على مستوى العالم تمول نفسها بنفسها، ولكن في اليمن تعتمد على الدعم الحكومي بشكل كلي، سواء على مستوى اتحاد الكرة أو الأندية".
وأشار -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن الدعم الحكومي متواضع قياسا بدول الجوار وخصوصا الخليجية، "إلا أن سوء الإدارة باتحاد الكرة يتحمل القسط الأكبر في عدم انتظام مواسم الكرة اليمنية".
ورأى الظامري أن "غياب التسويق من أجندة اتحاد الكرة ساهم إلى حد كبير في إفشال إقامة المسابقات الرياضية سواء الدوري العام، أو على مستوى مسابقات الناشئين والشباب"، مطالبا اتحاد الكرة "بمراجعة طريقة أدائه وإدارته، وأن يعتبر الانتقادات التي توجه له، بمثابة نصائح مخلصة لتجاوز الأخطاء".
وقال إن تواضع حضور الجماهير في الملاعب، سببه الأساسي تواضع مستوى الدوري الذي يدفع المشاهد اليمني إلى شاشات التلفزيون لمتابعة مباريات الدوري الإنجليزي والإيطالي والإسباني، مقابل اشتراكات سنوية تكلفه مبالغ مالية كبيرة.
وأشار الناقد الرياضي إلى أن آخر حضور جماهيري لافت في الملاعب اليمنية، اقترن بمنتخب الناشئين الذي بلغ تصفيات كأس العالم في 2003، كما كان الحضور الجماهيري كبيرا جدا خلال بطولة كأس الخليج "خليجي 20" التي أقيمت في عدن عام 2010.