أعلن الاتحاد العام اليمني لكرة القدم بصورة مفاجئة تأجيل الدور الثاني من الدوري العام لأندية الدرجة الأولى إلى أجل غير مسمى، بسبب تأخر المخصصات المالية المعتمدة للدوري من وزارة الشباب والرياضة في الوقت الذي أكدت وزارة الشباب أن اتحاد الكرة استلم مخصصات الدوري كاملة. ووسط الاتهامات المتبادلة دخلت كرة القدم اليمنية في أزمة لن تنعكس آثارها على مستوى المنتخبات الوطنية فحسب، وإنما على الأندية الرياضية أيضا. دوري الدرجة الأولى لكرة القدم لأندية الدرجة الأولى كان قد انطلق يوم الخميس 28/11/2011م من خلال دوري الذهاب والتي اكتملت يوم الجمعة الموافق 21 3/2012م بمشاركة فرق 14 ناديا. ومع انتهاء مرحلة الذهاب جاء الإعلان المفاجئ من اتحاد الكرة بتوقف مسابقة دوري الدرجة الأولى وتأجيل دور الإياب إلى أجل غير مسمى حتى يتم صرف مخصصات الدوري. إجراء اضطراري رئيس اتحاد الكرة احمد صالح العيسي ذكر في تصريحات له أن اتحاده اضطر إلى هذا الإجراء نتيجة لعدم صرف الميزانية الخاصة بالدوري من قبل وزارة الشباب، وحتى يضع الجميع في الصورة، كما قال. تراكم الديون وبحسب رئيس الاتحاد فإن الاتحاد لم يعد قادراً على مواصلة الدوري العام لفرق الدرجة الأولى بسبب ما اسماه "تراكم الديون المالية على الاتحاد" بسبب مماطلة الوزارة في صرف المخصصات المالية المعتمدة للاتحاد لكي يقوم بإقامة أنشطته المختلفة ومنها الدوري العام لكرة القدم. 709 ملايين وقال العيسي إن الاتحاد واصل الاتفاق على المرحلة الأولى للدوري "دور الذهاب" بجهود شخصية، مما أدى إلى تراكم المديونية عليه، وبالتالي تعذر على الاتحاد الاستمرار في ذلك، ولم يكن أمامه سوى التوقف عن إكمال البطولة وتحديد موعد انطلاق الدور الثاني من الدروي حتى تقوم وزارة الشباب والرياضة بصرف الميزانية الخاصة بالدوري وباقي المستحقات المطلوبة للاتحاد.. وعلى ذمة الاتحاد فإن إجمالي المخصصات المتأخرة للاتحاد على الوزارة تصل إلى 709 ملايين ريال. اتهام بالتآمر ولم يكتف العيسي بتحميل وزارة الشباب والرياضة مسؤولية تأخير المخصصات وتوقف الدوري، بل إنه اتهمها بالسعي لإفشال الموسم الكروي الجاري (2011م- 2012م) بجميع مسابقاته وبطولاته. نفي وزاري وبالمقابل فإن وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني كان قد أكد في وقت سابق وخلال مؤتمر صحفي أن الوزراة قد صرفت ميزانية اتحاد الكرة بالكامل، وأن مجموع المبالغ التي صرفت تصل إلى أكثر من 600 مليون ريال. أين الوثائق؟! موضوع التزام وزارة الشباب بصرف مخصصات اتحاد الكرة من عدمه ستكشفه الأيام القادمة، لكن ما يؤخذ على وزير الشباب والرياضة هو عدم مبادرته إلى تأكيد صحة ما قاله بوثائق الصرف والإشعارات البنكية بالتوريد. غير منطقي أما ما يؤخذ على رئيس اتحاد الكرة احمد صالح العيسي، فهو اتهامه لوزارة الشباب بالسعي لإفشال الموسم الكروي. فمن غير المعقول بأن تسعى أية وزارة شباب ورياضة في العالم إلى إفشال أهم بطولة رياضية لأهم اتحاد رياضي، كون فشل الموسم الكروي هو فشل لوزارة الشباب والرياضة قبل أن يكون فشلاً محسوباً على اتحاد الكرة. أزمة وبعيداً عن الاتهامات المتبادلة، فإننا أمام "أزمة" يفترض بالضرورة إنهاؤها بأسرع وقت، كونها – في حال استمرت- ستؤثر سلبا على العديد من الأطراف المتصلة بها. بطولات الآسيوي فتوقف الدوري – لا سمح الله- سوف يحرم اليمن من حق تمثيلها في مسابقات كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وغيرها من الأنشطة التي ينظمها الاتحاد الآسيوي. استحقاقات المنتخبات وعلى صعيد المنتخبات الوطنية فإن منتخباتنا ستحرم المشاركة في العديد من البطولات الأقليمية والقارية، وفي مقدمتها نهائيات كأس آسيا للناشئين المؤهلة إلى كأس العالم والمقرر أن تقام أواخر العام الجاري في العاصمة الإيرانية طهران، بالإضافة إلى بطولة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 21" التي ستقام مطلع العام القادم في العاصمة البحرينية المنامة. كرة الثلج وبالنظر إلى طبيعة هذه الأزمة، فسنجدها أشبه بكرة الثلج أي أنها قد تتطور وتصل إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والذي قد يرى في ذلك تدخلاً حكومياً في شؤون كرة القدم، ويصدر قراراً بتجميد الكرة اليمنية خارجياً كما حدث قبل سنوات. تضرر الأندية لكن المتضرر الأكبر في هذه الأزمة والذي قد يغيب عن أذهان الكثيرين، يتمثل بالأندية الرياضية وتحديداً ال14 ناديا التي تلعب فرقها في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، فهذه الأندية مرتبطة بعقود مع اللاعبين، سواء كانوا من اللاعبين المحليين أو المحترفين، وهي ملتزمة بسداد رواتبهم بالريال اليمني أو بالدولار. والأمر ينسحب كذلك على المدربين المحليين والأجانب وغيرهم من الفنيين في الأطقم الخاصة بالفرق الكروية، وبالتالي فإن أي تأجيل أو تأخير في المسابقة الكروية يعني تحميل هذه الأندية أعباءً مالية كبيرة، فما بالك بأزمة يعلم الله متى ستزول!!.