(وصل الإرهابيون بما يقدر عددهم باثني عشر إرهابي غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية). هكذا تبدأ اللجنة الرئاسية المشكلة للتحقيق في واقعة اقتحام مجمع الدفاع تقريراتها التحقيقية بشأن هذه الواقعة.
هكذا، دون ان تكلف نفسها عناء بيان كيف توصلت الى معرفة جنسية غالبية المهاجمين،مع ان موضوع الجنسية هذا، هو أخطر مافي التقرير على الإطلاق.
(يقدر) عددهم...و(غالبيتهم) من الجنسية السعودية.
الجنسية مسألة لايمكن التحقق منها، بمجرد المعاينة او بأقوال شهود العيان، والتقرير لايذكر كيف تم التحقق منها،كما سلف البيان.
ليس هذا تشكيكا بصحة المعلومة المتعلقة بالجنسية،بل تشكيك بعدم كفاءة معديه، التي تبدو واضحة وجلية،الى حد يثير الشك بعدم مهنية التقرير.
الامر نفسه ينطبق على وزن العبوة الناسفة المستخدمة في التفجير،اذ يذكر التقرير ان وزن تلك العبوة (حوالي 500 كجم)،دون اي ذكر لكيفية التوصل الى هذا التحديد،وهو امر لايمكن التحقق منه ،كذلك،من خلال مجرد المعاينة او أقوال شهود العيان.
نقطة أخرى مثيرة للأسئلة: يذكر التقرير ان بداية الهجوم كانت في الساعة 08:50 صباح الخميس،وان ثلاثة من المهاجمين قتلوا في البوابة عند بداية الاقتحام. وان مجموعة أخرى منهم قتلت عند انفجار السيارة بعد دخولها الى ساحة المجمع. وأن (الانتهاء من مهمة تطهير العناصر الإرهابية تمت الساعة "04:30"صباحاً يوم الجمعة الموافق 6-12-2013م).
وإذا افترضنا أن عدد من قتلوا عند انفجار السيارة ثلاثة على أقل تقدير، فان المتبقي من المهاجمين 6 افراد.
فهل يعقل ان تستمر تصفية هؤلاء الإرهابيين الستة حتى الساعة 04:30 من صباح الجمعة؟ خاصة مع كل التعزيزات التي وصلت من قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة، والأشغال العسكرية..حسبما جاء في التقرير؟
كون ان التقرير هو مجرد "تقرير معاينة وسماع أقوال شهود العيان"، لا يغير من حقيقة انه غير مقنع،بالمرة، حتى مع اعتبار صفته هذه.