عندما يذكر اللقاء المشترك، تستحضر معه فكرة العمل السياسي واليمن الدولة والمجتمع. حتى الأغنية الوطنية لأيوب طارش كانت قد غابت عن الوجدان بسبب غياب الحالة الوطنية الجامعه وإطارها ولم تبدأ تستعيد حضورها في الوجدان والذات اليمنية إلا ببروز تكتل اللقاء المشترك وعملية المصالحة بين الشمس والنجمة والهلال.
هذا التكتل الوطني امتداد للحركة الوطنية، لعب دورا كبيرا في تكوين نوعية الصراع وأدواته، كصراع بين سلطة تسلطية وبين شعب وبأدوات النضال السياسي.
كان يتقدم بأدواته السياسية النضالية بهدف إصلاح النظام السياسي وفرض قواعد الديمقراطية، ويذهب نظام الفرد صالح يصطنع حروب في الأطراف ويعزز نفوذ جماعات وأفراد لا يؤمنون بالسياسية ومنطق الدولة بهدف إعاقة مسار المشترك ومشروعه السياسي.
استطاع المشترك ان يعيد منطق السياسية وإحياء مفاهيم الدولة والعدل والمواطنة والوطن والتداول السلمي للسلطة والإصلاح السياسي، واستطاع ان يجسد قناعة في ذهنية اليمني بأهمية الشراكة وعدم قدرة جهة او طرف بمفرده تحديد مصير الدولة والوطن والأمه مهما كبرت قوة هذا الطرف وتضخم نفوذه.
المشترك كان المشروع السياسي الوحيد الذي استهدف طبيعة النظام الفردي بهدف خلق نظام ديمقراطي وهنا شعر صالح بالخطر من هذا المشروع.
جاءت الثورة واستطاعت ان تعيد معادلة القوى وكان المشترك عنصرا أساسيا فيها وجاءت التسوية السياسية وقد اصبح المشترك اقوى، ووصل الى السلطة (الغواية والفتنة) وبدأت الخلافات التي كان قد تجاوزها المشترك تعود للواجهة وتهدد مصير المشروع الوطني.
المشترك بعد الثورة والتغييرات التي حصلت أصبح فقاعة تتقارح في إطار صداها خاصة بعد ان ادى دوره المطلوب خلال العشر السنوات الماضية ما قبل الثورة.
مكونات المشترك اليوم مسؤولة أمام الدولة والتحول السياسي والشعب، وهو بحاجة الى استراتيجية تحالف جديدة في ضوء التغيرات، وإلا سيبقى مشكلة تصدر مشاكل وتصدعات في نطاق مكوناته، والمستفيد من ذلك شبكات التسلط وجماعات العنف ومنطق الصراعات ويصبح من السهولة استهداف رموزه السياسية كما حصل مع الدكتور ياسين وسيحصل مع العتواني والآنسي وقحطان والإرياني.